يونس جلوب العراف
عند الحديث عن الإرهاب والإرهابيين يقفز إلى الواجهة سؤال مهم وهو هل ما زالت هناك خلايا نائمة في المناطق التي تم تحريرها من عصابات داعش الإجرامية في غرب العراق ونينوى وجرف الصخر وغيرها؟، ومن المؤكد أنَّ الجواب سيكون نعم، لأن الإرهابيين وللحفاظ على تكوينهم التنظيمي لا بد أن يقوموا بعمل بدائل وهذه البدائل هي الانتقال من المواجهة المباشرة إلى حرب العصابات، او يتحولون إلى نظام الخلايا السرية النائمة
والذي هو عبارة عن طريقة لتنظيم مجموعة من البشر مثل الإرهابيين الذين يفضلون الاختباء في حواضن داخل المدن التي يشعرون أنهم يستطيعون فيها تحقيق بعض الأهداف على طريقة «اضرب واهرب» التي تتبعها بعض العصابات في المناطق التي يمكنهم الدخول إليها والخروج منها عبر معلومات يزودون بها من الخلايا النائمة. من المتعارف عليه أنَّ الخلايا النائمة او المتخفية يتراوح بنيانها بين التراتبية الصارمة إلى التنظيم الموزع جدًا ويعتمد ذلك على أيديولوجية المجموعة ومنطقة عملها وتقنيات الاتصالات المتوفرة وطبيعة المهمة لذلك يُستخدم هذا النوع من البنيوية التنظيمية من قبل التنظيمات الإجرامية التي تنفذ العمليات الإرهابية من خلال مجموعاتها المتخفية داخل الحواضن التي تسهل عملية دخول وخروج أفراد تلك المجاميع من خلال طرق يعرفها سكان الحواضن.
قبل أيام أعلن الحشد الشعبي صد تعرض لعصابات داعش الإجرامية في جرف النصر شمالي بابل، وهذا الموضوع يعيد الى الأذهان فكرة وجود خلايا نائمة بالقرب من هذه المنطقة التي يسيطر عليها الحشد الشعبي الذي أعلن في بيان له إن «قيادة عمليات الجزيرة التابعة للحشد الشعبي، صدت تعرضا لفلول «داعش» الإرهابية في منطقة الفارسية التابعة لناحية جرف النصر شمالي بابل».
صحيحٌ أنَّ الحشد الشعبي قد صد هذا التعرض الداعشي من دون خسائر لكن لا بد من الانتباه والحذر في هذه المنطقة الحساسة القريبة من محافظات النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وبابل فهذا التعرض يدق ناقوس الخطر ويؤشر وجود خلايا نائمة بدأت في التحرك في هذه المنطقة التي شهدت في فترات سابقة تواجد الإرهابيين الذين سحقتهم القوات الأمنية والحشد وأصبحت هذه المنطقة آمنة بعد أن كانت قبل تحريرها من قبل الحشد الشعبي مرتبطة بأنفاق توصل الإرهابيين إلى مناطق غرب العراق كالرمادي والفلوجة التي كانت من معاقل الإرهابيين من داعش والقاعدة خلال السنوات السوداء التي عاشتها تلك المناطق. في ضوء ما تقدم نستطيع القول إن وجود تعرض من قبل عصابات داعش الإجرامية في منطقة جرف الصخر يؤكد بما لا يقبل الشك أن هناك من يحاول العبث بأمن المواطنين من خلال عمليات إرهابية جديدة يصبح ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والمعاقين من خلال إيجاد ما يمكن تسميته صحوة الخلايا النائمة وإعادة العمل المسلح لها لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات كما حدث في مرات سابقة؛ لذلك يجب العمل على إيجاد ستراتيجية عسكرية جديدة تمكن القوات الأمنية على اختلاف صنوفها من القضاء على الإرهاب تماما، فعملية ساحة الطيران الانتحارية التي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين الآمنين الأبرياء وهذا التعرض الداعشي ربما يكونان جس نبض او بداية هجمات إرهابية أخرى تستهدف تدمير البنية التحتية وقتل الناس من اجل العودة إلى المربع الأول الذي غادرنا التواجد فيه بقوة شعبنا والقوات الأمنية البطلة إلى غير رجعة، وهذا الأمر لا بُدَّ من الانتباه إليه والسعي الحثيث لمعالجة الثغرات الأمنية حتى يكون جميع العراقيين في مأمن من الهجمات الإرهابية التي قد تحدث هنا وهناك. من المسؤول عن تقلص الحصة التموينيَّة؟