يمكن القول بأن “الرميمية” تعني التراشق بالعظام , أي أن الناس منشغلة بما تحت التراب من الأجداث , ولا تعنيها الدنيا وأحيائها.
وذلك يبدو واضحا في الخطابات والكتابات وما تجود به الأقلام مما يسمى إبداعا.
فالساحة مفروشة بالعظام , ومسلحة بها , وتتقاتل بسببها , وتسفك دماء الحياة إنتقاما للعظام وثأرا لها , وتعبيرا عن حبها والموت في سبيلها , وما هي إلا رميم!!
فالناس عظاميون . وقد سرت العظامية في المجتمع وتحولت إلى مذهب ودين , وكيان إجتماعي له مجالسه وممثليه.
والعظامية سائدة في الحياة السياسية والثقافية والدينية والإجتماعية , ومتسلطة على وعي الناس ومستلبة لألبابهم ومحنطة لرؤاهم , فلا حياة لغير العظام.
ولهذا لا تجد كلاما عن إفتتاح مشاريع وبناء وتعمير , وإنما هدم وتخريب , ورفع لرايات العظام , وليتوارى الناس بالرميم , وكل أثيم يتمتع بما لذ وطاب من الطعام والشراب , والفساد الذي يغدق عليه الملايين تلو الملايين , وهو يصلي في محراب السوء العظيم!!
وأفظع المستثمرين بالعظام هم المعممون المتاجرون بالدين , الذين ينافقون ويضللون ويحشون بطونهم بزقوم فتاواهم وبهتانهم وأفكهم , ويقودون المغفلين إلى حتوفهم وهم صاغرين.
لعنة الله على كل عظامي خطيل , وسيرمون بحجارة من سجيل , وإن حبل النفاق والتضليل قصير , وليل وجيعهم الآتي طويل!!
فأين العصامية؟!!
وهل وجدتم مجتمعا بالعظام يستقيم؟!!
د-صادق السامرائي
31102020