موقع إخباري: سكان المناطق المحررة يرفضون عودة عوائل داعش أو استئجار منازلهم

418

ترجمة/ حامد احمد

لم يكن امام نادية خالد، التي واجهتها التهديدات من منطقتها في ناحية القيارة، سوى ان تحشر نفسها داخل شقة صغيرة مع افراد اسرتها البالغ عددهم 16 شخصا بعد اقدام السلطات على غلق مخيمات نازحين شمالي البلاد.

وقالت خالد، وهي ارملة احد المشتبه بهم بتنظيم داعش، لموقع ناشيونال الاخباري “لا استطيع الرجوع لأسباب امنية، ولا استطيع أن أضع أطفالي وبقية افراد اسرتي في وضع امني صعب مثل هذا”. وكانت الحكومة قد باشرت الشهر الماضي بحملة لغلق مخيمات تم تشييدها لإيواء ملايين النازحين منذ اجتياح تنظيم داعش لمناطق شمالي وغربي العراق منتصف عام 2014 . وانتقدت منظمات غير حكومية هذه الخطوة على انها متعجلة وحذرت من انها ستعرض عوائل لمخاطر أو مصاعب متراكمة اخرى متمثلة بتفشي وباء كورونا وحلول فصل الشتاء .

واستنادا لمنظمة الهجرة الدولية فان اكثر من 3.5 مليون تعرض للنزوح بعد هجوم تنظيم داعش وما تلى ذلك من معارك ضد التنظيم استمرت لاكثر من ثلاث سنوات. ووفقا لإحصاءات المنظمة فان عدد النازحين تقلص الان الى 1.3 مليون وان الغالبية منهم قد رجعوا بعد طرد التنظيم من البلاد.

النازحة خالد، 38 عاما أم لخمسة اطفال، كانت من بين اولئك الذين اختاروا البقاء في مخيم حمام العليل جنوب الموصل. وكان زوجها قد اختفى خلال المعارك التي دامت اكثر من ثلاث سنوات لإلحاق الهزيمة بداعش.

كانت تتلقى داخل المعسكر خدمات صحية وطعام وتعليم للاطفال أيضا، ولأجل تلبية احتياجات الاسرة عملت كمتطوعة داخل المخيم مقابل 250 الف دينار شهريا. وبينما بدأت اخبار استعدادات النازحين للعودة الى مناطقهم بالظهور الى السطح، تعهد قسم من اهالي مدينة القيارة بالانتقام من عوائل داعش.

وقالت النازحة خالد “تلقينا تهديدات عبر فيسبوك، يحذرونا من العودة لمنطقتنا”، مشيرة الى ان “زعيم تجمع عشائري في البلدة قام بمصادرة بيتها”.

ومضت بقولها “عندما ابلغونا بالتهديد، طلبت من مسؤول البلدية ان أسترد بيتي فقط لأقوم بعرضه للإيجار لكي اتمكن من تأجير بيت في مكان آخر آمن، ولكنهم رفضوا”، مضيفة “بينما اقترب موعد المغادرة” اضطرت لاستعارة مبلغ من المال لاستئجار طابق صغير في بيت داخل مدينة الموصل لإيواء عائلتها الكبيرة “مقابل 125 الف دينار شهريا”.

وتلفت خالد “منذ الخميس الماضي وانا هنا، ليس هناك ماء اسالة، والكهرباء لا تتعدى خمس ساعات باليوم”. وتقول انها تكافح من اجل العثور على عمل لاجل اعانة عائلتها . المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لغوث اللاجئين، بابار بالوش، قال إن “المفوضية كانت تحشد دعما في محاولة لتخفيف بعض عواقب الآثار السلبية المترتبة على عملية اغلاق كثير من المخيمات.”

ورسم بالوش صورة قاتمة للوضع بقوله: “المعلومات الصادرة عن الحكومة بخصوص إغلاق المخيمات وتوقيتات التنفيذ تتغير بشكل سريع، مما خلق تشويشا وعدم وضوح بالنسبة لكثير من عوائل النازحين، والكثير منهم رفضوا مغادرة المخيمات الآن لمخاوف تتعلق بظروف ودمار لبيوتهم وتوترات وعدم توفر أمان في مناطق عودتهم”، مضيفا “قسم من النازحين قالوا انه تم تبليغهم بمغادرة المخيم قبل يومين من إغلاقه فقط.”

في انتخابات عام 2018 صوت النازحون من مخيماتهم لصالح مرشحين في مناطقهم، ولكن التصويت شابته شبهات تزوير، مما دفع بالسلطات لإلغاء قسم منها. استنادا الى المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس، فإنه “منذ شهر تشرين الاول الماضي تم إغلاق 15 مخيما في مناطق مختلفة، في حين سيتم اغلاق سبع مخيمات اخرى خلال الاسابيع القادمة.

واضاف عباس أن “26 مخيما آخر في اقليم كردستان يضم عوائل إيزيدية ما تزال مفتوحة. لكن كثيرا من النازحين رجعوا لبيوت مهدمة”. محمد عيسى 31 عاما، نازح من بلدة البعاج جنوب غرب الموصل، نسبة الدمار في بيته 90% وذلك جراء المعركة التي دارت في منطقته لتحريرها من داعش، ولم يتبق من بيته سوى غرفة واحدة يمكن استخدامها. وكان قد نزح من البلدة عام 2015 . ولأجل إيواء عائلته المكونة من سبعة أفراد، استخدم عيسى كوخا طينيا صغيرا يعود لجاره. الكوخ في حالة مزرية، ماء المطر يتسرب من السقف مما اضطره لوضع صفائح بلاستيكية على السقف لحمايته. قال عيسى “لم يكن لدي اعتراض لمغادرة المخيم، ولكن يتوجب على الحكومة ان توفر مكان سكن للذين لا يمكنهم العيش في بيوتهم وليست لديهم امكانية مالية لتأجير بيت”، لافتا الى انه “ليست لدينا مشكلة امنية هنا ولكن نفتقر الى الخدمات، وليست هناك خدمات صحية ونضطر لشراء مياه صالحة للشرب، والكهرباء تأتي 12 ساعة باليوم فقط .”

ويشير عيسى “في حال حدوث طارئ بانهيار البيت الطيني، جلبت معي خيمة من المخيم ونصبتها داخل بيتي المهدم .”

المصدر