خطة لتسليح سكان مناطق شمال بغداد لصد هجمات التنظيم

411

بغداد/ تميم الحسن

مع مرور الذكرى الثالثة لتحرير البلاد من داعش مازالت هناك تحذيرات من هجمات للتنظيم على المناطق النائية في شمال بغداد. واعلن جهاز مكافحة الارهاب عن قتل واعتقال نحو 300 مسلح في النصف الاخير من عام 2020.

وتحدثت عدة مصادر في محافظات صلاح الدين، والموصل، وكركوك، لـ(المدى) عن ماوصفته بـ”الاستعراضات العسكرية” في عمليات التمشيط في الاشهر الماضية.

وبعد اعلان بغداد نهاية 2017، القضاء “بشكل كامل” على “داعش”، اعادت القوات الامنية تطهير نحو نصف مليون كيلو متر من الأراضي العراقية –بعضها مشط اكثر من مرة-.

ووصل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، صباح الذكرى الثالثة للتحرير التي صادفت الخميس الماضي، الى مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار التي شهدت أقسى المعارك ضد “داعش”.

وخاطب الكاظمي في كلمة مع القيادات الأمنية والعسكرية في الفلوجة أفراد القوات المسلحة قائلا: “في مثل هذا اليوم أيها الأبطال.. سواعدكم وإيمانكم وجذوركم الوطنية العراقية انتزعت النصر على تنظيم داعش الظلامي”.

وشدد على أن “الانتصار على داعش ليس مجرد انتصار عسكري بل هو انتصار الحضارة أمام التخلف …”.

جبل مخمور

ويقول مصدر امني في الموصل، ان “هناك نحو 100 مسلح على الاقل في جبل مخمور” جنوب شرق الموصل، “يهددون البلدات والقرى هناك”.

وخلال الاعوام التي لحقت عمليات التحرير تراجع آلاف من سكان القرى في جنوب وغرب الموصل الى الوراء عدة كليومترات، تجنباً لهجمات فرق صغيرة لداعش لا يتعدى عدد الفرقة الواحدة 5 افراد.

وتشن تلك المجاميع بين فترة وأخرى غارات على القرويين لـ”تصفية الحسابات” مع بعض العشائر أو لغرض السطو.

ويؤكد المصدر ان هذه الجماعات “تختبئ في انفاق تصل الى مسافات طويلة ولا احد يعرف نهايتها”.

وغالبا ماتقوم الطائرات الاميركية ضمن التحالف الدولي ضد “داعش”، بقصف النفق دون دخوله، في حالة شكت بوجود مسلحين في داخله.

واعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، في وقت سابق انها ضبطت كدسا للعبوات والقذائف في مخمور.

وذكرت المديرية في بيان السبت، انها تمكنت من ضبط “١٤٠ عبوة ناسفة، و٨٢ قنبرة هاون عيار 120ملم”.

واشارت في البيان انها ضبطت ايضا “عددا من مساطر التفجير” واسلحة اخرى دمرتها في الموقع.

وكانت تلك الهجمات قد تسببت بهجرة سكان “108 قرى في الحضر، جنوب الموصل، من اصل 159 قرية”، بحسب مسؤولين محليين.

وتواجه القرى “الصامدة” التي لم يهجرها سكانها، هجمات متكررة تستهدف في العادة “مخاتير”ومتعاونين مع الحكومة.

الحدود مع سوريا

ويشير المصدر القريب من قيادة العمليات في نينوى الى ان “الخطر الآخر الذي يهدد المحافظة هو قادم من مناطق غرب الموصل المحاذية لسوريا”.

ولا تزال عمليات ضبط الحدود تواجه صعوبات، بسبب طول الشريط مع سوريا والذي يبلغ اكثر من 300 كم من جهة نينوى، فضلا عن وجود فصائل مسلحة تتدخل في هذا الملف.

