ماذا يجري في إيران؟

925

علاء شبيب

منذ فترة ليست بالقصيرة نسبيا، تشهد إيران سلسلة حرائق وإنفجارات وصفتها وسائل الاعلام وأوساطا سياسية بالغامضة، والذي لفت ويلفت الانظار أکثر ويزيد من مختلف أنواع الشکوك حول هذه الحوادث الغامضة إنها حدثت وتحدث في مواقع حساسة وبشکل خاص في مواقع ومراکز نووية وعسکرية أو أمنية، ولئن حاولت الاوساط السياسية في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التغطية على هذه الحوادث الغامضة وتجاهلها على أمل أن تمر مرور الکرام ولکن تکرارها دفع الاوساط السياسية والاستخبارية المختلفة التي يهمها الشأن الايراني الى أن تسعى للبحث والتمحيص بشأنها وتعمل من أجل أن تجد ثمة أجوبة شافية تفسر بطريقة وأخرى هذه الاحداث الغامضة.

تکرار هذه التفجيرات الغامضة ولاسيما في المواقع النووية، يبدو إنها أحرجت السلطات الايرانية ولم تسمح لها بمواصلة إلتزام الصمت تجاهها، وهو ماجعل النظام الايراني يعلن على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، يوم الأحد المنصرم، من أن الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز كان ناتجا عن عمليات تخريبية. وهذا التفسير يمکن وصفه بأنه يأتي لتلافي تفسيرين آخرين يبدو إن النظام يتحاشاهما ويتخوف منهما کثيرا وهما:

الاول: ناجم عن تجارب أو محاولات خاصة مشبوهة يقوم بها النظام الايراني في المجال النووي بعيدا عن الانظار.

الثاني: ناجم عن قصور أوجهل من جانب الايرانيين أنفسهم، أو بکلام أکثر وضوحا عدم الجدارة في الاشراف على المواقع النووية ورعايتها.

من الواضح جدا إن تفسير الانفجار الذي حدث في منشأة نطنز بأنه ناجم عن عمليات تخريبية، هو أفضل وأرحم للنظام من التفسيرين أعلاه، مع ملاحظة إن تفسير”عمليات تخريبية” في حد ذاتها ليست سهلة أبدا على هذا النظام الذي يتميز بإجرائاته الاحترازية وبتحوطاته الامنية غير العادية، ذلك إن إختراق جداره الامني في هکذا مجالات حساسة وخطيرة تحمل في حد ذاتها الکثير من المعاني غير المألوفة والطبيعية بالنسبة للنظام، خصوصا وإن المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق قد لفتت الانظار إليها کثيرا بعد دورها المشهود في الانتفاضتين الاخيرتين وإعتراف المرشد الاعلى للنظام بذلك بعظمة لسانه، وهو مايطرح ثمة تساٶل حول إمکانية أن تقوم مجاهدي خلق بهکذا نشاط غير عادي مما يعني بأنها قد تمکنت من الوصول الى أخطر الاماکن، لکن المعروف عن المنظمة صراحتها وشفافيتها بهذا الصدد إذ لو کانت من قد قامت بهکذا نشاط فإنها کانت ستعلن عن ذلك حتما ولکن يبدو إن النظام يريدأن يوحي للشعب الايراني خصوصا وللعالم عموما بأن المنظمة تقف خلف ذلك من دون أن تسميها وذلك للطعن فيها خصوصا إذا ماکانت هناك آثارا وتداعيات سلبية عن تلك الانفجارات لکن الحقيقة التي تجعل موقف النظام ضعيفا وتجعل الشعب الايراني والعالم ينظرون ويفکرون بسياق وإتجاه مختلف عن هکذا تفسيرات، هي إن وضع النظام وعلى کل الاصعدة ومختلف النواحي قلق وغير مريح وغامض، ومن هنا فإن التفسيرات المطروحة لتلك الانفجارات الغامضة تسير کلها بإتجاه يٶکد على إن النظام لم يعد جديرا بأن يمسك بزمام الامور في إيران!

المصدر