ترجمة / حامد احمد
تحاول ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب دعم العراق في تطوير علاقات طيبة مع بلدان الخليج لمساعدته في تلبية احتياجاته من الطاقة الكهربائية وتقليل اعتماده على ايران في هذا المجال .
ايسرا سيرم، خبيرة علوم سياسية من جامعة أي مارسيل في فرنسا، قالت لصحيفة The Epoch Times الاميركية بان ادارة الرئيس ترامب تعتقد بانه يتوجب على العراق ان يخفض من اعتماده على ايران في استهلاكه للطاقة، وبسبب ذلك فانها تدفع كل من العراق ومجلس التعاون الخليجي للاقتراب من بعضهما .
وقالت الخبيرة سيرم: “دعمت مؤخرا الولايات المتحدة بشكل كامل خطة لربط العراق بشبكة كهرباء مجلس التعاون الخليجي، وتوسطت بين بغداد ودول المجلس الست للتوصل الى اتفاقية. هذه الخطة تعني ان سعة العراق الكهربائية ستزداد بشكل سريع ومفاجئ .”
خزينة الدولة العراقية خاوية بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انخفاض اسعار النفط وتفشي وباء كورونا، ولم تترك شيئا لاستثمار يُنفق في سبيل صيانة البنى التحتية لقطاع كهرباء البلاد المتهالك .
استنادا الى بيان مشترك صدر عن الولايات المتحدة ومجلس التعاون والعراق في 16 تموز، فان مشروع ربط شبكة كهرباء مجلس التعاون الخليجي بشبكة الكهرباء العراقية يهدف الى توفير الطاقة الكهربائية للمتضررين من نقص الطاقة في العراق وخصوصا في المحافظات الجنوبية .
وجاء في بيان الخارجية الاميركية ما نصه: “تتطلع كل من الحكومة العراقية ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة للمضي قدما نحو تعاون متزايد اكثر في مجال الاقتصاد والطاقة بين الولايات المتحدة والعراق وبلدان مجلس التعاون الخليجي، ليكون قاعدة للسلم والتنمية والازدهار في المنطقة .”
يزيد صايغ، زميل مركز كارنيغي لدراسات الشرق الاوسط، قال لصحيفة ايباك تايمز ان الولايات المتحدة تستخدم قضيتين لسحب العراق الى علاقة جيوبوليتيكية اقرب .
ويقول صايغ: “الادارة الاميركية تستغل مشكلة صعبة يواجهها العراق في تجهيز الطاقة الكهربائية واهتمام الولايات المتحدة بقطاع الطاقة العراقي، لسحب العراق الى علاقة جيوبوليتيكية اقرب. ربط العراق بشبكات كهرباء مجلس التعاون هي بمثابة طريقة لاعادة توجه ستراتيجي، حيث ان ترك الربط لموعد آخر سيكون مكلفا.”
عندما التقى وفد عالي المستوى برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ادارة الرئيس ترامب في واشنطن بتاريخ 19 و 20 آب الجاري، تمت مناقشة قضية ربط العراق بشبكة كهرباء بلدان الخليج مرة اخرى .
وقالت الخارجية الاميركية في بيان صدر بتاريخ 19 آب بعد اللقاء الستراتيجي “تخطط الحكومتان باستمرار التعاون مع دول مجلس التعاون وسلطة شبكة كهرباء مجلس التعاون الخليجي المتعلق باستثمار ربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة كهرباء مجلس التعاون .”
رانج علاء الدين، زميل معهد بروكنغز للدراسات في الدوحة، قال معلقا على الموضوع بان العلاقات بين العراق وبلدان الخليج لم تكن جيدة، ويعود ذلك لسلسلة عوامل معقدة .
وأضاف علاء الدين قائلا “باسناد من الولايات المتحدة يمكن للعراق ان يعيد اندماجه بالعالم العربي ويعيد تنشيط علاقة مع الخليج مستندة على المصالح المشتركة للمساعدة في احياء الاقتصاد العراقي وتقليل اعتماده على ايران بموجب هذه العملية .”
وتقول الخبيرة سيرم ان الحكومة العراقية متحمسة لأن تلعب الولايات المتحدة دورها في استعادة روابطها مع بلدان مجلس التعاون الخليجي .
وتضيف سيرم بقولها “خلق مجموعة من الحوافز الاقتصادية والمالية والدبلوماسية بين العراق وبلدان مجلس التعاون من شأنها ان تمهد الطريق لتجاوز صراعات وخلافات الماضي بينهم، وتستقطب مزيدا من حلفاء أميركا للاستثمار في العراق، وسيساعد ذلك ايضا في ابعاد العراق عن ايران .”
وقال الباحث علاء الدين انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تخلق إطار عمل يدعو الى ترسيخ علاقة بين العراق ودول مجلس التعاون.
ويمضي بقوله “ما يجب على الولايات المتحدة ان تنصح به هو مجموعة من مبادئ التوجيه واطار عمل لصياغة ما يمكن ان يكون في الواقع محورا اميركيا خليجيا في بغداد وتحالفا سياسيا خليجيا مناصرا في بغداد يخلق شيئا من التعاون بين ما موجود اصلا من بعض عوامل الروابط السياسية الكامنة مع منطقة الخليج .”
تشير الخبيرة سيرم الى ان ممارسة الضغط على ايران من خلال العقوبات يكمن في صميم مشروع الولايات المتحدة لربط العراق بشبكة كهرباء دول الخليج .وتقول سيرم “لأن العقوبات الاميركية تحظر على بقية الدول من شراء الطاقة الايرانية الا في حال منح استثناء .”
وكانت استثناءات قد منحت للعراق من قبل واشنطن لشراء كهرباء وغاز منها شريطة أن يزيد العراق من جهوده لتحقيق اكتفاء ذاتي ويقطع اعتماده على ايران .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية مورغان أورتيغز، في بيان لها بهذا الخصوص بتاريخ 26 آذار: “وفقا لاستثناء من العقوبات صادر عن الولايات المتحدة، يُسمح للعراق الدخول بمبادلات مالية متعلقة باستيراده للطاقة الكهربائية من ايران. الغرض من هذا الاستثناء، الذي جددته الولايات المتحدة، هو لتلبية احتياجات الشعب العراقي العاجلة للطاقة. الولايات المتحدة متواصلة دائما مع الحكومة العراقية بشأن تأمين الطاقة ونحن ندعم الاجراءات التي تقلل من اعتماد العراق على ايران في الطاقة .”
عن: صحيفة ذي إيباك تايمز الأميركية