وجه عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، نداءً إلى الشعب الكردي بأكمله؛ أن الكرد قادرون على حل مشاكلهم فيما بينهم وأي اقتتال داخلي سيكون سبباً لخسارة كل شيء.
قَيَّمَ عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، في لقاء له ضمن برنامج خاص على فضائية (Stêrk TV)، التطورات الأخيرة على الساحة الكردستانية وسياسات العزلة المطلقة التي يفرضها التحالف الفاشي التركي على القائد عبدالله أوجلان، وسياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني الخاطئة بحق حركة التحرر الوطنية الكردستانية.
استذكر قره يلان في بداية حديثه، القيادي في قوات الدفاع الشعبي (HPG)، عكيد جفيان الذي استشهد في بوطان، وبهذه المناسبة استذكر معه الشهيدة بيريتان التي استشهدت في الشهر نفسه ومعها جميع شهداء ثورة الحرية، وجدد العهد لهم بالمضي قدماً نحو تحقيق أهدافهم في الحرية والانتصار؛ وقال: “إن استشهاد الرفيق عكيد جفيان ورفاقنا جانفيدا وهبون، إحدى صور الشهادة الهامة في ثورتنا، سواء من حيث طبيعة العملية الفدائية ضد مركز إدارة قوات العدو وإلحاق ضربة كبيرة بصفوفهم، أو من حيث الرسالة التي أوصلها إلينا بدوام خط عكيد (معصوم قورقماز) وزيلان وبيريتان وإظهار حقيقة الروح الفدائية الآبوجية، كما نعتبر تلك العملية الفدائية بمثابة توجيهات ومنهج لقواتنا؛ آثر استهداف مركز إدارة العدو والدماغ التي تدير الحرب، بدلاً من مواجهة الجنود والعساكر العاديين في خطوط الجبهة. كان الرفيق الشهيد عكيد جفيان ناضجاً واعياً من النواحي الإيديولوجية والسياسية والعسكرية، أمضى سنين طويلة في ساحات الكفاح والقتال في أصعب الظروف وتمكن التغلب عليها؛ كما أن المرحلة الأهم في تاريخ كفاحه ومسيرته النضالية، كانت “شنكال”، حيث هبَّ إلى جانب 12 من رفاقه الكريلا لنجدة أهلنا الإيزيديين في شنكال، وتمكنوا خلال فترة قصيرة جداً من السيطرة على جبال شنكال، رغم عددهم القليل كانوا يصدون هجمات داعش من جهة ومن الجهة الأخرى كانوا يسعون لفتح ممر آمن لشعبنا الإيزيدي وإنقاذه من الإبادة الجماعية؛ كل ذلك كان يتطلب وعياً وإدراكاً وتكتيكاً محكماً، فعلوا ما عجز عن فعله دول عظمى وبالفعل أنقذوا خلال 8 أيام أكثر من 150 ألف من شعبنا الإيزيدي من الإبادة.
وأشاد قره يلان بالروح الوطنية العالية للقيادي عكيد جفيان وتعامله السياسي في بعض الأمور، وقال: ” كان قيادياً ذو تخطيط ووعي بارز وأظهر ذلك في ساحة بوطان، كما أستطيع القول أنه لولا الوعي والصبر الذي تحلى به، لكانت خرجت مشاكل مع البيشمركة لعدة مرات أو تطورت إلى معارك أيضاً، ولكن الروح الوطنية العالية ووعيه وصبره حال دون حدوث ذلك؛ كما أن المنطقة التي ينتمي إليها الرفيق الشهيد تشتهر بوطنيتها الكردية وهي كذلك مولد العديد من شهدائنا الأبطال مثل (برجم، ولات هرنكي، رزكار، تكوشر)، وبهذه المناسبة أعزي عائلة الشهيد عكيد جفيان وجميع أهلنا وشعبنا في منطقة “كفر” وكردستان كافة، ونتعهد بالثأر لهم وتحقيق أمانيهم وآمالهم والالتزام بخط الشهداء والسير عليها وفق نهج وخط القائد عبدالله أوجلان الذي يحقق لنا النصر.
