من يوفر لنا مسرحا جادا

134

نبيل محمد سمارة

في ظل هذه العربدة الجنونية وضلال السحب القاتمة التي تخيم على العراق من شماله إلى جنوبه، هل ثمة من يجرؤ ان يتساءل حتى لو كان هذا التساؤل همسا: اننا بحاجة إلى مسرح جاد يحقق الطموح الذي كان حلما يراودنا منذ الثمانينيات والتسعينيات ؟
فإذا كنا والى وقت قريب قبل سقوط النظام نتخذ من المسرح لعبة ساخرة هي أقرب من خيال الظل او ما يدعي بالتركية ” القرقوز” فكيف هو الحال الان والكل ممثلون مخرجون منتجون مؤلفون يجلسون على قارعة الانتظار.
املا في ان تحدث معجزة فنية يحققها القدر ، فتأتيهم الادوار طواعية دون توسل او مراوغة لتفتح لهم أبواب الأمل ليتحقق المطلوب. خاصة حين دخلت علينا التكنلوجية وما تبعها من برامج مثل اليوتيوب و تبك توك ليشترك فيها المقلدون وفيما بعد اصبحوا من المشاهير من دون معرفتهم الفن وكومديتها سوى بعض البهلوانات التي تعلموها في الشوارع .
اننا اليوم نشتاق للمسرح الجاد مثل ما نشتاق لرغيف امهاتنا. ويظل التساؤل الأكثر اهمية إلى متى يأكل العوز والجوع فناننا الذي لم يكن يحلم فقط بنقلة نوعية تلفزيونية او سينمائية على غرار ما يقدمه فنانو مصر بل كان يحلم بافلام ومسلسلات ترضي طموح المشروع الذي صار سرابا

المصدر