بدون قطع رأس الأفعى لا يستتب الأمن في العراق

بدون قطع رأس الأفعى لا يستتب الأمن في العراق

بقلم مهدي قاسم

من المعروف أن ظاهرة عصابات السطو والسرقة والمخدرات و حتى الخطف مقابل فدية ، تكاد أن تكون موجودة في عديد من الدول ، بل حتى في دول كانت تعد شبه خالية من هذه الجرائم ” العادية ” و سجونها فارغة تقريبا إلا من بضعة مساجين فقط ، كدول اسكندنافية ، ولكن بعد غزوها من قبل لاجئين أصبحت هي الأخرى تعاني من هذه الظاهرة بشكل ملفت للنظر مؤخرا..

إذ أن الجريمة المنظمة موجودة في معظم دول العالم ..

ولكن في مقابل ذلك أننا سوف لن نجد في العالم دولة أخرى كالعراق تعج بـ ميليشيات ومجموعات مسلحة مستهترة ومنفلتة ،و أن عاصمته تتعرض لقصف صاروخي شبه يومي من قبل هذه المجاميع وميليشيات المسلحة بتحد سافر وعلني للدولة ..

إذن فأن المشكلة الأمنية الأساسية في العراق لا تكمن فقط في انتشار ظاهرة ” الإجرام العادي ” لعصابات الخطف والسطو و المخدرات ، إنما ـــ ومثلما أسلفنا آنفا ــ في انتشار ظاهرة المجاميع والميليشيات المسلحة والمدّججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة و ذات مكاتب فخمة ومعروفة و بأرتال سياراتها المظللة و الموتور سيكلاتها الخاصة بالخطف والاغتيال في الهواء الطلق وعلنا أمام المارة المذعورين وهي أصلا ذاتا علاقات مصلحية متداخلة مع عصابات الإجرام !..

لذا ينبغي على الكاظمي لو كان جديا وعازما و صادقا بالفعل في نيته في بسط الأمن والنظام والأمان في العراق ــ في كل الأحوال ــ أن يقوم بإجراءات و خطوات أمنية راديكالية و صارمة فعلا والتييجب أن تتمثل بقطع رؤوس أفاعي الميليشيات و المجاميع المسلحة ا المستهترة الأخرى و المستخفة بوجود الدولة أصلا ، و بدون أي تردد أو تراجع أم اعتبار سياسي أو مذهبي أم فئوي أوإقليمي ـــ مقصود إيراني على اعتبار أم هذه المليشيات المنفلتة تابعة للنظام الإيراني ( و على غرار ما فعله المالكي مع جيش المهدي حينذاك من صولات و جولات سحق و تهميش و كسر العمود الفقري ، طبعا فعل ذلك دفاعا عن سلطته بالدرجة الأولى ) فهذه الميليشيات الحالية تقوم بين يوم و آخر بقصف المنطقة الخضراء ، بقصد استهداف السفارة الأمريكية تضليلا أو شكليا ، و لكنها في الواقع الأمر تصيب أحيانا مواطنين آمنين و تلحق ضررا وخسائر مادية بممتلكاتهم الشخصية ..

و اختزالا لكل ما نود قوله هو :

ـــ بدون سحق و تصفية المليشيات المنفلتة و أيا كان وضعها و هويتها السياسية والولائية ــ حتى ولو كانت محسوبة على الحشد الشعبي ، فبدون هذه الإجراءات الراديكالية ، فإن أي حديث عن فرض الأمن والنظام في ربوع العراق سيكون ضربا من وهم و خداع ذات ..

أي تماما كمن يحرث بحرا أو يجلب ماء بغربال ..

هامش ذات صلة :

( بغداد تحقق حول الجهة المقصرة بمنع القصف الصاروخي

أيلاف من لندن: اعلن في بغداد الاثنين عن المباشرة بالتحقيق في الجهة الامنية المقصرة في منع استمرار القصف الصاروخي لمطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء… فيما تم توسيع عمليات ملاحقة السلاح المنفلت في البصرة الى محافظة ميسان الجنوبية.

وقالت خلية الاعلام الامني للقوات المشتركة العراقية إن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي قد وجه بفتح تحقيق بشأن تكرار القصف الصاروخي على مطار بغداد الدولي.

واشارت الخلية في بيان تابعته “ايلاف” الى ان “قيادة العمليات المشتركة فتحت تحقيقاً لتحديد الجهة المقصرة بشأن إطلاق صواريخ الكاتيوشا على مطار بغداد الدولي” كان آخرها استهداف مطار بغداد بثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا مساء امس في قصف يتكرر منذ مطلع العام الحالي. وقالت الخلية إن القصف الاخير تسبب في تضرر اربع عجلات مدنية لمواطنين، موضحة ان الصواريخ انطلقت من منطقة الزيتون في قضاء ابي غريب غرب العاصمة.

يشار الى ان اصابع الاتهام في هذا القصف الذي يستهدف مواقع عسكرية ودبلوماسية ضمن المنطقة الخضراء وسط العاصمة توجه عادة الى مليشيا كتائب حزب الله الموالية لايران.

المصدر