العراقيون على موعد مع زيارة تاريخية في بداية الشهر المقبل، حيث سيزور البابا فرنسيس العراق من 5 إلى 8 آذار المقبل، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي وباء كورونا.
سيقوم البابا فرنسيس بزيارة رسولية إلى العراق، الذي يواجه تحديات عديدة، وهي الأولى له، حيث سيزور بغداد وسهل أور المرتبط بذكرى إبراهيم والانبياء ومدينة أربيل وكذلك الموصل وقرقوش في سهل نينوى.
زيارة غير مسبوقة
تحمل هذه الزيارة معان كثيرة، وهي الزيارة الاولى لأي بابا الى العراق، خصوصا وان الحروب والصراعات التي شهدها العراق في السنوات السابقة، ادت إلى نزوح المسيحيين، الذين عانوا في ظل سيطرت تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من العراق.
تعتبر زيارة البابا الى العراق، زيارة تاريخية وغير مسبوقة، وهي الاولى من نوعها، اذ انها تعدّ رسالة سلام للعراق والمنطقة بأسرها، اذ تؤكد على وحدة الموقف الإنساني في مجابهة التطرف والصراعات، وتعزز التنوع والتسامح والتعايش بين مختلف الاديان.
تجدر الاشارة الى ان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان قد اراد عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل، وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل، إلا أن المفاوضات مع الحكومة العراقية بهذا الشأن انهارت في ذلك الوقت ولم تتحقق هذه الزيارة.
توقيع وثيقة سلام
وفي تفاصيل الزيارة المرتقبة، كشف سفير العراق لدى الفاتيكان رحمن العامري في حديث صحفي، في الايام الماضية، أن الحبر الأعظم سيبحث مع السيستاني “قضايا الحد من التطرف ونبذ الكراهية وإشاعة قيم السلام ومؤازرة سكان المناطق المحررة بسبب المصاعب التي واجهتهم وخاصة سكان سهل نينوى والموصل والمدن المجاورة الذين تم تهجيرهم في أعقاب الأعمال الإرهابية التي نفذتها عصابات داعش”.
كما انه من المنتظر أن يوقع خلال زيارته على وثيقة سلام مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، “تسمح بترسيخ علاقات الثقة المتبادلة بين جميع المكونات وتفسح المجال أمام المساجد والكنائس كي تتعاون وتدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك وتكريس الحكمة والعدل والإحسان”، بحسب ما أعلن سفير العراق في الفاتيكان.
يذكر أن البابا فرنسيس كان قد استقبل في كانون الاول من العام 2020 في الفاتيكان الرئيس العراقي برهم صالح.