توقعات بتوغل تركيا في سنجار بالتنسيق مع الحكومة خلال الأسبوع الحالي

بغداد/ تميم الحسن

ايام قليلة تفصل تركيا عن تنفيذ اول هجوم بري في قضاء سنجار، شمال الموصل، بعد التأكد من استحالة ابعاد حزب العمال الكردستاني “pkk” عراقياً، واعلان انقرة اعتقال قيادي كبير في حزب العمال من داخل المدينة. وكانت (المدى) قد كشفت الشهر الماضي، عن ان امام العراق شهرين كحد اعلى قبل ان تقوم تركيا بنفسها بشن هجوم واسع يبدأ من الحدود الشمالية ويصل الموصل بحجة القضاء على حزب العمال.

ولم ينته شهر واحد من الشهرين المفترضين، حتى شنت انقرة هجوما ثالثا لملاحقة حزب العمال المعارض لتركيا داخل الاراضي العراقية.

ويقدر وجود 4 آلاف مسلح تابع لـ “pkk” في مناطق كردستان، وسنجار شمال الموصل، وهي اكثر المناطق التي تقلق انقرة. ويدير الحزب المعارض لتركيا السلطة في سنجار منذ اكثر من عامين، فيما ابرمت حكومتا بغداد واربيل العام الماضي، اتفاقية لاخلاء المدينة من المسلحين ومنهم لـ”pkk”.

ويشن حزب العمال منذ 1984 تمردا على الأراضي التركية. وحزب العمال يصنف كمجموعة “ارهابية” من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

عمليات تمهيدية

ويقول مصدر مطلع في كردستان لـ(المدى) ان “العملية العسكرية التركية الجديدة قرب محافظة دهوك في كردستان هي تمهيد لعملية قريبة في سنجار”.

وارتفع عدد افراد الـ”pkk” في مناطق كردستان التي اعلنت تركيا مؤخرا، قتلهم في إطار عملية “مخلب النسر 2” شمالي العراق إلى 37 فرداً.

جاء ذلك حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، قالت فيه إن القوات المسلحة التركية مستمرة في “هدم أوكار المنظمة الإرهابية في منطقة غارا، شمالي العراق”. واضاف البيان أن “القوات الجوية التركية نجحت في تحييد أربعة إرهابيين من تنظيم (بي كا كا)، لترتفع الحصيلة إلى 37”. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الضربات الجوية خلال عملية مخلب النسر 2، “دمرت 50 هدفًا لحزب العمال الكردستاني، منها مستودعات أسلحة ومراكز قيادة”.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، “مشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ومُسيّرة في العملية، وعقب العملية الجوية الواسعة، بدأت المروحيات في نقل عناصر القوات البرية التركية إلى المنطقة”.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد اوضحت في بيان لها الجمعة، أن عملية “مخلب النسر 2” التي انطلقت بتاريخ 10 شباط الجاري ضد “إرهابيي بي كا كا بمنطقة غارا، متواصلة وفقا للخطة المرسومة”.

ويضيف المصدر: “نتوقع اقتحام سنجار من قبل القوات التركية في الاسبوع الحالي، بعد تمدد حزب العمال الكردستاني وفشل كل المحاولات العراقية لطرده”.

وكانت مصادر قريبة من الحوارات العراقية – التركية كشفت الشهر الماضي لـ(المدى) عن ان “انقرة ابلغت بغداد في آخر يوم من العام الماضي، انها ستشن حربا واسعة اذا لم تستطع الاخيرة طرد حزب العمال”.

وكان الوفد التركي الذي زار العراق الشهر الماضي، جاء ليؤكد تلك التحذيرات ويقدم بالمقابل عروضا للمساعدة.

واكدت تركيا، في كانون الثاني الماضي، إصرارها على “إنهاء الإرهاب” من خلال التعاون مع حكومتي بغداد واربيل.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تقييم لزيارته إلى العراق في الشهر الماضي: “مصممون على إنهاء الإرهاب من خلال التعاون الذي سنقيمه مع بغداد والاقليم”. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد تعاون أنقرة مع كل من بغداد وأربيل في مكافحة الإرهاب. وتثير العمليات التركية وآخرها التي انطلقت في حزيران الماضي، توترا مع الحكومة العراقية لكن انقرة تنوي “معالجة” مشكلة حزب العمال في حال “عجزت بغداد عن القيام بذلك”.

