البيوت كلها زجاج استاذنا الناطق باسم القائد

261

جسار صالح المفتي
اذا كنت موضوعي و معتدل فلا تصف الامور بغير اوصافها
فهل معقول برؤيتك المستفيضة ان تكون محافظة كركوك والموصل وحي الاكراد في مدينة الصدر وسنجار وخانقين وديالى والكوت والعمارة تابعة لاقليم كردستان ولطالما كانت الاشارات من مد وجزر البحر كما صرحت بمقالتك فلا اريد ان ان اضيف شيء لما انت ذكرته بتقييمك السديد ولم تظل مدينة بالعراق العظيم الا وكانت تاريخيا تابعة للأكراد
يتهم بأنه يحمل رؤية شوفينية تمقت العنصر العربي، وبأن “إقليم كردستان” تحكمه عائلة تسيطر على جميع المناصب القيادية في الأقليم، وبأنه حول “الحزب الديمقراطي الكردستاني” من حزب قومي ثوري يناضل من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي إلى مجرد حزب عشائري عائلي.
لكنه بالمقابل يوجه سهامه إلى الدولة العراقية التي يتهمها بأنها ” ليست فيدرالية بل دينية “.
منذ اللحظة الأولى لمولده عايش المسألة الكردية، فقد تزامنت ولادة مسعود مصطفى بارزاني في مدينة مهاباد في “كردستان إيران” في عام 1946، مع تأسيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بقيادة والده، الجنرال أو الملا مصطفى البارزاني، وإقامة “جمهورية كردستان” في مهاباد، التي لم تعمر طويلا وانهارت بعد أقل من عام واحد.
بعد انهيار “الجمهورية”، اضطرت عائلة بارزاني مع مجموعة من “البيشمركة” أو “بيشمه ركه” وعائلاتهم للرجوع إلى “كردستان العراق”، لكن الحكومة العراقية قامت بنفيهم إلى جنوب العراق في مدينتي بغداد والبصرة، وبعد انهيار النظام الملكي في العراق سمحت لهم الحكومة العراقية بالعودة الى منطقة بارزان، وبعد تطورات متسارعة غادر مصطفى البارزاني، قائد “الثورة الكردية”، العراق متوجها إلى الاتحاد السوفيتي وبقي عند الرفاق الروس حتى عام 1958.
لم يكمل مسعود البارزاني دراسته المتوسطة بسبب العوامل السياسية والتحاقه بوالده الملا مصطفى، والتحاقه في فترة مبكرة من حياته بقوات “البيشمركة “، وهو المصطلح الذي يستخدمه الأكراد للإشارة إلى المقاتلين الأكراد، ويعني حرفيا “الذين يواجهون الموت”، وكذلك انخراطه في “ثورة الكرد” عام 1961، التي استمرت لغاية عام 1975.
وبتوجيه من أبيه الملا مصطفى، قام مسعود البارزاني مع شقيقه إدريس بتنظيم صفوف “البيشمركة”، وتأسيس قيادة مؤقتة لـ”الحزب الديمقراطي الكردستاني” للدفاع عن منطقة “كردستان”، مما مهد لاندلاع “ثورة كولان” في عام 1976، وهو العام الذي غادر فيه مسعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليلتحق بوالده .
شارك مسعود ضمن الوفد الكردي في المفاوضات مع الحكومة العراقية حول اتفاقية الحكم الذاتي في عام 1970، ولم يأت عام 1975 حتى مني الأكراد بنكسة، إثر توقيع اتفاقية الجزائر بين إيران والحكومة العراقية في عام 1975 التي اتفق فيها على الحدود بين البلدين، وتوقف دعم إيران لأكراد العراق.
بعد سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979 ووصول الإمام الخميني، سافر مسعود برزاني إلى إيران لكي ينظم ويهىئ الظروف لقدوم والده إلى إيران، لكن في اليوم الذي وصل فيه إلى إيران توفي والده في واشنطن، وعلى إثرها انتخب مسعود بارزاني رئيسا لـ”لحزب الديمقراطي الكردستاني”.
وفي العام ذاته نجا مسعود البارزاني من محاولة اغتيال في العاصمة النمساوية فيينا، واتهم الأكراد الاستخبارات العراقية بتدبير محاولة الاغتيال تلك.
وفي الحرب العراقية الإيرانية ما بين عامي 1980 و 1988 لعب مسعود وشقيقه إدريس دورا ملتبسا في تأسيس عدة جبهات سياسية في العراق، وتعمق هذا الدور مع تأسيس “الجبهة الكردستانية” التي قاتلت ضد الجيش العراقي إلى جانب إيران في حرب الثماني سنوات .