وتحدث عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، عن السياسات الفاشية لحكومة الاحتلال التركي في فرض العزل المطلقة على القائد عبدالله أوجلان، وقال: “كما تعلمون أن القائد عبدالله أوجلان، أسير في سجن إمرالي بشكل غير قانوني ولا أخلاقي منذ 22سنة؛ إن صبر وقوة إرادة القائد وحدها كانت بإمكانها الصمود في وجه الحرب النفسية والتعذيب والنفسي الممارس في نظام إمرالي والتغلب عليها، بالطبع إن النظام المفروض والمطبق في إمرالي لا يخص تركيا وحدها، بل هو “نظام دولي”، كما أنها ليست تركيا وحدها من استطاعت أسر واحتجاز القائد عبدالله أوجلان، بل تكالبت عليه القوى الدولية ونسجوا مؤامرة دولية قذرة من أجل أسره، كما أن سجن إمرالي والنظام الموضوع فيه تم بتوافقات دولية، حتى أن مجلس أوروبا نفسه مشترك ومسؤول عن ذلك؛ حيث من المعروف أن لجنة مناهضة التعذيب (CPT) هي إحدى لجان مجلس أوروبا، وقد زارت سجن إمرالي مرات عديدة ولكنها لم تضع الوضع الغير قانوني المعاش في إمرالي ضمن أجنداتها، من الممكن أنها ناقشت بعض الأمور مع الدولة التركية، حيث أن القائد كان في زنزانة منفردة في السابق ، إلى أن جلبوا إليه بعض الرفاق الآخرين، ولكن للعلن لم يفعل مجلس أوروبا شيئاً حيال الوضع الغير قانوني واللا أخلاقي للعزلة المطبقة على سجن إمرالي، رغم مسؤوليتها عن ذلك. مؤخراً أعلنت لجنة مناهضة التعذيب بشكل رسمي التعذيب الذي يجري في سجن إمرالي، كما أدرج مجلس أوروبا ذلك في تقريرها على أن العزلة شكل من أشكال التعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان، هي خطوة إيجابية رغم تأخرها كثيراً؛ وذلك لأن قضية حرية القائد عبدالله أوجلان باتت قضية دولية تتجاوز بذلك حدود كردستان وتركيا، وأصبح كما كان مانديلا على الأجندة الدولية؛ ومن الطبيعي أن يكون القائد عبدالله أوجلان معتقلاً دولياً وقضيته دولية، لأن ظروف أسره واحتجازه كانت ضمن مؤامرة دولية، والدولة التركية تلعب فقط دور “السجان” ضمن هذه المؤامرة الدولية، وهي مارست أساليب تعذيب غير قانونية وغير أخلاقية.
وشدد قره يلان على أن القضية الهامة الآن، هي تحقيق حرية القائد عبدالله أوجلان، وقال: “لا بد للجميع أن يعمل على تصعيد النضال والكفاح من أجل تحقيق حرية القائد عبدالله أوجلان، كما يبدو أن الحملة التي بدأناها تؤتي ثمارها ولا بد من الاستمرار وتصعيد النضال، وتقرير مجلس أوروبا بشأن العزلة والتعذيب في إمرالي خير مثال على أن قضية القائد لها علاقة بما يجري في كردستان وتركيا والشرق الأوسط والعالم أجمع، لأن الأسير والمحتجز في إمرالي ليس شخصاً بل قضية حرية وديمقراطية وعلينا الكفاح والنضال في سبيلها”.
