الزيارة الأربعينية لم تنفخ الروح في فنادق كربلاء والنجف

562

أصيب قطاع الفنادق، بالشلل في محافظتي كربلاء والنجف، بالرغم من الزيارة الأربعينية للإمام الحسين، التي احياءها أكثر من 14 مليون شخص، بسبب تفشي فايروس كورونا، وعدم دخول الزوار الأجانب.

يعتمد قطاع الفنادق في كربلاء والنجف، على الزائرين الأجانب بشكل شبه كلي، إذ يزور العراق خلال الزيارة الأربعينية أكثر من 3 ملايين شخص.

إذ قررت الحكومة، في 19/9/2020، منع إستقبال أي زائر أجنبي خلال الزيارة الأربعينية لهذا العام، لكن بعد مرور 11 يوماً تراجعت الحكومة عن قرارها وسمحت بدخول 1500 زائر من كل دولة لأداء مراسم الزيارة.

وفي الوقت نفسه لا يمكن إحصاء الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مثل تلك القرارات لافتقار العراق للإحصاءات الدقيقة.

وأبلغت الحكومة العراقية السفير الايراني في بغداد إيرج مسجدي عدم إستقبال العراق لأي “زائر أجنبي بمن فيهم الزوار الايرانيون، لأداء مراسم الأربعين”.

يستقبل العراق خلال شهري محرم وصفر نحو 3 ملايين زائر أجنبي أغلبهم يحملون الجنسية الإيرانية.

لكن خلال الزيارة الأربعينية لهذا العام خلت شوارع كربلاء منهم واقتصر التواجد على الزائرين المحليين والذين قُدرت أعدادهم بـ14،5 مليون زائر.

ويبدو أن قطاع الفنادق هو أكثر القطاعات الاقتصادية الخاسرة إذ تغص فنادق المحافظات بالزائرين الأجانب خلال مواسم الزيارات الدينية.

ففي كربلاء هناك 1000 فندق ضمن فئات الفنادق الشعبية والمتوسطة والسياحية.

يكشف محمد الهر وهو رئيس رابطة فنادق كربلاء، في حديثه لـ”المدى” عن عدم دخول أي زائر ايراني الأراضي العراقية خلال الزيارة الأربعينية لهذا العام، وهو مشهد لم يألفه الهر في السنوات التي اعقبت العام 2003. ويضيف أن الحضور اقتصر على عدد من زوار دول مثل لبنان والكويت تقدر أعدادهم بالمئات، فيما كان في السابق تقدر أعدادهم بـ3 ملايين زائر يتوافدون على العراق من 60 دولة منها الهند وباكستان وتركيا. ويواجه رئيس رابطة فنادق كربلاء صعوبة في احتساب الخسائر الناجمة عن فايروس كورونا وغيباب الزوار الأجانب، لكنه يؤكد أنها خسائر كبيرة تسببت بإغلاق عدد كبير من الفنادق، بحسب تعبيره. ويلفت الهر الى أن 30 الف عامل فندقي تم تسريحهم في المدن الدينية العراقية (كربلاء، النجف، الكاظمية) بعد أزمة فايروس كورونا.

وأعلنت وزارة النقل في بيان تلقته “المدى” نجاح خطتها الخاصة بتأمين نقل الزائرين الى محافظة كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين، عبر تهيئة المنشآت الخاصة بنقلهم.

وكشفت العتبة العباسية في بيان أيضاً أعداد الزائرين المسجلين هذا العام بلغت 14،5 مليون زائر. وفي العام 2019، ألغى العراق وإيران تأشيرة الدخول بينهما. ويقلل الخبير الاقتصادي ضرغام محمد، من الجدوى الاقتصادية للزيارات المليونية في العراق، عازياً ذلك الى أن تلك الزيارات “يتجلى فيها الكرم العراقي بأبهى صوره”.

ويضيف في حديثه لـ”المدى” أن “زيارة العاشر من محرم والأربعينية يكون فيها الجانب الاقتصادي شبه غائب، لأن عمليات الإشغال الفندقي والمأكل والمشرب كلها تكون مجاناً”. ويبين أن “99% من الزوار الأجانب يقيمون في المواكب والمدارس لذلك لم يكونوا مصدر دخل للإقتصاد العراقي في السنوات السابقة”. ويؤكد أن “العراق لم يتمكن حتى الآن من صناعة سياحة دينية حقيقية بسبب هيمنة شركات كبيرة، تابعة للأحزاب الحاكمة ودول مجاورة، على الريع الخاص بالزيارات المليونية”.

ويشير محمد الى “أهمية التركز على السائح المحلي بدلاً عن التعويل على السائح الأجنبي، عبر إقامة منتجعات على اطراف المدن الدينية مشابهة لما موجود في مصر وتركيا”.

وسجل العراق، حتى لحظة إعداد التقرير، 391 ألف إصابة بفايروس كورونا، 320 ألف حالة تشافت منه، فيما توفي 9,6 آلاف مصاب بالفايروس.

المصدر