العراق اقوى من أعدائه المجرمين واللصوص ومن إشاعاتهم المغرضة والمسمومة

510

الدكتور ابراهيم الخزعلي

30/9/2020

من الأقوال المأثورة ، ومن الحكم التي يستفيد منها الأنسان ، ويستخلص العبر والدروس ، فيما قاله الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنَّ من البيان سحراً ، وإنَّ من الشِّعْرِ حِكمةً ).

وان ما تتداوله الخنازير الألكترونية المأجورة اليوم من إشاعات مسمومة ، وكتابات تخجل الصفحات منها قبل القرّاء، من سوء تعبيرها وأمّية كتابها ، فيتناولها الجهلة الذين لا يفقهون منها شيئا ، فتُحْدث في المجتمع الصخب والصجيج بعواء الذئاب ونباح الكلاب ، كل ذلك تنفيذا لأوامر أعداء العراق الذين لا يريدون الخير والامان لشعب العراق ، مقابل الدولار .

فهناك مثل شائع بين الناس ، والقليل يعرف من اين جاء هذا المثل ، وكما هو معروف ان الأمثال لم تأت من فراغ ، وانما وراء كل مثل حكاية ..

فالمثل يقول : ( الكلاب تنبح والقافلة تسير )، والتأريخ ينقل لنا أن الأمام الشافعي ، (وهو إمام المذهب الشافعي) ، يقال أن احد الأشخاص الحاقدين عليه أغضبه ، فرد عليه الأمام الشافعي بأبيات من الشعر قائلاً:

” قل ما شئت بمسبّتي فسكوتي عن اللئيم هو الجواب

لست عديم الردّ لكن ما من أسد يجيب على الكلاب ”

ومن هنا نحن نقول لأعداء العراق ، ارضا وشعبا وبكل الوان الطيف الشمسي الجميل الذي يتشرف ويحلو به العراق كقوس قزح، المبهر والساحر للأعين .

ان هذا الشعب الأبي ، لا يضيره نباحكم وعواءكم ، وهو الذي أعطى درساً لأعدائه من الخونة والمتآمرين واصحاب النفوس الضعيفة واللئيمة ، ومَنْ خلفهم مِنْ قوى الشر والعدوان العالمي ، المتمثلة بأمريكا وأعوانها ، ومَنْ لفَّ لفّهم من الوحوش والبهائم الضالة، للهيمنة على العراق ونهب خيراته ، وكسر إرادته واذلاله .

تلك القوى الكبرى الظالمة والمتجبرة التي تظن انها ستحصل على نفس النتائج التي حصلت عليها في الأمس القريب ، حين تكالبت على غزو العراق ، ولم يصمد الطاغية وأعوانه امامهم في الدفاع عن العراق وشعبه، وهو الذي أنهك العراق بالجرائم والقتل والتشريد والتجويع والذبح والأغتصاب ، والسجون وأحواض الأسيد والحروب الهوجاء والمقاب الجماعية التي مازال الكثير منها لم يُكتشف، فأوصل الشعب العراقي الى أحلك الظروف وأصعبها ، فزجَّ بهم في زاوية أمّا

ان يستسلموا لتلك اليد ( الجيوش الغازية ) التي جاءت لتكسر يده التي تحمل سكين ذبحهم ( صدام وأزلامه ) ، واما ان يقفوا مع يده التي تحمل سكين ذبحهم وتنصرها على خصمها ، وعندذاك تخلوا الساحة للسكين وتواصل الذبح والبطش بهم ، وتتفرغ من جديد لحمامات الدم التي سبح ويسبح بها الشعب العراقي المبتلى به وبالمجرمين والطواغيت على أشكالهم المتعددة الألوان والأساليب ، والموحدة الغايات والجرائم والظلم والقهر والأستعباد ، هذا ومع كل تلك الجرائم التي أرتكبتها العصابة الصدامية المجرمة بحق الشعب ، ومع مأساة الحصار الصهيو- أمريكي – دولي الظالم ، وقف الأحرار بإرادتهم الصلبة وصدورهم العارية ، بوجه الغازي المتوحش والمدجج بأحدث التقنيات الحربية، في الدفاع عن الوطن ، أما الطاغية وأذنابه الجبناء لاذوا بالفرار وخانوا البلاد والعباد ، وسلموا العراق للمجرمين الغزاة .

وبعد كل تلك وهذه الخيانات لم يردع أزلام صدام وايتامه، وازع من ضمير أو دين أو وازع أخلاقي في الكف عن التآمر وتخريب العراق بتعاونهم مع كل اعداء العراق ، الأقليميين والقوى الدولية الكبرى ذات الأطماع في العراق ، وباساليبهم المختلفة منذ سقوط عروش الجريمة والخسة والعار ، وقصور ملذاتهم العفنة ، وليومنا هذا .

