بغداد تقنع طهران باستئناف ضخ الغاز وتأييد خطة تقويض الفصائل

325

نجحت بغداد في اقناع طهران بإعادة ضخ الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء التي توقفت منذ أيام، فيما حصلت على تأييد ضمني بتقويض فصائل مسلحة يعتقد ان لها صلات بايران.

وقال مكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه ان الأخير “استقبل في مكتبه، وزير الطاقة الإيراني رضا اردكانیان والوفد المرافق له”، مبينا انه “جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل توطيد التعاون المشترك بين البلدين”.

ونقل اردكاني “تعهدات الحكومة الايرانية باستئناف ضخ الغاز الإيراني بشكل عاجل، والذي تم قطعه مؤخرا لأسباب فنية”.

وأدى وقف ضخ الغاز الايراني الى تراجع انتاج العراق من الطاقة الكهربائية من 19 ألف ميكاواط إلى 11 ألف ميكاواط وفقاً لوزارة الكهرباء العراقية وهو ما احدث ازمة خانقة في ساعات التجهيز.

ويحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميغاواط/ساعة من الطاقة الكهربائية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، بينما يبلغ الإنتاج المحلي من الطاقة الكهربائية 19 ألفاً وفق آخر تقرير لوزارة الكهرباء.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان إعادة نشاط اللجنة المشتركة العليا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين بلاده والعراق قريبا.

وقال الوزير الذي بدأ زيارة على رأس وفد رفيع للعراق أمس الثلاثاء إن “اللجنة ستعاود نشاطها خلال الفترة القادمة، بعد توقف استمر 6 أعوام”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

وأضاف الوزير في تصريحات للصحفيين عقب لقائه مع وزيرالتجارة العراقي علاء أحمد الجبوري، “طهران تستضيف خلال الأسابيع القادمة اجتماع اللجنة المشتركة العليا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران والعراق”.

وأشار الوزير إلى أن “وفدا مختصا سيمثل العراق في هذا الاجتماع؛ على أن يجري مباحثات بناءة مع القطاعين العام والخاص الإيرانيين، وبما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية أكثر فأكثر”.

ومن جانبه أكد وزير التجارة “عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا للتعاون بين إيران والعراق خلال الأسبوعين القادمين”.

ولفت الوزير العراقي إلى أن “زيارة وزير الطاقة الإيراني إلى بغداد، تهيئ الأرضية لعقد اجتماع اللجنة المشتركة بمزيد من النجاح”.

بالتزامن مع ذلك يبدو ان الوفد العراقي الذي يزور طهران حاليا، نجح باقناع ايران برفض استهداف الفصائل ــ التي يعتقد ان لها صلات بايران ــ للسفارة الأميركية.

وقال الوزير الإيراني خلال لقائه الكاظمي ان “رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية حسن روحاني يحيي رئيس مجلس الوزراء ويتمنى له المضي قدما نحو تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلا عن دعم خطواته الأمنية في مواجهة السلاح المنفلت، وضبط الجماعات الخارجة عن القانون، وبسط الأمن والاستقرار في عموم البلاد بقوة القانون”.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، وصول الوفد العراقي الرسمي إلى العاصمة طهران مساء الاثنين برئاسة مستشار رئيس الوزراء، وقال المتحدث باسم الوزارة الإيرانية خطيب زادة في مؤتمر صحفي إن “بلاده لا تريد أي نوع من التوتر في المنطقة وتدافع عن أمنها ولن تجر خلافاتها الى منطقة أخرى”.

في الوقت ذاته أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن “بلاده ليس لها يد في الاستهداف المتكرر للسفارة الأمريكية في بغداد، ولا تدعمه”.

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي مناف الموسوي إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان دائما يفضل جانب الحوار مع الفصائل إلا أن الحوار يحتاج إلى مقومات”.

وأكد أن “رئيس الوزراء بدأ بتغيير منهجه في التعامل مع الفصائل المسلحة واتضح ذلك من خلال الاعتقالات التي حدثت في صفوفها مؤخرا”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “الوفد العراقي الذي يزور طهران حاليا كان يريد إيصال رسالة بأن الموقف صعب وأن مثل هذه الاضطرابات قد تؤثر على الأمن في المنطقة”، مؤكدا أنه “ليس في مصلحة إيران التصعيد في الوقت الحالي”.

وفي سياق ذي صلة، جدد المتحدث باسم التيار الصدري، صلاح العبيدي، أمس الثلاثاء، دعوة زعيم التيار مقتدى الصدر إلى إبعاد بغداد عن رعب الصواريخ.

وقال العبيدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع حيدر الجابري المسؤول الإعلامي لمكتب الصدر، “يجب إبعاد بغداد عن الرعب نتيجة إطلاق الصواريخ على البعثات الدبلوماسية”، مضيفا أن هناك دولاً مستفيدة من وضع العراق الحالي.

بدوره، رأى حيدر الجابري، أن “التصعيد الحاصل في المنطقة يضر بالعراقيين”، مؤكداً أنه “إذا كان هنالك مجلس تنسيقي للمقاومة، فيجب أن لا يسمح لمن هب ودب دخول هذا المجال”.

وبين أن “الدفاع عن المذهب الشيعي يجب أن يكون بعيدا عن الطائفية”، داعياً الى “منع الانفلات الأمني الذي تسعى إليه العديد من الجهات”، ومؤكدا اهمية “فسح المجال أمام الشركات الرصينة بعيدًا عن قرار دول الاحتلال”.

وكان مقتدى الصدر قد وجه قبل أيام نداء إلى إيران بقوله “ابعدوا العراق عن صراعاتكم”.

وقال الصدر: “العراق الحبيب، وقع ضحية الصراع الأمريكي – الإيراني، وتضرر بصورة لا يصح السكوت عنها، كأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والأمنية والسياسية والفايروسية، وذلك لضعف الحكومة وتشتت الشعب”. وتابع “أوجه ندائي لجمهورية إيران، الجارة العزيزة، أن تبعد العراق عن صراعاتها وأننا لن نتركها في شدتها إذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال”.

المصدر