كما ركز مراد قره يلان في حديثه على موضوع هام يتعلق بتحركات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني في حفتانين ومتينا وبهدينان عامة، واحتمالية ضلوعه في مؤامرة تحيكها دولة الاحتلال التركي على حركة التحرر الوطني الكردستاني، وقال: “في هذه المرحلة التاريخية علينا نحن الكرد أن نحل مشاكلنا فيما بيننا، مل لم نحلها بأنفسنا سوف تصبح القضية الكردية ضحية ألاعيب الأعداء ومؤامراتهم؛ في هذا القرن نشهد حواراً ما بين أطراف أكثر القضايا تعقيداً، وبالنسبة لنا نحن الكرد، حيث يقول الأعداء أن هؤلاء ليسوا شعباً بل هم عشائر ويمكنهم “القتال من أجل المال”، وإن لم نكن نحن الكرد على قدر المسؤولية وواعين لذلك ولم نستطع توضيح إمكانية حلنا لمشاكلنا الداخلية للعالم أجمع، وكأننا نثبت صحة ادعاءات العدو!! لذلك الوضع حساس جداً في هذه الفوضى وإن لم نعالج الوضع سيتحول إلى خطر محدق بنا؛ الدولة التركية بدأت بتنفيذ مخطط جديد منذ ستة أعوام، حيث أن من تحكم تركيا هي عقلية حزب الحركة القومية الفاشي أكثر من أن تكون عقلية حزب العدالة والتنمية، إنها “العصبية التركية”، تسعى إلى إنهاء كل ما هو ليس تركي من الوسط المحيط بهم، إنها عقلية فاشية شوفينية تسعى إلى فرض ذاتها على كردستان، وعلينا أن نعي ذلك جيداً ونناضل بكل قوة وضراوة في مواجه هذه العقلية وهذه المخططات التي تحيكها هذه الذهنية الشوفينية… الجميع يعتقد أن اتفاقية الجزائر التي وقعت بين العراق وإيران عام 1975 وتم التآمر من خلالها على مصير الحركة الكردية وتسببت بانكسار الحراك الكردي آنذاك! ولكن كان هناك طرف ثالث أيضاً وهي الدولة التركية، حيث كتب رئيس هيئة الأركان التركية آنذاك نجيب تورومتاي في مذكراته: ” ذهبنا إلى العراق عام 1974 و أخبرناهم أننا لا نقبل أن يتم إعطاء الحكم الذاتي للكرد، كما توجهنا أيضاً لإيران وأخبرنا الشاه بالأمر نفسه، وهكذا بعد أن تم تداول الموضوع فيما بيننا، انتهى كل شيء” وهذا اعتراف واضح من أشهر جنرالات دولة الاحتلال التركي بدور تركيا في انكسار عام 1975، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ولا داعي للإطالة في ذكرها، والمثال الآخر الأقرب هو أننا أعلنا وقف إطلاق النار لمدة خمس أعوام بعد أسر القائد عبدالله أوجلان على إثر مؤامرة دولية، وخلال هذه الأعوام الخمسة، أوقفت دولة الاحتلال التركي علاقاتها مع جنوب كردستان وأعلنت جنوب كردستان كـ”خطٍ أحمر”! و أزالت هذا الخط الأحمر حينما تلقت الهزيمة في الزاب، حيث كان لشعبنا في جنوب كردستان أيضاً دور في هزيمة الاحتلال التركي، حيث قام شعبنا في آمديه (العمادية) وفي مناطق أخرى بمنع تحرك دبابات العدو، كما شهدنا أيضاً الموقف العدائي لدولة الاحتلال التركي من استفتاء الاستقلال، وتداولت الموضوع مع إيران والحكومة العراقية، ووحدوا جهودهم من أجل قطع الطريق أمام أية مكاسب كردية؛ والآن بات الجميع يعلم أنه لولا حزب العمال الكردستاني وقواته العسكرية، سيكون بإمكان دولة الاحتلال التركي التوجه إلى هولير واحتلالها، لأنها لن تسمح بأية إنجازات ومكاسب كردستانية، وفي الوقت الراهن يمكن القول أن حزب العمال الكردستاني يحمي جميع المناطق؛ نعم، نسمع الأكاذيب والمحاولات التضليلية للدولة التركية، حينما تقول” نحن ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) ولسنا ضد الكرد!!”، جميعنا نرى ما يعانيه الكرد من حيث المسرح والثقافة في تركيا، حيث أوقفوا عرض مسرحية كردية ثقافية لا علاقة لها بالسياسة إطلاقاً، كما أنهم ألغوا أحد الكتب المدرسية في الصف الثاني الإعدادي، حينما شاهدوا فيه مقطعاً يتحدث عن الكرد، إن هذه العقلية ترفض الوجود الكردي وتعادي كل ما هو كردي؛ لذلك نقول أن المسألة لا تتعلق بحزب العمال الكردستاني، بل تسعى الدولة التركية بعقليتها هذه إلى اقتلاع الكرد من جذورهم”.