ولم تثمر المفاوضات في عام 1991 بين الأكراد برئاسة مسعود بارزاني والحكومة العراقية في الوصول إلى أية نتيجة؛ بسبب رفض المطالب الكردية المتمثلة في الحكم الذاتي للإقليم في العراق.
كان جزء من المشهد السياسي العراقي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، فقد اشترك في تأسيس “مجلس الحكم العراقي” في عام 2003، برعاية الأمرييكي بول بريمر، واختير مسعود البارزاني عضوا فيه ضمن 25 شخصية سياسية في العراق، ومثّل الكرد إلى جانب 4 شخصيات كردية أخرى في “مجلس الحكم”، وترأس بارزاني المجلس لمدة شهر، حيث كانت رئاسته دورية شهرية، وفي ذلك الوقت حصلت خلافات حادة بين ممثلي الكرد، خصوصا بين البارزاني وبول بريمر، حول “الفيدرالية” وحل قوات “البيشمركة”.
ويقول الحاكم المدني الأمريكي السابق، بريمر، في مذكراته، إن “بارزاني يرى الكرد فوق كل الشعوب والأعراق، كما أنه يرى أنه طالما قدّم الكرد الكثير من الضحايا، فإنه يجب أن يحصلوا على حقوق أكثر”.
وانتخب في عام 2009، للمرة الثانية، رئيسا للإقليم بالانتخاب المباشر، ولم تجر بعد ذلك انتخابات رئاسية في الإقليم، فقد انتهت مدة رئاسة بارزاني في عام 2015، إلا أن الأطراف السياسية في “إقليم كردستان” اختلفت بخصوص تعديل قانون انتخاب رئاسة الإقليم، لذلك قرر مجلس شورى “إقليم كردستان” أن يستمر بارزاني رئيسا بالصلاحيات الممنوحة له كافة، إلى أن تجري انتخابات رئاسة “إقليم كردستان”.
ويرفض بارزاني اعتبار القوات الأمريكية والمتعددة الجنسية عدوة؛ لأنها “حررت الشعب العراقي” وفق قوله، مضيفا أنه “لا يجد أي مبرر لاستهداف هذه القوات”. وما لبث أن انتخب مسعود برزاني في عام 2005 أول رئيس لـ”إقليم كردستان العراق”، من قبل “المجلس الوطني الكردستاني”.
ولا يخفي برازاني والأكراد “العلاقة المحرمة” مع “إسرئيل”، وهي العلاقة التي نمت وتطورت بين “إقليم كردستان” وتل أبيب منذ سنوات طويلا، وأخذت مستوى متطورا مع فرض الولايات المتحدة منطقة الحظر الجوي فوق الإقليم، الذي تمتع منذ تلك اللحظة باستقلال ذاتي غير معلن رغما عن الحكومة في بغداد.
هذا القرار خلق ردود فعل متباينة داخل إقليم كردستان، إلا أن المجتمع الدولي لا زال يعامل مسعود بارزاني رئيسا للإقليم.

وسيؤكد مسعود بارزاني للمرة المائة “العلاقة السرية العلانية” بقوله بأن “كردستان” و”إسرائيل” و”جنوب السودان”، لن تسمح لتكون من جديد ضحية “العنف العربي وقمع مطالبها الشرعية والإنسانية”، وفقا لقوله.
وفي حديثه مع قناة “إسرائيل بالعربية” في أربيل أشاد بارزاني بـ”إنجازات الشعب الإسرائيلي في مجال التنمية والعلم والثقافة”، موضحا أنه “يجب أن نزيل الجدران الفاصلة بيننا، فتوجد مصالح مشتركة بين شعوبنا، كما تتقاطع قيمنا السياسية والقومية والثقافية في نقاط كثيرة”.
وشدد بارزاني على أن “إسرائيل” و”كردستان” و”جنوب السودان” تعتبر “مكونات شاذة تحاصرها الدول العربية”، قائلا: “نحن نعتقد أننا يمكننا أن نؤسس اتحادا ثلاثيا؛ لنزيد من التعاون في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية”.
وبشأن مستقبل العلاقات بين “كردستان” و”إسرائيل” صرح بقوله: “قررنا قرارنا الأخير بهذا الشأن، وفي أي حالة من الاستقلال أو أي حل بديل آخر، سننخرط مع الإخوة في إسرائيل في علاقات رسمية، وأربيل لا ترى أي حجة مقنعة للتنازل عن إقامة العلاقات الودية مع حليف قوي بحجم إسرائيل”.