يتمتع عناصر داعش بإمكانات كبيرة في التحرك، لوجود فراغ أمني في مناطق شاسعة، ويتغلغل المسلحون في بعض الدوائر الامنية الحساسة التي توفر لهم الغطاء.

وكان نحو 30 قرية في جنوب وغرب تلعفر والحضر وتل عبطة، أخليت من سكانها في السنوات الاربع الماضية، بسبب تلك التهديدات.

ورغم ذلك فان تجربة النزوح وجرائم داعش، قد أفقدت التنظيم الكثير من مصادره، بحسب وصف احد قادة الحشد العشائري في الموصل.

ويقول محمد الوكاع القيادي في حشد جنوب الموصل لـ(المدى): “هناك معلومات عن تعرضات للتنظيم على مناطقنا، ولكننا نحاول دائما سد الثغرات”.

يراقب داعش عن كثب السيطرات والثكنات العسكرية في الموصل. ويضيف الوكاع: “ينتظر داعش السيطرات الغافلة للهجوم، لكنه في العادة يخطئ هدفه لان مصادره لم تعد كما كانت”.

القيادي في الحشد يؤكد ان الكثير من المدنيين يقدمون معلومات الى القيادات الامنية والحشد العشائري، وتسفر عنها اعتقالات وقتل لعناصر التنظيم.

رد القوات الأمنية

وكشف المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، عن ان “قيادة جهاز مكافحة الارهاب شرعت بإعداد ستراتيجية لمكافحة الفكر المتطرف، والعصابات الإرهابية”.

وأشار النعمان في تصريحات صحفية، إلى “الشروع بتطبيق هذه الستراتيجية على ارض الواقع، من خلال القيام بعمليات نوعية وخاطفة وسريعة، تستهدف الأماكن التي تتواجد فيها العناصر الارهابية، خاصة في محافظات ديالى، وصلاح الدين، وكركوك، وكذلك غربي الانبار، وفي مناطق حزام بغداد”.

وأكد أن عدد العمليات الأمنية التي نفذها الجهاز خلال الـ6 أشهر الماضية بلغ أكثر من 150 عملية”، مبيناً أن “هذه العمليات أسفرت عن القبض على 250 إرهابيا من مستويات قيادية عليا، وقتل أكثر من 50 إرهابيا”.

ويقول سياسي مطلع في صلاح الدين، ان بعض العمليات العسكرية “استعراضية”، ولا تدخل في عمق بعض المناطق التي يتواجد فيها التنظيم. ويعلل السياسي تلك الظاهرة، بسبب “عدم معرفة القوات بطبيعة بعض المناطق”، لذلك تطالب مدن في شمال بغداد، بزيادة تطويع أبنائها في المؤسسات الامنية لحفظ الامن.

وكان داعش قد عاد الشهر الماضي، الى نصب سيطرات وهمية في شمال تكريت، وغرب الانبار، كما هاجم اكثر من مرة قرى في كركوك.

تسليح العشائر

ووفق مصدر مطلع في كركوك، فان وزارة الداخلية “تنوي تسليح عدد من العشائر في جنوب المدنية” لحماية أنفسهم من هجمات التنظيم.

ويؤكد المصدر ان الخطة تهدف الى “تطويع 5 رجال فقط من كل قرية باسلحة خفيفة”، لكنه يعتقد بالمقابل ان المقترح قد يلاقي اعتراضا من بعض القوى السياسية.

وعادة ماتعترض اطراف شيعية على تسليم عشائر في شمال بغداد اسلحة، خوفا من تسربها الى داعش.

من جهته قال احمد خورشيد وهو قيادي في حشد الحويجة، جنوب غرب كركوك لـ(المدى): “ليس لديه معلومات عن تسليح العشائر، لكن هناك عشائر جديدة دخلت الى الحشد”.

وبين خورشيد ان “عشائر كاكائية في قضاء الدبس وكردية في كركوك انضمت الى الحشد”، مرجحا ان يصل عدد المتطوعين من تلك الجهات الى ” 500 عنصر”.

المصدر