الحكومة تنفي التراجع عن قرار إبعاد رئيس خلية الصقور

لم يمر قرار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بإقالة قادة أمنيين عقب تفجيري ساحة الطيران في بغداد، مرور الكرام، حيث أعقبت ذلك حملة عنيفة وصلت إلى حد المطالبة بـ”طرد” الكاظمي من منصبه.

وكان الكاظمي قد أصدر الخميس الماضي، عقب التفجيرين، أمرا بتغييرات كبرى في الأجهزة الأمنية، وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، إن “التغييرات شملت إقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام من منصبه وتكليف الفريق أحمد ابو رغيف وكيلاً لوزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، فضلا عن إقالة عبد الكريم عبد فاضل حسين البصري (أبو علي البصري) مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه وتكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري بمهام إدارة خلية الصقور وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة”.

قرار الإقالة هذا نزل كـ”الصاعقة” على الأحزاب والفصائل الموالية لطهران، وهذا ما دفع بالمسؤول الأمني لكتائب حزب الله لمهاجمة الكاظمي بشكل عنيف في تغريدة عبر تويتر، حيث قال: “استغلال جريمة ساحة الطيران لتصفية الحسابات مع بعض القادة الأمنيين هو خسة ونذالة ويجب أن لا يمر مرور الكرام”.

وأضاف أنه “كان ولا بد، فإن أول من يجب طرده هو كاظمي الغدر، ومعه شلته المتواطئة في جهاز المخابرات”.

واستمرت بعض المواقع الإلكترونية الموالية أو المقربة من الفصائل بالتسويق عبر منصاتها لخبر يزعم أن “البصري باشر بمنصبه بعد إلغاء أمر إعفائه من قبل الكاظمي”.

في المقابل أكدت مصادر مطلعة أن “لا تراجع عن قرار الإقالة”. تأكيد المصادر، يؤيده الخبير الأمني والستراتيجي، سرمد البياتي، الذي قال: “نائب رئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري، استلم مهامه بإدارة خلية الصقور، ولا صحة لأي معلومات معاكسة”.

ويضيف البياتي أيضا أنه “لا استجابة لأي ضغط سياسي نحو تغيير قرار عزل البصري من منصبه، مهما كان مصدره”، مشدداً على أنّه “لن يحصل أي تغيير في القرارات الصادرة عن الكاظمي في هذا الخصوص”.

لكن الهجوم على الكاظمي والتلويح بسحب الثقة، يطرح تساؤلات عن أهمية البصري، للأحزاب والفصائل الموالية لإيران في العراق، فمن هو أبو علي البصري؟

“رجل هادىء وقليل الكلام”، بهذه العبارات يصف الصحفي العراقي، أحمد اليساري، قائد خلية الصقور السابق، والذي يعتبر أنّ “إيران زرعته في وزارة الداخلية لكي يحوّل أجهزة أمن الوزارة إلى عناصر تابعة للحرس الثوري”.

وأوضح الياسري، أنّه “منذ 6 سنوات، استطاع فيلق بدر السيطرة على وزارة الداخلية من خلال البصري، الذي كان من القواعد الأولى لحزب الدعوة في السبعينيات، وهو معلّم من مدينة البصرة، ولا رتبة عسكرية رسمية له”.

والبصري هو من أسس خلية الصقور لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ومكافحة الإرهاب، ولم يكن لأي من وزراء الداخلية أي سلطة على هذه المجموعة الأمنية التي تمت إدارتها بشكل مستقل، بحسب الياسري.

وأضاف أنّ “هذا الرجل غادر إلى إيران وشارك في تشكيل فيلق بدر، وتدرج سريعاً ليصبح قائداً للفيلق من منتصف الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات”.

واعتبر الصحفي العراقي أنّ “البصري يمتلك ارتباطات وعلاقات قديمة، فضلاً عن خبرة عمرها سنوات طويلة بإدارة فيلق بدر الموالي لإيران، وهو ممثل وعراب النفوذ الإيراني في العراق، لذلك تم وضعه في وزارة الداخلية”.

المصدر