ورفع بارزاني “أسمى أيات شكره إلى إسرائيل شعبا وحكومة لدعمهم للقضية الكردية”، وأوضح قائلا، “إن أبناء كردستان لم ولن ينسوا دعم إسرائيل لحقوقهم الشرعية، ونحن في الدولة الكردية المقبلة سنعمل جادين للمزيد من التطور والازدهار في العلاقات الثنائية مع الأصدقاء الإسرائيليين”.
واتفق معه الجنرال الإسرائيلي السابق يائير غولان بتأكيد: “التعاون الجيد بين إسرائيل والشعب الكردي، منذ أوائل الستينيات”.
وأضاف: “علينا أن نشجع استقلال الأقليات التي ظلمتها الاتفاقيات الإقليمية منذ سايكس-بيكو، على
ويرى الوزير الإسرائيلي السابق جدعون ساعر، أن الأكراد بحاجة إلى تحقيق دولة مستقلة، وقال ساعر: “الأكراد كانوا وسيبقون حلفاء طويلي الأمد يُعتمد عليهم، لأنهم مثلنا، أقلية في المنطقة”. مدار المائة عام الماضية، وتعرَّضت للقمع تحت أنظمة استبدادية “.
والأكراد هم شعب بلا دولة يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، وهم من أصول هندو- أوروبية ويتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة، وأسست امبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
ويتوزع الأكراد على غالبية ساحقة من المسلمين السنة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ حوالي نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها أربع دول هي، تركيا وإيران والعراق وسوريا. وبالإضافة إلى هذا، تعيش أعداد كبيرة من الأكراد في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان إضافة إلى أوروبا.
وسهلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الأكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل أساسي على النظام القبلي.
ولكن هذا الحلم تبخر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود “معاهدة سيفر”، واستبدالها في 1923 بـ”معاهدة لوزان” التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.
وإثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، رأى الأكراد حلم الحصول على وطن خاص بهم على وشك أن يتحقق، بعدما أصبح حبرا على ورق “معاهدة سيفر” التي أبرمت في 1920 ومنحت الأكراد حق تقرير المصير.
وبسبب نزعتهم للاستقلال في “كردستان موحدة”، وجد الأكراد أنفسم في الدول الأربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدا لوحدة أراضيها.
وطوال مسيرته كان مسعود بارزاني رجلا برغماتيا، فبعد ازدياد حدة الخلافات الكردية – الكردية في تسعينيات القرن الماضي، لجأ مسعود بارزاني إلى عدوه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ليقف إلى جانبه، وترأس وفدا كرديا رفيع المستوى التقى بصدام حسين في بغداد في نيسان /إبريل عام 1991.
وخلال الاجتماع تم تقديم الشاي الذي تردد بارزاني بتناوله، قبل أن يقوم صدام حسين بتبديل كوب الشاي الذي أمامه بكوب بارزاني، وكأن الرئيس العراقي الراحل يريد إيصال رسالة مفادها بأن كوب بارزاني لم يكن يحتوي على السم.
وأخذت الحرب الأهلية الكردية منحى الصراع على إدارة المنطقة الكردية والنفوذ، وبينما دعمت المخابرات الأمريكية وقوى غربية بارزاني، دعمت إيران وروسيا جلال الطالباني حتى انتهت الحرب عام 1996، باتفاق برعاية الأمم المتحدة في باريس، أوقف القتال وتم تقاسم مناطق النفوذ بين “أربيل” و”السليمانية”.
ولجأ بارزاني في هذا الصراع إلى دبابات صدام حسين في آب / أغطسس عام 1996 ضد خصمه طالباني .
ورغم وجود علاقة بين صدام حسين ومسعود بارزاني، فإنها لم تمنع الأخير من الانضمام لصفوف “المعارضة” العراقية، التي كانت تخطط لقلب النظام العراقي.
واستمر التنسيق بين الأحزاب الكردية والشيعية المعارضة، حتى الإطاحة بالرئيس صدام حسين على يد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وبقي بارزاني ينادي بحلم “الدولة الكردية” والتلويح بالانفصال، كلما ازدادت حدة المشاكل الداخلية في “إقليم كردستان” ومع جيرانه، ومن أجل تحقيق حلمه تحالف مع وناكف جميع دول المنطقة، فهو ساند جميع سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة، وصمت عن الكثير من مواقف هذه الحكومات التي يصفها الأن بأنها ” شوفينية ومذهبية وطائفية”.
يناديه بعض مريديه بلقب “كاكا” ويعني بالعربية “الأخ”، لكن “كاكا” يعرف جيدا أن قيام دولة كردية مستقلة قابلة للحياة يعني صراعا إقليميا مفتوحا، وبأن “الدولة الكردية ” حتى تستطيع التنفس تحتاج إلى رئة جيرانها، وليس أمنيات وتهاني رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو.

المصدر