ونوه قره يلان إلى أن العلاقات القائمة ما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والدولة التركية لا تصب في مصلحة الكرد، وقال: “نشير مرة أخرى إلى أن علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني وتعاونها الاستخباراتي مع دولة الاحتلال التركي لا تخدم الشعب الكردي وحتى لا تخدم مصلحة الحزب نفسه حتى لو تهيأ لهم ذلك، حيث أن الوضع يزداد حساسية وخطورة على كامل الشعب الكردي وهي مسألة وجودية، لأن تركيا تستهدف الوجود الكردي وتسعى للقضاء عليه، ونحن نناضل ونقاوم في وجه هذه المخططات والمؤامرات، ومن المفروض أن يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني المساعدة لنا وليس العكس؛ إنهم يقولون لنا “لن نتعرض لكم إذا أوقفتم الحرب ضد تركيا و حاربتم في الأجزاء الأخرى”!!، هل يجب علينا أن نقبل بذلك؟ وهل يجوز ذلك؟ لا، يجب أن يفكر الجميع في إطار وطني، والمسألة الأخرى هي أن بعض المسؤولين في حكومة إقليم كردستان يدّعون “بأن حزب الكردستاني يقدم نفسه بديلاً عن حكومة إقليم كردستان في جنوب كردستان”!! هذا غير وارد وغير مقبول، وفي الواقع لم نفهم من أين يخرجون إلينا بمثل هذه الافتراءات؟ هل يا ترى يقولون ذلك من أجل إقناع الغير أم بالفعل يصدقون ذلك؛ جميعنا سمعنا مرة أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أدعى أن حزب العمال الكردستاني (PKK) يريد السيطرة على هولير!! من هنا أقول أن حكومة إقليم كردستان تأسست على ميراث مئات الآلاف من الهداء وهي إرادة شعبنا ومكسب وطني، ولا نرى من أنفسنا يديلاً عنها بأي شكل من الأشكال. إنها ادعاءات وافتراءات خطيرة لا أساس لها؛ كما وجهت أسايش إقليم كردستان إلينا اتهامات بخصوص مقتل رئيس قوات أمن الجمارك في “سرزيره”، هذا الأمر أصابنا بالدهشة، لأنه لا وجود لأية أوامر أو تعليمات بخصوص استهداف أي شخصية أو حزب أو موقع في جنوب كردستان،و أنفي بشكل قاطع كل هذه التهم التي يتم توجيهها إلينا بخصوص مثل هذه الممارسات.
ليست لديهم أية وثائق تثبت ادعاءاتهم
وتابع قره يلان بخصوص تلك الادعاءات والافتراءات التي تبثها جهات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وقال: “إن كان المسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني، لديهم أية وثائق أو أدلة تثبت ما يدعون، فليقدموها للصحافة والرأي العام، ولكنهم لا يفعلون ذلك، لأنه بالأساس لا يملكون مستنداً لادعاءاتهم، ولا أساس لكل ما يتم ترويجه، لأن ذلك من فعل العدو الساعي إلى إحداث شرخ في صفوف الشعب والقوى الكردستانية وتمهيد للاقتتال الداخلي، إنها مؤامرة ومخطط لها في دائرة الحرب الخاصة التركية، في الحقيقة لا نعلم من هي الجهة التي فعلت كل ذلك، ولكن من واجبنا متابعة الموضوع ومعرفة الجهة التي ترتكب كل هذه الممارسات، علينا أن ندرك أن استراتيجية العدو هي: إحداث صراع فيما بين القوى الكردستانية، لأجل أن يقول لاحقاً: أنظروا، إنهم مجرد عشائر ولن يصبحوا شعباً ابداً… للعلم أنه لم ينتصر شعب خاض حرباً داخلية، والكرد أيضاً لن ينتصروا إذا وقعوا في هذا المستنقع، نتذكر أعوام تسعينيات القرن الماضي ونقول من الممكن أن بعض التنظيمات استفادت من الحرب التي دارت حينها، ولكن في هذه المرحلة لا مجال لأن يستفيد أن تنظيم كردستاني من حربٍ داخلية، إننا دخلنا القرن الحادي والعشرين ويتم إعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط، ومن الممكن أنه يتم مناقشة مصير الشعب الكردي في الخارطة الجديدة، ليس