ارتفعت اسعار صرف الدولار امام الدينار العراقي بشكل متزايد وسريع خلال الايام الثلاثة الماضية، ليصل الى 124.500 ألف دينار في الاسواق المحلية بعد ان كان يبلغ نحو 120.000 دينار لكل 100 دولار.
وعزا بعض مكاتب الصرافة الى ان ارتفاع سعر صرف الدولار يعود الى الوضع الامني غير المستقر في الاونة الاخيرة وتهديد امريكا باغلاق سفارتها نتيجة اطلاق بعض الصواريخ على مبنى السفارة.
ويقول المحلل المالي ماجد الصوري في حديث ان “سعر الدولار حساس جدا ويتاثر بامور عدة منها سياسية واجتماعية ومالية وامنية”، مبينا ان “انخفاض اسعار النفط ووجود كورونا ووجود الازمة المالية لدى الحكومة العراقية بالتاكيد يتم استغلالها من قبل مضاربين من اجل رفع الاسعار”.
واضاف الصوري، وهو أيضاً عضو مجلس ادارة البنك المركزي، ان ” ما يثار من غلق السفارة الامريكية والتي لم يتم تطبيقها تم استغلالها ايضا لرفع سعر الدولار”، مشيرا الى ان “البنك المركزي لديه ادواته واجراءاته الكفيلة التي تمنع ارتفاع الدولار بشكل كبير”.
واشار الى ان “الارتفاع الذي حصل موخرا لن يكون كبيرا ولم يتعدى 3% وبالتالي فانه يظل ضمن الحدود المسموح دوليا”.
من جانبه اعتبر المختص في الشان الاقتصادي ضرغام محمد علي ان تحالفا مصرفيا يقود ارتفاع سعر صرف الدولار عبر خلق سوق سوداء له رغم بيعه بسعر ثابت من قبل البنك المركزي.
وقال علي حديث “لو كان لدينا جهاز مصرفي يعمل باخلاقيات حقيقية لما وجدت سوق سوداء للدولار ولتم بيعه بسعر يقارب سعر البنك المركزي للجمهور”.
واضاف ان “عدد المصارف الخاصة الذي يزيد عن ٨٠ مصرفا دون اثر اقتصادي او ائتماني يوضح انها تعتاش على فروقات سعر مزاد البنك المركزي العراقي”.
ولفت الى ان “اي ارتفاع لسعر الصرف في ظل ثبات سعر البنك المركزي يعكس حالتين الاولى تزايد الطلب،محليا على الدولار والثاني زيادة ربحية المصارف الخاصة عبر رفع فارق سعر الصرف بين الرسمي والسوقي وهو ما يتسبب به تحالف الفساد في المصارف التي هي مسؤولة عن ضخ العملة الاجنبية للسوق بعد استلامها من البنك المركزي”.
من جانبه يقول التاجر لبيع الملابس في منطقة الشورجة محمد الحسني في حديث ان “هناك اقبالا لافتا على الدولار في الاونة الاخيرة نتيجة الاوضاع غير المستقرة في العراق وبالتالي فان معظم التجار والمواطنين لجأ لتحويل عملته العراقية الى الدولار باعتباره من من العملات الثابتة في السوق”.
واشار الحسني الى ان “سعر الدولار لم يتاثر حاليا بالعرض والطلب في السوق”، مبينا ان “هناك ضعف في الاقبال على عمليات الشراء الا ان هناك اقبال على شراء الدولار”.