زيارة بابا الفاتيكان.. سيجتمع بأكثر من 10 آلاف شخص في أحد ملاعب أربيل

191

ترجمة/ حامد احمد

كما هو الحال مع جميع الناس في العالم، فان البابا فرانسيس ايضا يحافظ على بقائه في المنزل اثناء تفشي وباء كورونا. ومنذ ان قام الحبر الأعظم بزيارة لكل من تايلند واليابان في تشرين الثاني عام 2019 بقي ملازما مكانه.

واذا ما جرت الامور الان وفقا لما هو مخطط له، فان البابا فرانسيس سيسلك طريق السفر مرة اخرى في رحلة لاربعة أيام الى العراق بتاريخ 5 آذار سيزور فيها خمسة مدن في البلد الذي شهد احداث عنف تخللتها ثلاث هجمات على مواقع اميركية خلال اسبوع فضلا عن تفشي موجة جديدة لوباء كورونا أجبرت البلاد على اتخاذ إجراءات حظر مشددة لمدة اسبوعين.

من المتوقع ان يتجمع اكثر من 10000 شخص غير ملقح لحضور مراسيم القداس البابوي في ملعب فرانسو حريري في اربيل.

الفاتيكان اتخذ اجراءات وقائية استثنائية لحماية الحاشية البابوية، مع اعطاء كل شخص مسافر معه، بالاضافة الى الكادر الصحفي المرافق، جرعتين من لقاح بفتزر /بايو أن تي Pifizer BioNTech . المراسيم الدينية في اربيل ستقام في ملعب يسع لـ50000 مقعد وسيمتلئ بنسبة 20% من طاقته الاستيعابية، ولكن بما انه من غير المتوقع ان يبدأ العراق باعطاء لقاح كورونا لحين وصول الدفعة الاولى من الجرعات البالغ عددها 3 ملايين بنهاية شهر شباط، فيمكن الافتراض انه لا يوجد احد ملقح من الذين سيحضرون التجمع. الفاتيكان، من جانب آخر، لم يذكر انه يتطلب حصول الشخص على فحص سالب لكورونا لحضور اي مناسبة.

التهديد الاكبر للبابا قد يكون في تصاعد العنف في بغداد حيث سيكون فيها الجمعة القادمة. وكانت صواريخ كاتيوشا قد سقطت الاثنين داخل المنطقة الخضراء المحصنة قرب السفارة الاميركية، وهو الهجوم الثالث خلال اسبوع. ولكن المطران العراقي بشار متي وردة، الذي يعمل مع سلطات الامن السرية للفاتيكان في الاستعدادات المسبقة للزيارة، يقول ان اجراءات الوقاية من كوفيد -19 المطبقة قد تبقي البابا محميا ايضا من اي هجوم وذلك لانه غير مسموح لاي شخص ان يدخل المناطق التي سيتواجد فيها بدون حصوله على موافقة مسبقة او يكون حاملا هوية تعريف مع المقعد المخصص له.

ادريان هايزلر، المسؤول الطبي لشركة هيلكس انترناشنال الامنية للصحة الدولية والسفر، قال لصحيفة ديلي بيست ان الخطط للحدث الرسمي الذي سيقام في الملعب تتوافق مع المعايير الاوروبية والاميركية. في تجمعهم للحدث الجماهيري الواسع سيكون هناك فرض لارتداء الكمامة مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي وسيكون الوضع مسيطرا عليه نسبيا.

واضاف هايزلر قائلا “مع ذلك فنحن شهدنا كل التجمعات الضخمة التي ترافق زيارات البابا، وقلقي الاكبر سيكون في تجمعات الناس خارج السيطرة التي قد تحصل حول المطارات والكنيسة والطريق الذي سيسلكه”. ويقول هايزلر انه متخوف ايضا من الناس الذين سيتجمعون في صفوف طويلة على امتداد الشوارع للحصول على نظرة للبابا مع تجاهلهم لنصائح التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، ولكنه اشار الى ان الفحوصات في العراق تجري بمعدل معقول رغم انها اقل من معدلات الفحص الجارية في ايطاليا بثلاث مرات، حيث لديها برنامج فحص فردي سريع ودقيق يتم اجراؤه في الحال ويمكن لاي شخص اجراؤه بسهولة.

قد يستغل البابا منصته العالمية للدعوة الى نشر اللقاح، والذي وصفه البابا على انه “التزام اخلاقي” من اجل وضع نهاية لهذا الوباء. وقال هايزلر “العوامل المهمة الاخرى التي قد نأخذها بنظر الاعتبار هو الأمل والتفاؤل من ان مثل هكذا زيارة ستولد احتمالية ان يروج البابا لحملة توزيع لقاح كورونا كوسيلة ايجابية لوضع حد لهذا الوباء. قد يكون لذلك أثر نفعي كبير بتشجيع توفير اللقاحات على نطاق واسع للشعب العراقي”. الحبر نفسه قد ذكر مؤخرا انه على دراية بالمخاطر. وفي مقابلة معه اجرتها وكالة كاثوليك نيوز سيرفس في وقت سابق من هذا الشهر حول زيارته في وقت انتشار وباء كورونا، قال البابا انه يأمل في ان كثيرا من العراقيين سيشاهدونه عبر شاشة التلفاز. واضاف قائلا “سيشاهدون ان البابا هناك في بلدهم. أنا القس بخدمة الناس الذين يعانون”. وقال الفاتيكان انهم يحتفظون بالحق لالغاء الرحلة اذا ما اصبحت الاوضاع خطرة جدا، ولكن الامور تجري حسب ما هو مخطط لها في العراق. واستنادا لما تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي فان لوحات جدارية وبوسترات قد نصبت في كثير من الاماكن التي سيتواجد فيها.

جوشوا ماك ايلوي، احد مراسلي الفاتيكان، الذي تلقى لقاحا قبل السفرة مع البابا، قال انه يتشوق لرؤية البابا وهو يعود من جديد لرحلاته وهي فرصة مشوقة.

واضاف قائلا “انا سعيد ايضا لانه ستكون لنا فرصة اخرى لتوجيه بعض الاسئلة له خلال المؤتمر الصحفي التقليدي معه عند العودة للوطن”. وقال لديلي بيست ان سؤاله الاول قد يكون: هل كانت الزيارة تستحق الاهتمام؟

 عن: صحيفة ديلي بيست

المصدر