واضح بعد موقع الشعب الكردي في إعادة الهيكلة هذه، وأية حرب داخلية فيما بين القوى الكردستانية ستتسبب في فشل الاستراتيجية الكردية، وضياع لجميع مكتسبات الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان، وهذا أمر مصيري وهام للغاية؛ سمعنا مؤخراً أن هناك تحركات للقوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وكأنها تتأهب لخوض حربٍ ما! وهذه معلومات مؤكدة ومثبتة ولو لم تكن كذلك، بما أنني إيجابيون في هذه المسألة لما تحدثنا عنها، ولكننا نلاحظ التحركات العسكرية التي تجري حالياً، ولكننا نجهل الهدف من هذه الاستعدادات والتحركات العسكرية، حيث أن القوات العسكرية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تتمركز بالقرب من أية نقطة عسكرية تابعة لقوات الكريلا، كما أنها تقطع الطريق بين نقاط الكريلا من خلال إنشاء مخافر ونقاط عسكرية أخرى، على الجميع أن يدرك أن مثل هذه الأمور التحركات هي استفزازات واضحة، المنطقة مكتظة بالقوات العسكرية، من طرف تتواجد قواتنا ومن الطرف الآخر تتواجد قوات العدو التركي، ويجب إيلاء الاهتمام والمسؤولية والحساسية في مثل هذه الأمور، والسيطرة القصوى على القوات؛ من جهة أخرى سمعنا أنهم يحاولون السيطرة على مناطق أخرى ولا استبعد أن تتسبب تلك المحاولات في حدوث اشتباكات ومعارك، لا أنا كشخص أو حركتنا التحررية لا نريد توجيه التعليمات للفدائيين بأن يستهدفوا أي كردي، ونريد أن نفهم المقابل أيضاً؛ في هذه النقطة نحن واضحون للغاية، إذا نحن نحارب عدو الشعب الكردي، ولا نخشى من الحرب شيئاً ونخوضها على مر عقود وبشكل يومي، ولكن الاقتتال الأخوي لا نريده ولا نسعى إليه وسنتجنبه قدر الإمكان وإلى النهاية؛ ما أريد قوله أيضاً بشكل خاص: هل يا ترى للأخ مسعود البارزاني علمٌ بكل ما يجري من التحركات والممارسات الأخيرة أم لا؟ في الحقيقة لا نعلم ذلك، لأنه لم يتحدث بعد بهذا الخصوص، بكل تأكيد نريد أن نعرف رأيه وموقفه في ذلك، ونؤكد مرة أخرى استعدادنا الكامل للحوار والتفاوض وحل مشاكلنا من أجل سد الطريق أمام أية اشتباكات قد تتحول إلى اقتتال داخلي أخوي.
دون حوار أو تفاهم لا يمكن سد الطريق مع اندلاع الاشتباكات
وأكد مراد قره يلان في دوام حديثه حول أخر التطورات العسكرية في جنوب كردستان، وقال: “كما أسلفت أن منطقة مكتظة بالقوات العسكرية، هي منطقة حساسة وخطيرة، ولا بد من اشتباكات تندلع حتى لو كانت غير مقصودة وغير مخطط لها، ولذلك أوجه ندائي بشكل علني واقول بأننا نريد منع وقوع أية حوادث أو معارك قد تنشب بين القوى الكردستانية، وهذا لا يعني إطلاقاً أننا نستعد للقتال، لا يوجد شيء من هذا القبيل، ونحن بالذات نجدد إصرارنا على الوحدة في الإطار الوطني؛ أنظروا إلى هذه الحادثة، حيث أن القائد عبدالله أوجلان تمكن بعد 22 عاماً من السجن من إجراء مكالمة هاتفية مع أخيه لمدة 20 دقيقة، خصص منها 15 دقيقة للحديث عن ضرورة الوحدة الكردية، ما دام قائدنا يفكر على هذا الشكل، علينا نحن أيضاً أن نتبعه ونفكر مثله؛ كما أنني أريد لفت الانتباه إلى ألاعيب الاستخبارات التركية التي لا تهدأ في هذه المنطقة وتسعى إلى زرع الفتنة وافتعال الاقتتال الأخوي بين القوى الكردية؛ لذلك على الشعب والسياسيين من الكرد وكذلك نحن في حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني أن نكون يقظين لألاعيب العدو، والقضية فيما بين الحزبين (PKK-PDK) ليست قضية تخص الحزبين فقط، بل هي قضية قومية وطنية تخص الشعب الكردي بأكمله.
