دكتور/علي الخالدي
كثرت المزايدات لدى حكام الدول العربية عند تاسيس دولة الصيهاينة إسرائيل، فزجو شعوبها في حروب عبثية، راح ضحيتها اللالاف تحت شعارات واهية رُفعت آنذاك بعيدة عن واقع الامكانيات العربية، ومبنية على صيغة كل شيء أو لا شيء، ولتغطية فشنلهم في تلك الحروب، شن أغلبيتهم (الحكام العرب) حملات ملاحقة وأصدروا إعدامات بحق من أيد تقسيم الأرض الفلسطينية ومن دعم مساعي تشكيل الدولتين آنذاك. متهمين القوى الوطنية الديمقراطية بالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني كما جرى في العراق .
وبمرور الزمن ونتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي على الصعيد العالمي، وتلازم هذا التطور اتساع رقعة نضال القوى الوطنية الديمقراطية ، وتطور مفاهيم القوى الوطنية الفلسطينية في أطار تحقيق وإشاعة العدالة الإجتماعيةفي المنطقة. أدركت مع المجتمعات العربية خطل سياسة كل شيء او لا شيء، وإنتابهم الندم في عدم موافقتهم على التقسيم الذي يدعون اليه حاليا وتصدر الشباب دورا بارزا في هذه العملية، متسلحا بمفهوم التعايش السلمي والمحبة والإخاء بين الشعوب، ولن يخلو من هذا ما حدث بين الشباب الإسرائيلي، فعارض المشاريع الإستفزازية الصهيونية في المنطقة ومطامعها الإستيطانية، بالضد من ما تريد تحقيقه الشعوب العربية، التي إرتفع مستوى نضالها لتتخلص من سيطرة الدول الأمبريالية ومؤيديها من القوى الرجعية العربية، وإقامة حكومات ذات صبغة مدنية ديمقراطية، تسعى للعيش المشترك، والتصالح في سبيل التصدي للمشاريع والخطط من خارج المنطقة، بالمطالبة بحل الدولتين على أن تكون للفلسطينيين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، مشددين على أن اية إتفاقية مع إسرائيل لا تتضمن تأمين حقوق الشعب الفلسطيني، تعتبر تفريط بحقوقه ومكافئة لليمين الإسرائلي، وتأكيد على أن أمن المنطقة وإستقرارها لا يأتي بإتفاقات بين الحكام، ولا تتضمن إتفاقيات سلام مقرونه بما تملية مصالح الشعب الفلسطيني تعتبر باطلة، سيما وإنها جاءت بعيدة عن رأي شعوبهم، رغم تخليهم عن المواقف التي يتبناها المتشددون الإسلاميون حاليا
إن الرضوخ لما تريدة امريكا بالإستجابة لورقة صفقة القرن الترامبية، قد خلق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. دون أن تحضى هذه العلاقة الدبلوماسية بتاييد شعوب المنطقة بما فيهم الفلسطينيون، ومن التزم وإياهم بسياسة الإمن والسلام في المنطقة (المغلوب على أمر شعوبها) فأغلب حكامها جاءوا بموافقة أمريكة
عند ظهور داعش وحلفاءها في المنطقة على الخط، تكالبت الدول الطامعة بمستقبل الشرق الأوسط وخيراته النفطية وموقعه الجيوسياسي، سيما وإن اغلب الشعارات التي كانت تقود الجماهير البسيطة مشبعة بروح إنتقامية إستغلها المتشددون بما فيهم داعش لكونها نابعة من ثقافة لا تتماهى بصورة عامة مع الروح الوطنية، وما تطالب به القوى الديمقراطية الوطنية الملتزمة بصيغ متأتية من ثقافة مشبعة بروح وطنية وقومية ديمقراطية، فوقفت بالمرصاد وفضحت مآرب ما تريده داعش وتسعى الإدارة الأمريكية واعوانها من الحكام العرب بتثبيتها ، رغم أنها تحتوي على مفاهيم بعيدة عن مستحقات الشعب الفسطيني، ووراءها ثقافة أحادية الجانب
يرى المراقبون لمجرى الأحداث السياسية في المنطقة، أن ما دفع بعض دول الشرق الأوسط للتقرب لإسرائيل هو أطماع إيران التوسعية وإرهاب ميليشاتها الذي زرع الخوف والتهديد اليومي، منذ إندلاع ملامح شرارة الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات حيث راحت تتصاعد وتائرها بطرق خطيرة لضم بعض دولة المنطقة تحت عباءة “ولاية الفقيه”، الإيرانية. وهذا ما دفع تلك الدول لتغيير مواقفها المتشددة تجاه إسرائيل، ناهيك على السير قدما في تنفيذ إستراتيجية وأجندات الإستخبارات الامريكية في المنظقة، الذي قد يخلصها من تبعات ومخاطر التهديد الايراني
فشعوب المنطقة مدعوة لسحب البساط من تحت اقدام حكامهم مستفيدة من مواقف التعنت الإسرائلي، الذي تقابل بتنازلات من لدن من أطر التعاوان مع إسرائيل مقابل لا شيء ملموس، مما يضع الأخيرة امام إستياء الراي العام العربي والعالمي، حيث أن إسرائيل لن تتخلى علنا عن قضم الآرض الفلسطينية وتحقيق المشاريع الصهيونية لتكون فاعلة في المنطقة، فتجبرها للرضوخ نحو حل الدولتين على اساس قرارات الامم المتحدة. إذ ليس لدى شعوب المنطقة خيار سوى المشاريع التي تخدم المنطقة وتنعش اقتصادها، ونبذ الأسطوانة المشروخة التي إستفزت مشاعرهم، بأن تجميل صورة إسرائيل ما هي إلا ورقة تقع مسؤولية تحقيقها على أدراك ماهية المشاريع التي تسعى أمريكا وحلفاءها في المنطقة، وهذا يكفي بتحميلها المسؤولية ألأدبية والسياسية، على نكراها حق شعوب المنطقة في العيش بأمن وأمان، ضمن حدود أراضيها التاريخية