دشن تنظيم داعش شهر ايلول الحالي بتفجير انتحاري على حاجز امني جنوب كركوك، في أول هجوم من نوعه منذ 5 أشهر. ولجأ التنظيم منذ مطلع العام الحالي، الى اسلوب الهجمات السريعة على النقاط الامنية والقرى، بعد انعزاله وقلة تمويله.
وحتى الاسبوع الماضي، استمر داعش في هجماته خاصة في المناطق “المتنازع عليها”، حيث هاجم 12 مرة، واصاب وقتل وخطف نحو 20 بين مدني وعسكري.
ونفذ التنظيم في آب الماضي، 35 هجوما في 4 محافظات، اسفرت عن مقتل واصابة نحو 70 بين مدني وعسكري، بينهم ضباط برتب رفيعة.
وكانت تحذيرات قد وصلت الى مناطق في كركوك، قبل نحو شهر، من احتمال تنفيذ هجوم مسلح في احدى المناطق.
وبحسب مصدر امني في كركوك تحدث لـ(المدى) فان “انتحاري كان يقود سيارة نوع (بيك اب) موديل 1985 انفجرت على حاجز تفتيش للشرطة الاتحادية (الفرقة 5/ لواء 19/ فوج 6) جنوب كركوك”.
وقال بيان خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة، ان الهجوم تسبب “باستشهاد امرأة وجرح ثلاثة منتسبين”، بانفجار عجلة مفخخة بين تكريت – كركوك.
المصدر الامني والذي طلب عدم نشر اسمه، اكد ان “سائق العجلة كان ينوي المرور بالسيارة والوصول الى كركوك، لكن بعد اكتشافه من قبل القوات الامنية، قام بتفجير نفسه”.
وسجلت آخر عملية انتحارية في العراق في نيسان الماضي، وفي كركوك ايضا، حين هاجم انتحاري مديرية استخبارات ومكافحة الإرهاب في المدينة، وتسبب في إصابة منتسبين اثنين.
ومنذ اعلان بغداد النصر على داعش نهاية 2017، انقطع الاتصال بين اغلب عناصر التنظيم، فيما خسر اهم تجاراته وهي تهريب النفط، فيما يعتمد تجنيد الانتحاريين على التمويل. واكد المصدر، ان “القوات الامنية تلقت تحذيرات قبل شهر من احتمال وقوع هجوم”، مبينا ان “الانتحاري استخدم سيارة قديمة تشبه موديلات عجلات الفلاحين في تلك المناطق”. وما يزال قضاء الحويجة والنواحي التابعة له، جنوب غرب كركوك، تضم خلايا نائمة، ومسلحين يختبئون في مستنقعات تضم احراشا كثيفة.
بدوره انتقد مسؤول سابق في كركوك في اتصال مع (المدى)، “ضعف” متابعة حركة المسلحين في مناطق جنوب المدنية، وعدم التنسيق مع قوات “البيشمركة”.
وابعدت القوات الكردية عن الملف منذ نحو 3 سنوات، على خلفية ما عرف بـ”استفتاء تقرير المصير” الذي شاركت به كركوك. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “الطريق الذي سلكه الانتحاري مليء بابراج المراقبة والكاميرات الحرارية، التي تتوزع بين كل 5 كليومترات”. وكانت عجلة الانتحاري تحمل مواد “شديدة الانفجار”، حيث يشك بانه كان ينوي تنفيذ تفجير ضخم في كركوك. وحذر مسؤولون في آب الماضي، من هجمات جديدة لتنظيم داعش، عقب ليلة ساخنة عاشتها ديالى وكركوك، بـ8هجمات، شارك فيها نحو 100 عنصر من التنظيم.
وجاءت تلك التحذيرات، بسبب استمرار استغلال عناصر التنظيم مناطق الصراع التقليدية في شمال بغداد، والمعروفة في الدستور بـ”المتنازع عليها”.
وقتل واصاب داعش في الهجمات الليلية في الاسبوع ما قبل الاخير في آب الماضي، اكثر من 15 بين مدني وعسكري، كما اختطف عددا من الصيادين في احدى قرى ديالى. وفي مطلع آب، كان التنظيم قد شن نحو 10 هجمات في 4 محافظات، ذهب ضحيتها 20 شخصا – اغلبهم مدنيون- بين قتيل وجريح ومختطف.
وحدثت الهجمات عقب “غزوة الاستنزاف” ضد القوات الامنية التي نفذها التنظيم بين شهري تموز وآب، واسفرت عن مقتل واصابة نحو 35 شخصا بين عسكري ومدني.
عشية الهجوم
وعشية انتحاري كركوك، هاجم داعش نقطة امنية تابعة للجيش شمال المقدادية (شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى). ووفق مصادر امنية تحدثت لـ(المدى) ان “الهجوم جرى بالاسلحة الخفيفة، وتسبب باصابة منتسب واحد”. وتتعرض المقدادية بشكل دائم الى هجمات من التنظيم، فيما تستهدف اغلب تلك الحوادث المدنيين والقرى.
