بقلم مهدي قاسم
1 ــ
هل يوجد أكثر من هذه الذلة والمذلة والمعيشة المهينة والذليلة ؟
رجال عراقيون يبكون من شدة فقر وفاقة وعوز وحرمان وقد وجدوا أنفسهم فجأة على الرصيف مع أطفالهم ، لعدم إمكانيتهم المادية لدفع الإيجار ، وبعضهم الآخر يبكي قهرا و بمرارة ، كنساء ، متفجعات، بسبب جوع أطفاله وهو لا يجد حتى قليلا من المال ليشتري دواء لنفسه ..
لذا فرجاء لا أحد يقول لنا : هيهات منا الذلة !!..
إذ إن غالبية العراقيين محاطون بسبعة أسوار من ذلة ليس لها نظيرا من مذلة !..
بفضل ساسة لصوص” مؤمنين ” ممن يصيحون :
ـــ هيهات منا الذلة
في الوقت الذي يذلوننا ذلة ما بعدها من ذلة منذ 17 عاما من مذلة !
2 ــ
لم يأخذوا راينا يا صاحبي : نص مفتوح أي غير شعري !
عندما ولدتُ أنا … و أنت …
و عندما ولد هو … وأنتم … وهم ..
كنا مجرد رُضع بحجم بطيخة صغيرة ببضع كيلوغرامات فحسب !,,
و كانت عقولنا صافية ونقية
وناصعة بياض كصفحة بيضة بيضاء
كمرايا مغسولة ولامعة وخالية
من أية أفكار وانتماءات وأواصر تجمعات حمقاء..
فسجلونا فورا على دين و مذهب أو عشيرة
دون أن يأخذوا رأينا فيما إذا نرغب في مثل هذا الانتماء أم لا ؟..
وعندما استوينا وبلغنا من وعي و عقل وعمر مدا بعيدا
اختار بعضنا لنفسه دينا و مذهبا أو عشيرة جديدة
جمعناها كلها تحت خيمة واحدة سميناها :
الإنســانيــــــــــــــــــة ………………………
/ حوار من إحدى القصصي
3ــ
الفارق بين هذا و ذاك :
الفرق بين من يتحدث عن الحب كثيرا
و بين من يعيشه يوميا بمشاعر زاخرة وأحاسيس دافئة و حميمة
هو نفس الفرق بين من يشم وردة اصطناعية ويصيح قائلا
ــ يا لها من ردة عطرة وفواحة !
الفرق بين من يعمل خيرا صامتا وهادئا
وبين من يدعو إليه بكل صخب و ضجيج مفتعلا دورا إنسانيا
هو نفس الفرق بين من يسقي الزرع بعرق جبينه
وبين مَن ينتظر هطول المطر في يوم من الأيام .