متابعة – واع
قدمت مجلة "سوبير كوريوسو"الإسبانية لمحة عما يقوله العلماء للإجابة عن أسئلة،لماذا تنقسم أدمغتنا نصفين، أيمن وأيسر؟ وما الوظائف التي يقوم بها كل جزء؟ وهل يهيمن أحدهما على الآخر؟.
نصف الدماغ الأيسر
من المعروف علميا أن نصف الدماغ الأيسر مسؤول عن وظائف معقدة مثل اللغة. يحتوي النصف الأيسر على ما يعرف بمنطقتي بروكاBroca's area وفيرنيكهWernicke's area (نسبة للطبيب الفرنسي بول بروكا والطبيب النفسي الألماني كارل فيرنيكه)، ولا يوجد هذان الجزآن إلا في دماغ الكائن البشري -على حد علمنا- وهما المسؤولان عن القدرات اللغوية للإنسان.
بشكل عام، يعتبر نصف الدماغ الأيسر مسؤولا عن القدرات التحليلية وعملية التفكير، إذ يمكننا من القيام بالاستنتاجات وحل المشكلات المعقدة والتفكير المنطقي واستيعاب المعلومات النظرية.
لعل معرفة هذه المعطيات عن النصف الأيسر لا تكفي للإجابة عن السؤال المحوري، أي سبب وجود نصفين في دماغنا، ولكنه يساعدنا في الاقتراب من الإجابة.
نصف الدماغ الأيمن
يعتبر نصف الدماغ الأيمن مسؤولا عن كل ما يتعلق بالتواصل غير اللفظي مثل تعابير الوجه وحركات الجسد، كما اكتشف العلماء أنه مسؤول عن الإدراك المكاني.
يمنحنا نصف الدماغ الأيمن القدرة على فهم المشاعر والتعبير عنها، كما يمكننا من التعرف على الوجوه والأصوات والألحان وتذكرها.
ويرتبط نصف الدماغ الأيمن ارتباطا وثيقا بالإبداع، فقد أكد عدد من الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون هذا الجزء بشكل جيد يمتلكون خيالا واسعا للغاية ويجدون حلولا غير تقليدية للمشاكل المتنوعة، بسبب قدرتهم على التفكير بطريقة مختلفة والنظر إلى الأمور من زوايا لا يراها الآخرون.
هل يوجد نصف مهيمن على الدماغ؟
تؤكد المجلة أن أغلب البحوث العلمية ركزت على نصف الدماغ الأيسر، وهو الذي يتحكم في الجزء الأيسر من الوجه والجزء الأيمن من باقي الجسم.
ويعتقد على نطاق واسع أن الجزء الأيسر هو المهيمن خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد أولئك الذين يستخدمون اليد اليمنى حول العالم.
وحسب المجلة، فإن الأشخاص المتفوقين هم أولئك الذين يستخدمون نصفي الدماغ بشكل متوازن مما يجعلهم يستفيدون من كل وظائفهما إلى أبعد حد.
لماذا ينقسم الدماغ نصفين؟
تقول المجلة إنه لا توجد إجابة قاطعة ونهائية عن هذا السؤال، بل نظريات وافتراضات علمية، من بينها دراسات حديثة تقول إن الدماغ ينقسم إلى نصفين لأسباب تطورية.
وحسب هذه النظريات، فقد تطور الدماغ البشري وأصبح يتشكل من نصفين بسبب الحاجة إلى تنفيذ مهام متنوعة في وقت واحد.
بهذه الطريقة، يتحمل كل جزء مسؤولياته ويقوم بوظائف محددة، ويترك الوظائف الأخرى للجزء الآخر. هذا ما يجعلنا مثلا نتعرف على صورة شخص ما ونحن نتحدث مع شخص آخر.
ومع ذلك فإن تقسيم الدماغ نصفين هو الصورة الأكثر تبسيطا لتركيبة هذا العضو البشري، كما تقول المجلة، والواقع أن التركيبة أكثر تعقيدا من ذلك بكثير، إذ إن كل نصف ينقسم إلى أجزاء صغيرة، يقوم كل منها بوظائف محددة. وليس الأمر متعلقا بنصفين أيسر وأيمن، بل بعضهما يضم أجزاء متعددة تنفذ مهام مختلفة.
المصدر: الجزيرة نت
المصدر