مراقبون: فصائل مسلحة تصعد ضد الكاظمي باستهداف الناشطين في البصرة

748

من البصرة التي انتقل إليها فور عودته من الولايات المتحدة، تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باستعادة الأمن ومحاسبة “قتلة الناشطين”، بل إنه قام بتسمية بعض الضحايا بالاسم، ومنهم الضحيتان البارزتان رهام يعقوب وتحسين أسامة.

وأدى مقتل رهام وتحسين إلى غضب عارم في البصرة والناصرية المجاورة، انطلقت جراءه تظاهرات وقام مواطنون غاضبون على إثره بتهديم مقار أحزاب مقربة من إيران.

ويقول متظاهر من البصرة، طلب عدم كشف اسمه، إن “الغضب الشعبي هو سبب عدم اهتمام الكاظمي، وليس سقوط قتلى”، مضيفا أن “الاغتيالات حصدت عددا من الناشطين منذ استلم رئيس الوزراء الحكومة، ولم يبد اهتماما”. ويتهم المتظاهر في حديث لموقع (الحرة) محافظ البصرة أسعد العيداني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي السابق فالح الفياض بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية. ولا يعتقد الناشط ذاته أن “الكاظمي قادر على إعادة الهدوء للجنوب في أي وقت قريبا”.

لكن الصحفي علي جلال يقول إن الموضوع أكبر من تصاعد الغضب الشعبي، مضيفا أن “الكاظمي استغل قدومه من الولايات المتحدة في الزيارة التي أغضبت الفصائل المسلحة، ليستمر في تحديها”.

وقال جلال إن “نهج الكاظمي يبدو ثابتا، وإن كان هادئا أيضا، وهو مستمر بالتصعيد الناعم ضد الميليشيات التي تقع في المقابل بأخطاء تجعل الشارع يعاديها أكثر فأكثر”.

ويعتقد خبراء أمنيون أن “خطوة الكاظمي الأخيرة بإعادة المعابر إلى سيطرة الحكومة الاتحادية قد دفعت الميليشيات إلى تصعيد المواجهة وربما ستكون هذه الخطوة هي خطأ الميليشيات الكبير”.

وبحسب الخبير في الجماعات المسلحة مهند عبد الكريم، فإن “الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الميليشيات نتيجة لقرار المعابر، بالإضافة إلى تجاهل الكاظمي المطالبة برحيل القوات الأميركية كما تريد إيران، جعلت الميليشيات تحاول توجيه الصفعات له من خلال استهداف الناشطين”.

ويعتقد عبد الكريم إن “الناشطين غير مستهدفين لذواتهم، أو لتأثيرهم، لكنهم مستهدفون لضرب الكاظمي، وإشاعة جو من الرعب يشبه الجو الذي كانت داعش تبثه في تسجيلاتها”.

وتعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال زيارته البصرة، بمحاسبة المسؤولين عن عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين في البصرة ومدن عراقية أخرى، مؤخرا. ورهام كانت ناشطة في الحركة الاحتجاجية المحلية منذ 2018 وقادت العديد من المسيرات النسائية، وهي تحمل شهادة في التربية الرياضية ومهتمة بالتغذية، وكانت دؤوبة على دعوة نساء المحافظة لممارسة الرياضة، قبل أن تقتل برصاص مسلحين على دراجة، الأربعاء الماضي في المدينة.

ونجا أربعة ناشطين من إطلاق النار على سيارتهم في البصرة. وبدأت أحدث موجة عنف عندما اغتيل الناشط تحسين أسامة، الجمعة، مما أدى إلى عودة المظاهرات بالشوارع لثلاثة أيام حيث فتحت قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رموا منزل المحافظ بالحجارة وأغلقوا العديد من الطرق الرئيسة.

المصدر