وفي نفس الليلة، كان المسلحون قد هاجموا مقرا تابعا للجيش في قضاء طوزخرماتو شرق تكريت (مركز محافظة صلاح الدين). وتسبب الهجوم الذي نفذه قناص، بحسب مصادر في المحافظة، عن “استشهاد جندي واحد في قرية الزنجيلية التابعة للطوز”. ووفق مسؤولين، فان داعش يحاول في تلك الهجمات، تأمين خط انتقاله من شرق الى غرب البلاد وصولا الى سوريا، وهو طريق يبدأ من ديالى ويمر بصلاح الدين.
لكن قيادة العمليات المشتركة تنفي وجود تلك التحركات، وتؤكد في تصريحات بأن الحدود المشتركة مع سوريا مؤمنة بالكامل. وقال الناطق باسم العمليات اللواء تحسين الخفاجي للوكالة الرسمية قبل يومين، إن “الحديث حول وجود 10 آلاف إرهابي يتنقلون بحرية بين العراق وسوريا عار عن الصحة وأن الحدود المشتركة مؤمنة بالكامل”.
وبين الخفاجي أنه “لا يمكن لهذه الأعداد من المجاميع التحرك بحرية، بوجود القوات الأمنية والجهد الاستخباري والأمني واستطلاع التحالف الدولي”.
وأضاف، أن “هناك تعاونا كبيرا بين القوات الأمنية، وقوات قسد السورية، حول تواجد الإرهابيين ومواقعهم”.
وفي مطلع الاسبوع الحالي، هاجم داعش قرية الهيتاويين في ناحية العظيم، شمال شرقي ديالى، بالأسلحة الخفيفة والـ(بي كي سي) والقناص.
وقالت المصادر في ديالى لـ(المدى) ان الهجوم “استهدف مدنيين في القرية، وادى الى مقتل اب وابنه واصابة 2 آخرين بجروح”. وبدأت في ديالى على اثر استمرار الهجمات، حركة نزوح للمدنيين من شرقي ديالى، فيما كان التنظيم قد هاجم الجمعة الماضي، تلك المناطق بشكل عنيف. وتسبب الهجوم على قرية شريك في خانقين، شمال شرقي ديالى، الى مقتل منتسبين اثنين في الحشد الشعبي، من بينهم مسؤول المدفعية (عامر الانصاري)، واصابة 3 آخرين.
ووفق المصادر، ان الهجوم هو الاعنف منذ اشهر، حيث استمر لأكثر من ساعة، فيما رجح اصابة مقدم في الجيش، حيث كان الهجوم قد استهدف نقطة مشتركة بين الجيش والحشد.
والهجوم على القرية هو الثاني في غضون 4 ايام، حيث هاجم داعش القرية ذاتها الاربعاء الماضي، بالأسلحة الرشاشة وفجر عبوات، لكن لم يصب احدا بأذى.
ورغم تلك الهجمات، فان المتحدث باسم العمليات المشتركة، قال في تصريحاته الاخيرة للوكالة الرسمية، إن “العمليات النوعية التي تقوم بها القوات الأمنية بين الحين والآخر، والتي حصدت الكثير من رؤوس عصابات داعش الإرهابية، تؤكد استمرارية ودقة الجهد الاستخباري والأمني”. ولفت إلى أن “آخر عملية نوعية نفذت في شمال الطارمية، تمكنت قواتنا من خلالها قتل والي بغداد مع مساعديه بضربة جوية نفذها التحالف الدولي”. وأكد أن “القوات الأمنية وبمستوياتها وأسلحتها كافة، والتحالف الدولي، والجهد الاستخباري والأمني، فعالة جدا في متابعة ومطاردة العصابات الإرهابية”. وفي يوم الجمعة الماضية ايضا، كان داعش قد هاجم قرية الشيحة في خانقين (شمال شرقي ديالى)، مستهدفا نقطة للجيش العراقي.
وتسبب الهجوم الذي نفذ بالاسلحة الخفيفة والـ(بي كي سي) والقناص واستمر نحو 40 دقيقة، بمقتل جندي واحد واصابة آخر.
وقبل ذلك الهجوم بيوم واحد، كان التنظيم قد نصب حاجز تفتيش وهميا قرب جلولاء (شمال شرقي ديالى) وخطف مدنيين اثنين واحرق العجلة التي كانا يستقلانها.
وفي نهاية الاسبوع الماضي، قتل قناص يرجح انه من تنظيم داعش منتسب في الجيش قرب طوزخرماتو، شرق تكريت، فيما هاجم التنظيم في اليوم نفسه ناحية العبيدي لمدة 15 دقيقة، فيما لم تحدث اي اصابات ــ بحسب مصادر (المدى).
كذلك شن التنظيم في اليوم نفسه هجوما على قرية العذبة في الاسحاقي، جنوب غربي تكريت، نفذه بالأسلحة الرشاشة على نقطة عسكرية، واصاب منتسبا واحدا.
وفي متأخر من يوم أمس انفجرت سيارة مفخخة في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وتسببت في اصابة منتسب في القوات الأمنية.