فضائيات حزبية  أُسست  من أموال الشعب  و تموّل من أموال الشعب أيضا !!

888

بقلم مهدي قاسم

توجد في العراق فضائيات حزبية كفطر الغابات ، لا تُعد ولا تُحصى

إذا ما من حزب و تنظيم أو حركة أو ميليشيا إلا و لها قناة تلفزيونية على فضائية وكونية !!

و على الرغم من الكلفة العالية والنفقات الكبيرة اليومية التي تصرف على هذه القناة أم تلك ، ابتداء من أيجار مكاتب و رواتب فنيين وتقنيين و مذيعين ومقدمي برامج ومراسلين وغيرهم ، فيبدو أن كثرة هذه النفقات ـــ البالغة بعشرات الملايين دولارات ــ لا تشكل هما ماديا كثيرا لهذه الأحزاب والتنظيمات المسلحة ، و ذلك لسبب بسيط إلا وهو أن هذه القنوات و الفضائيات قد أُسست أصلا من أموال الشعب المنهوبة والمسروقة ، وثم استمرت بالبث بناء على تمويل دائم من أموال الشعب المسروقة أيضا ، وحتى هذه اللحظة ، وبما أنها قنوات و فضائيات هكذا ، فغالبا من يقوم بإدارتها وتشغيلها أناس دخلاء على المهنة ، و أن قصدهم أو سياستهم الإعلامية لا تقوم على كشف الحقائق والوقائع التي تشغل بال المواطن إلا ما ندر، إنما هدفها الأساسي هو التسويق والترويج السياسيين ـــ ولو بسذاجة ــ لصالح مالك القناة سواء كان فردا أو حزبا ..

فمن هنا هذه الفوضى وخلط الأمور وتفاهة المستوى الإعلامي لهذه القنوات ، و لا سيما من ناحية الاستعانة بوجوه فاسدة و مستهلكة ومحروقة سياسيا و إظهارها على طول الخط مع “محللين سياسيين ” ليس عندهم أية علاقة لا بالتحليل السياسي و لا بالإعلام والصحافة عموما ، وهم أصلا لا يجيدون غير ” الخرط المرتب ــ عذرا للتعبير ” ، دون أن نعلم من أين يأتون بهم ليصبحوا علام الغيب والمحللين السياسيين الفطاحل !! ..

و رجوعا لمسألة التمويل المادي لهذه القنوات والفضائيات ، فلا بد من لجنة رقابة مالية أو لجنة نزاهة نزيهة فعلا ، أن تفتش أو تنظر في السجلات المالية لهذه القنوات لكشف ومعرفة حقيقة من أين يأتي التمويل و كذلك كشف مصدره ، ولا سيما أن بعضا من هذه الأحزاب والمليشيات كانت عندها قنوات قبل أن تكون جزءا من السلطة اللصوصية مثلما الآن ..

المصدر