فما نسمعه ونقرأه اليوم وكل يوم وكل ساعة ، ليس أكثر من نباح كلاب وعواء ذئاب ، وراء قافلة انتصارات ابطالنا الشجعان الذين سطروا بدمائهم الزكية أعظم البطولات والأنتصارات ، وافشلوا أكبر مؤامرة دولية ، اشتركت فيها القوى العالمية الشريرة وفي مقدمتها أمريكا والصهيونية العالمية ، وما كانوا يتوقعون ، ولا خطر ببالهم ولا بحساباتهم ، ولا بأجهزتهم المتطورة ، أن رجلاً شيخاً بلغ من العمر عتيّا ، لا يملك أموالاً ولا عقارات ، ولا أسلحة ، ولا جيشاً ولا سلطة ، إلّا الأيمان المطلق بالله وبعقيدته ومبادئه الأنسانية الحقة ، ولحيته

المباركة وعمامته المقدسة ، وحب الشعب العراقي الغيور له ، فاستطاع أن يُفشل كل المؤامرات الخبيثة والحاقدة واللئيمة والطامعة بالعراق وخيراته ، فكانت كلمة واحدة من هذا الرجل العظيم الذي أذهل القريب والبعيد والعدو والصديق ، في أن تهب أراواح الشباب والشيوخ الغيارى ، قبل أبدانهم ، كريح صرصر مرعبة ..!

هؤلاء الأبطال الذين آمنوا بربهم وحبهم لوطنهم وشعبهم ، وواجبهم في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ، فزادهم الله هدى وقوة وصلابة ، فلبوا النداء والفتوى المقدسة التي اعلنها الرجل العظيم الأمام السيد علي السيستاني أدام الله ظله ، وأطال في عمره ، فهب الغيارى أفواجا أفواجا للدفاع عن العراق أرضا وشعبا ومقدسات ، وأما الجرذان صغيرها وكبيرها مهما إنتفخت أو أن تنفخ نفسها ، فلا يمكنها أن تكون اسودا ، أو تقابل الأسود .

فالشعب العراقي الأبي بكل ألوان الطيف الشمسي الجميل الذي يزهو به الشعب العراقي الأصيل ، فهم أبناء حضارة وادي الرافدين ، البابلية والآشورية والكلدانية والسومرية ، وهم تلامذة مدرسة الأمام علي بن ابي طالب ، والأمام الحسين عليهم السلام ، وكما قال الشيخ أحمد الكبيسي حفظه الله ورعاه : ” ان ثقافة العراقيين هي ثقافة شيعية ، شئنا أم أبينا ” وصدق الشيخ في ما قاله ، وهو رجل من إخواننا السنة حفظهم الله وحفظ كل عراقي شريف على اختلاف ما يؤمن به .

فالثقافة هي المنظومة الأخلاقية والمعرفية والسلوكية السوية المتكاملة التي يتعامل ويؤمن بها الفرد في مسيرة حياته ، وفي كيفية تعامله مع المجتمع ، معبراً عن جوهر وأسس مفاهيمه الخلاقة في التواصل ، وعلاقاته الأجتماعية المبنية على المحبة والأخاء ، وحب الخير للآخر بنفس مستوى حب الخير للنفس ، والتفاني والذوبان في الآخر والذود عنه ، وهذه الثقافة التي يتميّز بها العراقي عن غيره من ثقافات البلدان

الآخرى ، قد أشرقت من فجر الحضارة الأنسانية التي انطلق اشعاعها من وادي الرافدين ، وتمنهجت في مدرسة صوت العدالة الأنسانية التي وضع اسسها الأمام علي بن ابي طالب ، وثقافة الأباء والتحدي والتضحية الحسينية التي قادها ابا الأحرار الحسين ابن بنت رسول الله صلوات الله عليهم وعلى آل بيتهم أجمعين .

أما بعض الزمر الضالة ، والذين غرتهم الحياة ببهرجها ومناصبها وعروشها وكراسيها ، واللصوص المتسلطين على رقاب الشعب ، فهم ليسوا أقل إجراما بحق الشعب والوطن من إجرام العدو الخارجي ..

وما كراسيهم وحياة بذخهم وسلطانهم وتسلطهم ، فهي كما حصرها الأمام علي عليه السلام بين( عفطة عنز وشسع نعل) ، فيما بينه في خطبه في نهج البلاغة ، اما ارادة الخيرين والمعدمين والمحرومين والمظلومين هي أقوى من دناءاتهم ونفوسهم المريضة ، والوقوف بوجههم لا يختلف عن الوقوف بوجه قوى الشر والعدوان والتآمر الخارجي ومن يتعامل معهم من الخونة والعملاء والمجرمين بين صفوف الشعب ، والمتلبسين بالألوان البراقة والخطابات الكاذبة والخادعة .

ومثل هذه النماذج العميلة ، التي باعت ضمائرها ودينها ووطنها مقابل اموال السحت ، والمتلبسين بالدين والوطنية والأدعاءات الأخرى الخادعة والمضللة ، فهي عندما تنكشف وتحترق اوراقها ، فان مصيرهم يكون ليس افضل حضاً من الذين سبقوهم في الخزي والعار والذل والهوان ، وحتى أسيادهم لا ينفعونهم حينها ، وعند ذلك ينطبق عليهم البيت الشعري القائل: ”

مازاد حنون في الأسلام خردلة …….ولا النصارى لهم شغل بحنون “

المصدر