الوصول إلى جبل سنجار

ووفق المصدر ان “القوات العراقية ستقوم بايصال قوات خاصة تركية الى جبل سنجار، ومن هناك ستقوم قوات انقرة باخذ زمام الامور والهجوم على قيادات حزب العمال في سنجار”.

وبين المصدر ان “تركيا لديها معلومات كاملة عن مناطق تواجد حزب العمال، كما ستقوم بتفجير كل الانفاق التي يستخدمها الحزب في جبل سنجار”.

وفي تشرين الاول الماضي، كشفت بغداد واربيل عن اتفاقية “اعادة التطبيع في سنجار”، تتضمن محاور خدمية وامنية ومنها طرد كل القوى المسلحة في المدينة. ومازالت الاتفاقية بحسب المصادر، ترواح في مكانها، بسبب “خلافات كبيرة” بين القوى الامنية والحشد والاحزاب المسيطرة على سنجار. وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق محمد رضا آل حيدر قد قال إن تركيا تقوم “بشبه احتلال” للشريط الحدودي داخل أراضي العراق.

واضاف آل حيدر في حديث متلفز ان “هناك اتفاقية مع الجانب التركي أُبرمت في عام 2008 تقضي بمطاردة التنظيمات الإرهابية داخل الحدود العراقية ولكن لمدة محددة لا تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين ولمسافة محددة، لكن الجانب التركي لم يلتزم بها”. وأكد رئيس لجنة الامن في البرلمان أن الجانب التركي “يقوم الآن بشبه احتلال لشريط حدودي طويل يبلغ أكثر من 17 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية”.

وقصفت انقرة، يوم الأربعاء الماضي، قرى كردية في جبل كارة في قضاء العمادية، بعدة صواريخ من طائرات حربية تركية، فيما نفذت طائرات عمودية تركية إنزالا جويا في الجبل بعيد القصف الجوي.

اعتقال قيادي في سنجار

وقال المصدر المطلع في كردستان ان “تركيا استلمت من المخابرات العراقية المسؤول اللوجستي عن حزب العمال في سنجار قبل ساعات من شن الهجوم”.

وبحسب ما نشرته وكالة “الأناضول” التركية، فإن “الفرق الأمنية التركية نجحت في إلقاء القبض على إبراهيم باريم، ذي الاسم الحركي (لاشير)، والمسؤول عما يُعرف بقسم الأنشطة اللوجستية للمنظمة، في منطقة سنجار”.

وأوضحت الوكالة أن “عملية استجواب باريم، مستمرة في شعبة مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الاستخبارات الوطنية، ومديرية الأمن في أنقرة، بناء على تعليمات النيابة العامة في العاصمة”، مشيرة إلى أن (باريم) “انضم إلى المنظمة الإرهابية في 2015، وشارك بأنشطة في ولاية وان التركية وعين العرب السورية”. وبحسب المصدر: “كانت القوات العراقية قد اعتقلت باريم قبل 4 اشهر، ووضعته في معتقل في تلعفر، قبل ان تسلمه نهاية الاسبوع الماضي الى تركيا”. واشار المصدر الى ان المعتقل “يعتبر كنزا من المعلومات حول حزب العمال الكردستاني بالاضافة الى الكم الهائل من الوثائق التي وجدت بحوزته”. وفي نهاية 2018، شهدت سنجار لاول مرة سيطرة حزب غير عراقي على المدينة التي كانت محتلة من تنظيم داعش. واستطاع الـ (pkk)الذي يضم عناصر من جنسيات ايرانية وتركية وسورية الى جانب العراقية، من الاستحواذ على مقاليد السلطة في سنجار بالاتفاق مع بعض القوى المحلية المرتبطة بالحشد الشعبي هناك. ويقول ظافر العاني عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ان “الحملة العسكرية التركية تجري بالتفاهم مع الحكومة العراقية بناء على لقاءات حدثت بين اعلى المستويات السياسية والعسكرية”. واضاف العاني في اتصال مع (المدى) ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي “كان حريصا في زيارته لأنقرة على ان لا يكون العراق مقرا للمنظمات الارهابية وبالذات تلك التي تتخذ من اراضينا مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية”. واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية ان كلام الكاظمي هو “اشارة واضحة الدور التخريبي الذي يقوم به حزب العمال الكردستاني في العراق”.

المصدر