ميسان – واع- شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
على ضفاف الهور وفي أحضان دجلة وتفرعاته ،تغو محافظة ميسان منتعشة بعطر القصب المشبع بالمياه، مدينة تتغنى بها أجمل المناظر الطبيعية لخصوبة أراضيها ،وموقعها الذي جعل نهر دجلة يجري بين تفرعاتها يروي بساتينها وأريافها ليرسم عذوبته ويحولها إلى فينسيا الشرق . كاميرا وكالة الأنباء العراقية (واع) تجولت داخل ميسان والتقت بالعديد من الشخصيات للحديث عن أهم ما يميز تلك المدينة ،والبداية مع الكاتب رحيم زاير الغانم، قائلاً: "ميسان المدينة الضاربة عروقها في تاريخ الإنسان أينما حلَّ أو ارتحل، مدينة الأنهار والبطائح, والبساتين الغناء إذ تهب لأبنائها العطايا الثقال، لنراها مترعة بالأنهار وما تحتضنه من الزروع, فللكحلاء والمشرح من دجلة موردٌ للبهجة, وللبتيرة نصيبٌ من نفحات الندى، وللمجر الكبير وللقلعة شيءٌ مِمّا تلألأ في مقلتي فينيسيا الشرق, ليضحى حكايات يرددها الصغار، عن خلود النهر والأرض والإنسان، مدينة من نقاء وطراوة منسابة في عذوبتها حيثُ الجداول والسواقي".
عشق دجلة لميسان ميسان حاضرة الجنوب كما اطلق الدكتور من جامعة ميسان محمد الساعدي، في حديثه عنها قائلا: "نهر دجلة الخالد ينهمر من شمال العراق إلى جنوبه ،لكن ما يميزه كثرة تفرعاته في مدينة ميسان حاضرة الجنوب، فالنهر يتفرع ويغمر مساحات واسعة من السقي ،وكأنه لا يريد أن يغادر أرضها حتى يسقيها بالكامل من دون أن يترك شبراً عطشاً من أرضها ،فدجلة معطاء بكل شيء لهذه المحافظة.
مدينة الأنهار تضمنت جولة (واع) مؤسسة الهدى للدراسات ،ولقائها بالكاتب والباحث جمعة المالكي، الذي تحدث عن مدينة العمارة مركز ميسان قائلاً: "مدينة العمارة هي مركز محافظة ميسان ،وتُعد مدينة الأنهار والجمال ،فعندما يشارف نهر دجلة الخالد الدخول إلى مركز العمارة وفي شمالها الغربي وعلى بعد 16 كم، يتفرع نهر البتيرة وتكثر على ضفافه البساتين والقرى والأرياف ليستمر جريانه إلى قضاء الميمونة وناحية السلام ليتجه إلى الأهوار الشمالية، بينما يستمر عمود نهر دجلة بالانحدار بإتجاه مركز المدينة ليقسمها إلى نهرين ،يتجه أحدهما إلى الشرق بنحو كيلومتر واحد ،ومن انقسامه ينقسم مرة أخرى إلى نهرين ليكون نهري المشرح والكحلاء ،بينما يستمر عمود النهر متوجها ً الى الجنوب ،ويتفرع منه نهر المجر الكبير ،وقبل أن يدخل قضاء قلعة صالح يتفرع منه نهر المجرية". وأضاف أن "تفرع نهر دجلة يضفي على مدينة العمارة بهجة وجمالاً ليجعل منها فينسيا الشرق ،وتكثر على ضفاف النهر بساتين النخيل التي تضفي على العمارة ودجلتها روعة ً وألقا ً، إذ يأبى جريانه ومروره ألّا أن يعانق كل أحيائها قبل أن يغادرها إلى الأهوار حيث القصب والبردي والبني والبرهان والخضيري والهربان.
لوحة تنقصها الألوان وتحدث الإعلامي حيدر السعد قائلاً: "ميسان تستحق أن تكون فينيسيا العراق، فهي مدينة أنعم الله عليها بالخيرات، إذ رسمت الأهوار فيها لوحة ربانية على الأرض، إلّا أنه بالرغم من تلك الطبيعة الجميلة التي تملكها مملكة ميسان، لكنها عانت ولا تزال تعاني من الاهمال، إذ عانت وما زالت من عدم اعطائها حقها بأن تكون فينيسيا الجنوب". وتابع: "من المفترض استثمار المدينة سياحياً واقتصادياً ،لما لها من موقع جميل محاط بالمياه ،ومحطة للطيور المهاجرة، فضلاً عن امتلاكها الثروة السمكية".
العراقالمصدر