عوائل شهداء تشرين يتظاهرون مطالبين بالقصاص من القتلة

135

ذي قار / حسين العامل

جدّد المئات من أسر الشهداء ومتظاهري ساحة الحبوبي بالناصرية يوم أمس، تظاهراتهم في ساحة الحبوبي للمطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين والحد من الدعاوى الكيدية والكشف عن المتورطين بتفجير دور المتظاهرين.

وفيما دعوا الى إعادة التحقيق في الدعاوى القضائية التي انتزعت فيها اعترافات المتظاهرين تحت التعذيب، أكدوا تسجيل 33 جريمة تفجير واغتيال خلال الشهرين المنصرمين والنصف الأول من الشهر الحالي.

جاء ذلك على أثر ما تصفه أسر الشهداء بالتسويف والتقصير الحكومي والقضائي في محاسبة قتلة المتظاهرين والمتورطين بقمع التظاهرات وتصاعد معدلات جرائم الاغتيال واستهداف دور الناشطين بتفجير العبوات الناسفة والصوتية، وكذلك عجز الجهات الأمنية عن تحرير المختطفين والكشف عن مصيرهم.

وذكر بيان تلاه أحد المتظاهرين في ساحة الحبوبي وتابعته (المدى) أنه “باسم شهداء تظاهرات تشرين وعوائلهم المضحين، وباسم ثوار ساحة السيد الحبوبي نعلن اليوم موقفنا مما يدور في ساحة التظاهرات وما يحصل من استهداف لمتظاهري محافظة ذي قار وعوائلهم بالعبوات الناسفة “، منوهاً الى ” ما يجري من ملاحقات قضائية بدعاوى كيدية تفبركها جهات حزبية متضررة من التظاهرات الجماهيرية “.

وتابع البيان “في الوقت الذي نُعرب فيه عن قلقنا من التداعيات الخطيرة التي تطال حياة وحرية المتظاهرين وتروع عوائلهم ، نؤكد على جملة من المطالب التي نرى أنها تصب في معالجة الأوضاع الراهنة التي باتت تهدد الأمن المجتمعي والسلم الأهلي”.

وحدّد المتظاهرون في بيانهم جملة من المطالب من بينها:

أولاً / الكشف عن قتلة شهداء ثورة تشرين والمتورطين بقمع التظاهرات ومحاسبتهم وفق القانون.

ثانياً / الكف عن ملاحقة المتظاهرين ووضع حد للدعاوى الكيدية التي تستهدفهم لأغراض الانتقام وتصفية الحسابات ، ونقل دعاوى المتظاهرين الصادرة بحقهم أوامر قبض الى دائرة المحقق القضائي بدلاً من مديرية مكافحة الإرهاب ، وذلك بسبب تعسف منتسبي وضباط مكافحة الإرهاب باستخدام السلطة وتعذيب وترهيب المعتقلين.

ثالثاً / تفعيل دور الادعاء العام في محاسبة من يحرض على القتل ويفبرك التهم الكيدية ضد المتظاهرين.

رابعاً / التعجيل بحسم ملف المغيبين والمختطفين ولاسيما الناشط المختطف سجاد العراقي الذي اختطف منذ خمسة أشهر.

خامساً / إعادة التحقيق بصورة فورية بالدعاوى التي انتزعت فيها الاعترافات بأساليب التعذيب والترهيب ، ومحاسبة كل منتسب وضابط قام بتعذيب المتظاهرين.

سادساً / ندعو الى دعم اللجنة القضائية المكلفة بالتحقيق في دعاوى الشهداء والناشطين من أجل حسم تلك الدعاوى وإنصاف الضحايا وأسر الشهداء. وبدوره قال الناشط المدني حيدر سعدي لـ(المدى) إن “أسر شهداء المتظاهرين تطالب بان تكون الأولوية للقصاص من قتلة المتظاهرين والمتورطين بقمع التظاهرات من كبار الضباط والمسؤولين وعناصر المليشيات”، وأضاف ” ندعو الحكومتين المحلية والمركزية الى الشروع وبأسرع ما يمكن باستقدام القتلة ومحاكمتهم وتفعيل دور القوات الأمنية في حماية المتظاهرين وأسرهم من التفجيرات والكشف عن مصير المختطفين والمغيبين”.

وأوضح سعدي وهو شقيق شهيد التظاهرات المعاون الطبي منتصر سعدي الذي استشهد وهو يقوم مع فريق طبي بإسعاف وإخلاء المصابين عند تعرض المتظاهرين لإطلاق نيران من جهات حكومية وحزبية متعددة أن ” الآونة الاخيرة شهدت 33 جريمة تفجير واغتيال استهدفت ناشطين ومواطنين في أنحاء مختلفة من محافظة ذي قار”. يشار الى أن الآلاف من متظاهري محافظة ذي قار جدّدوا يوم الجمعة (12 شباط 2021) تظاهراتهم في ميدان الحبوبي وسط الناصرية للاحتجاج والمطالبة بوقف جرائم التفجير التي تستهدف دور الناشطين والكشف عن مصير المختطفين والقصاص من المتورطين بقمع التظاهرات، وفيما كشفوا عن تعرض الناشطين والمواطنين لجريمة تفجير أو اغتيال كل 48 ساعة، أمهلوا محافظ ذي قار أسبوعاً واحداً لفتح ملف المستشفى التركي الذي تأخر إنجازه لأكثر من 12 عاماً.

يذكر أن ما يقرب من نصف ضحايا تظاهرات محافظة ذي قار والبالغ عددهم نحو 130 شهيداً وأكثر من 3 الآف جريح قضوا أو اصيبوا على يد مليشيات ومجاميع وفصائل مسلحة، فيما اقتحمت المليشيات ساحة تظاهرات الحبوبي ليلة 27 تشرين الثاني 2020 وسيطرت عليها طيلة الليل وحتى ساعات صباح اليوم التالي من دون أن تقوم القوات الأمنية بالتصدي لها أو ملاحقتها رغم سقوط 8 شهداء وأكثر من 80 جريحاً .

المصدر