محتجو الناصرية يهددون بالتصعيد في حال استمرار محاولات ترهيبهم

142

ذي قار/ حسين العامل

بعد سلسلة من عمليات الاستهداف لمنازل الناشطين واشخاص منهم، وصولا لعمليات الاعتقال وصدور مذكرات قضائية، هدد عدد من متظاهري محافظة ذي قار باستخدام طرق جديدة لإعادة التظاهرات في المحافظة.

واسفرت اعمال العنف التي شهدتها تظاهرات الناصرية التي تواصلت على مدى يومي الخميس والجمعة عن اصابة عشرات المتظاهرين وعناصر من القوات الامنية ناهيك عن اعتقال عشرات آخرين، وفيما اكد مصدر في مكتب مفوضية حقوق الانسان رصد اكثر من عشرة مقاطع فيديوية توثق اعمال العنف التي شهدتها التظاهرات، اعربت منظمات حقوقية عن قلقها من العودة الى المربع الاول من العنف، ولاسيما بعد اغتيال رئيس غرفة المحامين في الشطرة.

وقال الناشط المدني محمد الخياط لـ(المدى) ان “مدينة الناصرية شهدت تظاهرات على مدى يومي الخميس والجمعة وتحولت الى مواجهات عنيفة واطلاق نار وتراشق بالحجارة اثر اعتقال الناشط احسان الهلالي (ابو كوثر) عصر يوم الخميس”، مبينا ان “مركز مدينة الناصرية تحول الى ساحة حرب عقب مهاجمة القوات الامنية للمتظاهرين في ساحة الحبوبي وملاحقتهم في مناطق السراي وشوارع النيل والعشرين والزيتون والشوارع الاخرى القريبة من جسر النبي ابراهيم وغيرها من المناطق”.

واوضح الخياط ان “القوات الامنية والآليات العسكرية التي انتشرت واحتشدت بكثافة في الطرق والفروع المؤدية الى ساحة الحبوبي كان بإمكانها ان تحرر مدن وليس فقط السيطرة على التظاهرات اذ استخدمت الرصاص الحي والقنابل الدخانية والهراوات في تفريق المتظاهرين”، مشيرا الى ان “ما يتعرض له المتظاهرون من قمع واعتقالات وتفجيرات لدور الناشطين غير مسبوق”.

واكد الناشط المدني ان “تظاهرات يوم الجمعة شهدت اعتقال واصابة عشرات المتظاهرين، فيما شهدت الاسابيع الاخيرة تفجير 17 عبوة ناسفة وصوتية استهدفت دور تعود لناشطين ومواطنين”.

واشار الخياط الى ان “مطالب المتظاهرين ركزت على الافراج عن الناشطين المعتقلين ووقف حملات الاعتقال ومحاسبة المتورطين بقمع وقتل المتظاهرين ناهيك عن المطالب الوطنية المتعلقة بإصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد والتأسيس لمنظومة حكم رشيد”.

ومن جانبه قال مصدر في مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار لـ(المدى) ان “مكتب المفوضية رصد اكثر من 10 مقاطع فيديوية توثق اعمال العنف في تظاهرات الناصرية سواء العنف الذي تقوم به القوات الامنية او رشق الحجارة من قبل المتظاهرين”، مشيرا الى ان “ما شهدته التظاهرات من عنف يعيد الناصرية الى المربع الاول وهو ما يبعث على القلق ويشكل خطراً كبيراً على الحياة في المحافظة”.

واكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مسموح له بالتصريح الى “تسجيل اعتقال اكثر من 30 متظاهرا واصابة 39 آخرين بجروح خلال تظاهرات يوم الجمعة”، مبينا ان “المصابين يتوزعون بواقع 20 مصابا من القوات الامنية و15 من المتظاهرين و4 نساء تعرضن الى الاختناق نتيجة استخدام القوات الامنية لقنابل الغاز”.

