بغداد/ تميم الحسن
هاجم تنظيم داعش حدود محافظة ديالى المشتركة مع صلاح الدين ليلة السبت، واوقع اكثـر من 20 بين قتيل وجريح بينهم قيادي في الحشد الشعبي.
وجاء الهجوم عقب ساعات فقط من تحذيرات اطلقها مسؤولون في ديالى من انتقال هجمات التنظيم الى المحافظة، بعد انتحاريي ساحة الطيران، وسط بغداد.
بالمقابل كانت صلاح الدين، التي شهدت الهجوم الاخير، قد استلمت معلومات قبل ايام عن احتمال شن داعش هجمات بالمحافظة.
ووفق مصادر امنية، فان التنظيم بدأ منذ الاسبوع الماضي، عمليات اعادة انتشار في المناطق المحررة استعدادا لهجمات جديدة.
وقبل ساعات قليلة من منتصف ليلة السبت على الاحد، هاجم مسلحون يعتقد انهم تابعين لـداعش مقرا للحشد الشعبي جنوب شرقي صلاح الدين.
ووفق مصدر امني مطلع في المحافظة فان “الاشتباكات استمرت لمدة 5 ساعات” في اعنف هجوم تشهده المحافظة منذ بداية العام الحالي.
وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، صباح امس، مقتل وإصابة 23 من عناصرها بينهم آمر فوج في حصيلة نهائية للهجوم الذي جرى بمنطقة العيث المحاذية لحدود ديالى.
وقالت الهيئة في بيان إن حصيلة التعرض انتهت بـ”استشهاد 11 مقاتلاً من أبطال اللواء 22 بالحشد الشعبي واصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة”.
وشهداء الهجوم هم كل من: حسين سعيدان كاطع (أبو علياء الحسيناوي) آمر الفوج الثالث باللواء 22، صالح مجهول عطية معاون آمر الفوج السادس باللواء 22، حكيم جبار كاظم، حسين منشد وادي، أحمد يوسف حطيط، وسام علي حسين، جراح محمد محسن، رحمن عريثم مطر، علي جبر سلمان، حسن قاسم مظلوم، مظفر رزاك وشيج.
أما الجرحى بحسب بيان الحشد فهم: مروان والي كاظم، حامد عبد الكاظم، سيف برزان شياع، فرحان موله طلال، محمد حسين عبد الحسين، هيثم عبد الله محمد، علي زغير مصباح، ستار رهيف حسان، علاء شرهان حنون، أحمد غالب خضر، كريم خضير محمد، ليث فزاع مجاور.
واكد المصدر الامني ان الهجوم “وقع في منطقة وعرة وعدد سكانها قليل جدا لا يتعدى عدة عشرات من المنازل المتفرقة”.
جار مطيبيجة !
وتقع “العيث” وهي أشبه بجزيرة ضمن مطيبيجة، وهي مجموعة قرى ضمن تلال حمرين المحاذية لديالى، وتم الاعلان عن تحريرها اكثر من 5 مرات منذ 2015.
ويشير المصدر المطلع الى ان “تلك المناطق شاسعة جدا والقطعات الامنية غير كافية لتغطية كل الطرق”.
وقبل اقل من شهر كانت هيئة الحشد الشعبي، قد اعلنت أن قطعات اللواء 22 (التي تعرضت للهجوم الاخير) طهرت أكثر من 70كم من جزيرة العيث جنوب شرقي صلاح الدين وبإسناد الجيش العراقي. وذكر وكيل آمر اللواء 22 مزهر الموسوي في بيان حينها، إن “خلو قرى الجزيرة من السكان ساعد على نشاط داعش في تنفيذ عملياتهم الإرهابية إذ تم تفتيش هذه القرى ومنها (الخاتمة- أبو سدرة والصلابخة ومخيم صلاح الدين)”. وبين أن “العملية تهدف لملاحقة فلول داعش وتطهير منطقتي العيث ومطيبيجة وتثبيت نقاط أمنية ودوريات جوالة لتأمين الطرق الرئيسة تمهيدا لعودة جميع العوائل النازحة لمناطق سكناهم في صلاح الدين”.
وفي صبيحة اليوم التالي للهجوم، وصل الى صلاح الدين قائد اركان الجيش عبد الامير يار الله ونائب قائد العمليات المشتركة عبد الامير الشمري ورئيس منظمة بدر هادي العامري.
وكان تحالف الفتح الذي يتزعمه العامري، قال قبل وصول الاخير الى مكان الهجوم الاخير، انه “مرة أخرى تتجرأ العصابة الارهابية الداعشية بالتعدي على ارض الوطن، وفي كل مرة يتصدى رجال الأرض من حشدنا الظافر”.
واضاف البيان: “فبرغم البرد والظروف الجوية وكمائن العدو إلا انهم صدوا الاعداء ودحروهم وكبدوهم خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات”.
وفق المصدر الامني ان “قطعات من الشرطة الاتحادية وباسناد من اللواء 22 وصلت الى مكان الهجوم، واستمرت ملاحقة المسلحين حتى صباح امس، حيث استطاعوا قتل عدد من المهاجمين”، فيما لم يستطع تحديد العدد بشكل دقيق.
الحكومة تهدد بالانتقام
الى ذلك كان يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، قد وعد بعدم تهاون القوات الامنية “مع الإرهاب وستستمر بدك أوكاره، فهي تستمد القوة من شهدائنا الأبرار”.
وتوعد المتحدث العسكري، تنظيم داعش بالانتقام، قائلا: “ليعلم عناصر عصابات داعش الإرهابية أن القصاص قادم لا محالة، يوم لا ينفعهم الندم”.
وجاءت تلك الهجمات بعد يومين من هجوم هو الاول من نوعه منذ اكثر من عام، حين فجر انتحاريان اثنان نفسيهما وسط جموع المتبضعين وسط بغداد، وتسببا بمقتل وجرح اكثر من 100 مدني. وقال المصدر الامني في صلاح الدين انه “قبل 5 ايام من هجوم العيث، كانت هناك معلومات عن احتمال قيام داعش بهجمات في ديالى”.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد نفذ عقب حادث الطيران، حملة تغييرات امنية طالت مناصب حساسة في الداخلية والاستخبارات.
تحذيرات من اتساع الهجمات
في تلك الاثناء، دعا ناصر تركي، وهو عضو في لجنة الامن والدفاع في البرلمان، رئيس الحكومة الى “عقد اجتماع موسع تحضره كل القيادات الامنية والتشكيلات العسكرية والحشد لمنع تكرار تلك الهجمات”.
واضاف تركي في تصريح لـ(المدى) ان “سياسة رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي في زج بعض القوات بقضية التظاهرات اضعفت من معنوياتهم وعلى الحكومة الان اعادة الاعتبار لهم”.
وحذر عضو اللجنة من “اتساع الهجمات في حال استمرت الحكومة في عدم تشخيص الثغرات الامنية وضعف الجهد الاستخباري”.