دمشق تنهض من رماد الحرب

315

أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري تسع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، تبدأ دمشق، التي تعد أقدم مدينة في العالم، باستعادة نبضها الحياة وروحها وتعود تدريجياً إلى قلب التطورات العالمية والإقليمية. وإن الإجراءات التي تتخذها السلطات السورية من أجل تأمين الأمن والآمان تعتبر عاملاً رئيسيا في التغييرات الإيجابية التى تشهدها العاصمة ومدن سورية كبرى أخرى على حد سوا. في السنوات القليلة الماضية، تمكنت الحكومة السورية من تحقيق إنجازات كبيرة في إعادة الاستقرار في البلاد التي لا تزال تواجه الإرهاب الدولي والعدوان الأجنبي السافر منذ عام 2011. وفي هذا الصدد، تتركز السلطات السورية في الأساس على منع الأعمال التخريبية ومنع هجمات إرهابية ضد المدنيين والبنى التحتية. في فترة من 2015 إلى 2020، قامت الحكومة السورية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بعمل عظيم ودور كبير للغاية في القضاء على الآثار السلبية الناجمة عن الأعمال القتالية وإزالة الألغام التي خلفها الإرهابيون أثناء هروبهم.حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 173 مدنيا بينهم 41 طفل منذ مطلع السنة جراء تفجيرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في عدة مناطق في سوريا. ولا تزال أعمال إزالة المتفجرات مستمرة حتى الأن.يقوم المهندسون العسكريون السوريون بجميع الإجراءات اللازمة في دمشق وضواحيها لجعل حياة السكان المحليين أكثر أمنا وتقليل حجم أضرار بممتلكاتهم. في مجال آخر، تعمل الحكومة السورية على مكافحة المخدرات في العاصمة وريفها. ونقلت وسائل الإعلام السورية عن بلدية دمشق قولها إنها ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عدد من أكبر تجار المخدرات في محافظة دمشق. وفي الوقت الراهن، يواصل أفراد الأمن في متابعة المشترين للمواد غير المشروعة. وتمكنت قوات الأمن من اتخاذ الترتيبات الأمنية الضرورية التي تتيح للحكومة السورية فرصة في بدء إعادة البناء البنى التحتية الرئيسية.وعلى الرغم من القيود المتعلقة بمكافحة تفشي فيروس كورونا، تستمر الحكومة جهودها لتجديد وصيانة المؤسسات التعليمية والصحية.وقال رئيس قسم التعليم في بلدية دمشق إن أعمال الصيانة انتهت في 382 مدرسة في محافظة دمشق وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية. وفي وقت ذاته، فإن الحكومة السورية لم يدخر جهداً في ترميم التراث الثقافي والتاريخي السوري. لا تتوقف أعمال الترميم وإعادة التأهيل في دمشق وخصوصاً برعاية اليونسكو في القلعة في دمشق القديمة التي تعرضت للدمار خلال الحرب. في السنوات الأخيرة، نجح الحرفيون السوريون في إنقاذ عدد كبير من آثار ومعالم مدرجة في قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالم، بما في ذلك مسجد عموي بحلب وتماثيل من تدمر. من البديهي أن سوريا ستعالج لمدة طويلة تلك الجروح العميقة التي تركتها سنوات الحرب ضد الإرهاب في جسدها.ومنحت الحكومة السورية دوراً رئيسياً في هذا العملية وعليها بذل كل الجهود لتجعل الطريق نحو الشفاء أقصر ممكن. نظرا إلى الإنجازات المتميزة التي تمكنت السلطات السورية من إحرازها في الآونة الأخيرة، لا تترك سوى القليل من الشكوك في أنه يكون نجاح حليفها.المصدر