وتطرق مراد قره يلان إلى موضوع اتفاقية الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية إضافة إلى الحوار الدائر ما بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي والتهديدات التركية على روج آفا، وقال: “على الشعب الكردي أن يحل مسائله ومشاكله فيما بينه، ومن غير الضروري أن تدخل قوى أجنبية في الحوار ما بين الأطراف الكردستانية، مثلما يجري حالياً في روج آفا ما بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي (ENKS)، كما لا يجب أن يتم عقد اتفاقات مع قوى دولية أو البحث عن حلول عن طريق دول، لا يحدث ذلك بالاتفاق مع تركيا او العراق، نعم هناك مشاكل سواء في شنكال أو مناطق أخرى، يجب حلها كشأن داخلي، كما أريد التأكيد على أننا لسنا طرف في شنكال، صحيح أن القيادي الشهيد عكيد جفيان تدخل آنذاك من أجل إنقاذ شعبنا الإيزيدي من الإبادة، وبعد أن قامت قواتنا بواجبها انسحبت بشكل كامل من شنكال في شهر نيسان 2018 بشكل رسمي وقد أعلنا عن ذلك في السابق، وقمنا حينها بتدريب الشباب الإيزيديين الذي انضموا إلى المقاومة في وجه داعش، ونظمناهم من أجل حماية شعبنا والدفاع عنهم في وجه أية هجمة قد يتعرض لها شعبنا الإيزيدي في شنكال، ومنذ ذلك الوقت وهم يديرون نفسهم بنفسهم، وهذا لا يعني على الإطلاق أن جميعهم أصبحوا ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني (PKK)، ولكن الإشاعات والافتراءات مصدرها الدولة التركية، لأنها لا تريدي أن ترى وجوداً للشعب الإيزيدي ولا تعترف بإرادتهم، وبالأخص العقلية الأردوغانية موجهة لعداء الشعب الإيزيدي، وقد عملوا على القضاء عليهم بيد داعش في السابق. لذلك لأجل أن يدمروا النظام الديمقراطي الذي تم تأسيسه في شنكال، يتذرعون بوجود حزب العمال الكردستاني هناك! لا يمكن تجاهل كل ذلك الكدح والكفاح والتضحيات التي حدثت هناك، ستة أعوام من تجارب الإدارة والحماية والأمن والدفاع ليست بقليلة.
وتابع قره يلان بخصوص تهديدات دولة الاحتلال التركي على روج آفا، وقال: “مرة أخرى نسمع تهديدات الدولة التركية على روج آفا، حيث أنها تدعي بأن “حزب العمال الكردستاني يسعى إلى إقامة نظام لها، ولن نقبل بذلك”، لا شك أن علينا أن نفهم أن العدو التركي يقول “أن هناك وجود كردي يتأسس ويحقق مكاسب، ولن نقبل بذلك”، هنا علينا أن نبحث عن سبب عدم قبولهم لذلك، للإشارة أنهم لم يصرحوا رسمياً أنهم لا يقبلون حكومة إقليم كردستان، بل يعقدون العلاقات ويستفيدون منها، ولكن علينا أن نتذكر كيف قال أردوغان: “أخطأنا حين لم نتدخل وسمحنا بإنشاء كيان كردي في شمال العراق” وعندما يقول “أخطأنا” فهذا يعني أن جميع محاولاته تهدف إلى تصحيح ذلك الخطأ بحسب زعمه.
معاً يداً بيد لهزيمة أردوغان وعقليته الفاشية وتحقيق الحرية
وفي ختام حديثه، ألح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، على ضرورة رص الصفوف وحل جميع الخلافات والمشاكل الداخلية، والتأكيد على هشاشة النظام الفاشي التركي المتمثل في تحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، وقال: “أردوغان يوجه تهديداته على الدوام صوب روج آفا ويقول “سأحارب الكرد وكل ما يمت لهم إلى النهاية”، لكننا نرى جيداً كيف أن مخططاته الخارجية تبوء بالفشل واحدة تلو الأخرى، سواء في ليبيا أو في البحر الأبيض المتوسط، كما يتضح أنه لن يجني شيئاً من مسألة أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى القضايا الداخلية المتعلقة بالاقتصاد والديمقراطية، حيث تعيش تركيا أسوأ حالاتها وفق معايير السوق الاقتصادية ومواثيق حقوق الانسان والديمقراطية؛ وها هو يلتفت مرة أخرى ويهدد الكرد، آملاً في تحقيق نتائج لدعم سلطته وشعبيته في الوسط التركي، ولكن ما أنا واثق منه، هو أن هزيمة أردوغان تلوح في الأفق وواضحة، طبعاً لا أقول أن هزيمته ستحدث بين ليلة وضحاها، كما أن هزيمته لن تحدث بشكل تلقائي وطبيعي، بل لا بد من تصعيد الكفاح والنضال والمقاومة الشعبية، كذلك الانتفاضات والكفاح المسلح للكريلا، لذلك سنقوم بتنظيم المقاومة في جميع الميادين والساحات وفق الحملة التي أطلقها المجلس الرئاسي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، تحت شعار “حان وقت الحرية”.