الناصرية تـلاحــق مجــزرة الزيتــون والشمري ونيران الفصائل

447

ذي قار / محمد العمري

رفعت حادثة جسر الزيتون الناصرية الى أعلى قائمة المحافظات بعدد قتلى، حيث تحول الجسر القريب من المحتجين الى “مجزرة” اطاحت بالمئات من شباب المحافظة التي تطفو على البطالة.

عندما وقعت “المجزرة” كان الفريق الركن جميل الشمري المسؤول عن القوات الامنية هناك. وحتى الان يتظاهر ذوو الضحايا لمحاكمته مع بعض الضباط الآخرين، فيما لم تمض الحكومة بمحاكمته. بالمقابل يقول الشمري انه “لم يصدر اي اوامر شفوية او تحريرية الى القوات الامنية بإطلاق النار باتجاه المتظاهرين في الناصرية وهذا موجود في امر العمليات وتم احضار كافة القادة والآمرين في مؤتمر الاوامر وتبليغهم بعدم اطلاق النار”.

وقبل المجزرة لاقى المحتجون اسنادا من الشرائح الاجتماعية الاخرى ومنها طلبة الجامعات والمدارس، بالتزامن مع دعوة نقابة المعلمين الى اعلان الاضراب العام عن الدوام تضامنا مع المطالب التي ينادي بها المتظاهرون وتنديدا بالقتل.

وشهدت الناصرية العديد من حالات القتل والاختطاف وحرق الخيام التي يقول الناشطون ان مصدرها الفصائل المسلحة.

وبعد عام من اندلاع التظاهرات الجماهيرية يستذكر ابناء الناصرية الشخصيات التي برزت خلالها وكان لها دور في رسم ملامح الاحتجاج منهم الدكتور علاء الركابي، والناشط المدني علي مهدي عجيل.

وجاء في لافتة اخرى علقت في ساحة الاحتجاج في مدينة الناصرية عبارة تقول “سنعود.. عاصفة تشرين الاول قادمة .” ويقول الركابي لـ(المدى) إن “ثورة تشرين حققت هدفا مهما وهو انها فتحت باب الأمل بإمكانية حصول تغيير بعدما اصابنا اليأس. تشرين ستوفر البديل السياسي للناخب العراقي”.

ويضيف الركابي ان “عمليات القتل باستخدام القوة المفرطة المميتة ضد متظاهرين عزل وعمليات الاغتيال والاختطاف والتغييب والترهيب بالعبوات المتفجرة، تهدف كلها بالمجمل على اختلاف الجهات المنفذة إلى ترويع الناس وخلق حالة من اللا أمان واللا دولة وترهيب المتظاهرين، لكن هذا كله لم ولن يجدِ نفعًا فالمتظاهرون يزدادون قوة واصرارا”.

بدوره، يقول الناشط المدني علي مهدي عجيل لـ (المدى): “سقط لدينا 122 شهيدا و1400 جريح منهم 780 حالة اصابة طلق ناري، و140 جروح مستعصية حيث اصيبوا بالشلل الرباعي”، ورغم ذلك فأن الثورة “أرعبت الاحزاب والقوى السياسية والمخابرات الدولية”.

ويضيف عجيل ان “الناصرية لم تقدم اي شيء لنفسها في الثورة، بل قدمت للعراق… اعداد قانون انتخابات هو الخطوة الوحيدة الجيدة للثورة رغم انه لم يكتمل بعد”.

ويقول عجيل ان “الاحتجاجات جعلت ثوار الناصرية يملكون الوعي، حيث تمكنا من تشكيل مجلس شورى الحبوبي لادارة الوضع.. سيكون التصعيد في المستقبل مختلفا عما سبق، سيكون بعيدا عن الدماء والقتل”.

وختم عجيل حديثه بالقول “لن نعيد اخطاء السابق وتكون الناصرية حطبًا للجميع، بل درسنا كل السلبيات وسنقدم نموذجا ثوريا منتظما خلال المرحلة المقبلة”. الى ذلك، يقول الصحفي علاء كولي لـ(المدى) ان “ما تحقق هو شيء بسيط مقارنة بالتضحيات التي قدمت ولا يلبي الطموح.. لا تزال مطالب المحتجين قائمة، فلايزال الفساد مستشريا وتحول الى ثقافة ولا يزال الكثير من اللصوص في مناصبهم ولم يتغير شيء حتى الآن”.

المصدر