وبدوره قال مدير دائرة صحة ذي قار الدكتور سعدي الماجد لـ(المدى) ان “الحصيلة النهائية للإصابات في أحداث تظاهرات الناصرية بلغت 23 شخصا من منتسبي القوات الامنية معظمها اصابة بكدمات”، واردف “فيما لم يصل أي جريح من المتظاهرين للمستشفيات الحكومية”.

ويعزو ناشطون في تظاهرات ذي قار عدم مراجعة جرحى المتظاهرين للمستشفيات الحكومية الى الخشية من تعرضهم للاعتقال، منوهين الى “استعانة الجرحى بالعيادات الخاصة والمضمدين لأغراض التداوي والعلاج”.

وبدورهم حذر ثوار ساحة الحبوبي من التمادي في قمع المتظاهرين واستمرار حملة الاعتقالات واوضحوا في بيان صدر عقب تظاهرات يوم الجمعة ان “الاجهزة الامنية بقيادة قائد الشرطة وخلية الازمة قامت بقمع المتظاهرين السلميين في ساحة الحبوبي واطلاق الرصاص الحي عليهم، ما ادى الى جرح عدد من المتظاهرين واعتقال العشرات وتعذيبهم ومطاردتهم في الشوارع والازقة”، مبينا ان “ما يحصل يمثل انتهاكا لمعايير حقوق الانسان كون المتظاهرين لم يمارسوا سوى حقهم الدستوري في التظاهر”.

ودعا البيان الى “اسقاط الدعاوى الكيدية وايقاف حملات الاعتقال واطلاق سراح المعتقلين”، مشددا على “محاسبة واقالة قائد الشرطة والمحافظ وانهاء عمل خلية الازمة التي تسببت بتأزيم الاوضاع في المحافظة بحسب البيان”.

كما دعا البيان الى “ضبط الملف الامني واعتقال المتورطين بتفجير دور الناشطين والمتظاهرين ومحاسبة الضباط والمنتسبين الذين قمعوا المتظاهرين فضلا عن محاسبة الضباط الذين عذبوا المتظاهرين والمعتقلين وانتزعوا منهم الاعترافات”، ولوح ثوار ساحة الحبوبي في بيانهم “بالتصعيد المناطقي وعودة الاعتصام في ساحة الحبوبي”.

ومن جهة اخرى اكد مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار داخل المشرفاوي اغتيال رئيس غرفة المحامين في قضاء الشطرة المحامي علي الحمامي على يد مجهولين داخل منزله.

وكانت القوات الامنية قد قامت باعتقال الناشط في تظاهرات الناصرية حسن الهلالي (ابو كوثر) بعد ملاحقته، فيما تشير مواقع ومدونات تابعة لناشطين في تظاهرات ذي قار الى ان الهلالي تعرض للدهس قبيل اعتقاله.

وذكر ناشطون في تظاهرات محافظة قار مؤخراً أن استمرار حملة الاعتقال والترهيب التي تستهدف ناشطي التظاهرات في المحافظة تهدف لإرغامهم على التخلي عن التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في ساحة الحبوبي، وفيما كشفوا عن تفجير 17 منزلا من منازل المتظاهرين والمواطنين واعتقال العديد منذ وصول فريق خلية الأزمة برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي الى المحافظة مطلع شهر كانون الاول المنصرم، أشاروا الى تداول قائمة اسماء مسربة تضم أكثر من 50 ناشطاً مطلوب اعتقالهم في مديرية مكافحة الإرهاب.

وجدّد آلاف من متظاهري الناصرية فعالياتهم الاحتجاجية في ساحة الحبوبي يوم الجمعة (18 كانون الأول 2020) وذلك بعد نحو أسبوع من رفع خيام الاعتصام في الساحة المذكورة، داعين لوقف حملة الاعتقالات وجرائم الاغتيال وتحقيق المطالب المشروعة التي يطالب بها المتظاهرون منذ انطلاق تظاهرات تشرين وحتى الآن.

المصدر