كشف قيادي كوردي سوري، اليوم الثلاثاء، عن قرب الانتهاء من المرحلة الثانية من الحوار (حول المرجعية السياسية)، والانتقال إلى المرحلة الثالثة (حول الملفات الأخرى)، بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS، وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية (أكبرها PYD)، لافتا إلى أن أمريكا تعمل بجد على تشكيل مرجعية كوردية في سوريا.
التقاء مصالح
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا (أحد اطراف ENKS)، نافع عبد الله في حديث ):«إن الأزمة السورية وخلال سنواتها الطوال أفرزت تناقضات ومقايضات دولية وإقليمية، وكل دولة تحاول غرس موطئ قدم لها في الأرض السورية، مما جعل كل دولة تبحث عن أداة لفرض سيطرتها على الأرض، ولكن وبعد أن تحقق ما كان تصبو إليه هذه الدول، الآن تحاول عقد تحالفات لشرعنة وجودها على الأرض، حيث تعمل أمريكا بكل السُبل لجعل المنطقة تحت نفوذها، وهُنا التقت مصالحها مع دعوات كوردية في الحصول على حقوقهم المشروعة في سوريا المستقبل».
وأضاف «لتحقيق مُرادها (أمريكا)، في حل الخلافات الكوردية – الكوردية وخاصة بين ENKS وأحزاب الوحدة، وأيضاً منع تدخلات التركية وإزالة ذرائعها وحججها حول وجود عناصر حزب العمال الكوردستاني PKK، تعمل أمريكا بجد على تشكيل مرجعية كوردية تكون صاحبة القرار في الشأن الكوردي العام والخاص سواء في المحافل الدولية أم الإقليمية أم الوطنية، وخاصة اليوم نحن أمام كتابة دستور جديد لسوريا المستقبل، وأيضا تمثيل الكورد في مفاوضات جنيف».
نافع عبد الله
المرحلة الثالثة من الحوار
وقال عبد الله: «بعد انتهاء المرحلة الأولى من المفاوضات بين ENKS وأحزاب الوحدة بنجاح عبر الخروج برؤية سياسية موحدة، ومن ثم توصلهم إلى تفاهم ملزم على أن تكون اتفاقية دهوك أساس المفاوضات، الآن، المفاوضات مستمرة، وقريباً جداً سوف يعلن عن الانتهاء من المرحلة الثانية (المرجعية السياسية)، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحوار حول الملفات الأخرى».
وذكر القيادي الكوردي، أن «هُناك رؤى عن تشكيل إدارة في المناطق الكوردية للانطلاق منها نحو تحقيق استقرار كامل وشامل في سوريا، وجعل المنطقة الكوردية منطقة التقاء الفرقاء السوريين، وأيضاً الدوليين لوضع حلول جذرية للمشكل السوري، والوصول إلى بناء دولة ديمقراطية برلمانية تعددية يحكمها الدستور».
وتابع «أما الآن، المهم والعملي هو تحقيق وحدة الموقف والرؤى الكوردية، ومن ثم تشكيل إدارة واسعة وشاملة تضم كافة مكونات المنطقة، مع احترام خصوصية كل مكون من النواحي القومية والدينية والمذهبية بما ينسجم مع دستور سوريا الجديد».
جبهة السلام والحرية
ولفت عبد الله إلى أن «جبهة السلام والحرية هي تحالف يضم عدة أطر سياسية كـ ENKS والمنظمة الآثورية الديمقراطية وتيار الغد السوري وتجمع العشائر الفرات والجزيرة، والتحالف مبني على تكاتف وتوحيد الأفكار والرؤى والهدف بين مكونات المنطقة من أجل سوريا المستقبل».
وأشار إلى أن «أول لقاء قامت به الجبهة بعد تأسيسها هو الاجتماع مع الجانب الأمريكي، ورحبت أمريكا بتأسيس هكذا تحالفات ودعمتها، كما وأن الحديث عن نشاطات الجبهة سابق لأوانه بسبب انشغال المجلس بأمور تتعلق بوحدة الصف الكوردي».
وختم نافع عبد الله، القيادي في الديمقراطي الكوردستاني – سوريا حديثه قائلا: «إن هذا التحالف (جبهة السلام والحرية) هو دفع وقوة للمفاوضات الكوردية وأيضاً لاجتماعات جنيف واللجنة الدستورية، نحن بحاجة إلى توحيد كافة الجهود بين أبناء المنطقة في هذه المرحلة الحساسة».