من بينهم : ابو تمام، طرفة ابن العبـد.. وشكسبير

444

* رواء الجصاني

تعددت وتنوعت شؤون التوثيق، والتقصي، والدراسات حول المنجز الشعري لمحمد مهدي الجواهري (1899-1997) في مجالات اللغة والاسلوب، والاغراض والمناسبات، دعوا عنكم شؤون حياته الشخصية والعامة ومفاهيمه ورؤاه، ومنابعه الفكرية والثقافية، وتطورها، وسوى ذلك كثير كثير، غطته وناقشته وقيّمته اطاريح دكتوراه ورسائل الماجستير، عديدة، ومئات المؤلفات والكتب والمقالات (1)

ومن التوثيقات والبحوث الغير المطروقة على ما ندعي، هذه الكتابة التي تعنى بما حواه ديوانه الثري ذو الخمسة والعشرين الف بيت تقريبا، من قصائد، وقطع شعرية تتطرق، وتشير الى، وتتحدث عن نحو اربعين شاعرا عراقيا وعربيا واجنبيا، بمناسبات مختلفة، بين تكريم استشهاد واستعارة هنا، وتخليد ورثاء، وأشارة هناك، وعلى مدى أزيد من سبعة عقود امتدت للفترة (1921-1994) تحديدا (2) .

ولأن الهدف الذى نتوخاه في هذه الكتابة هو التوثيق والتقصي وحسب، وليس للتأرخة المفصلة، فسنكتفي ببعض التواريخ والدلالات الموجزة، مما يسهل على المهتمين الوصول الى كامل القصيدة او القطعة الشعرية، او الابيات – بل وربما البيت الواحد – التى تشمل شعراء مميزين كما نجتهد، تطرقت اليهم قصائد الجواهري، مرتبة أولاها زمنيا، مع حفظ المكانات والالقاب.. ذلك بالاضافة الى اشارات عجول لاسماء كريمة اخرى، علّها تفيد من يرغب بمزيد من المعلومات..

واستدراكا لما سبقت اليه الفقرة الآنفة، وبعيدا عن الأسهاب والتفاصيل، لربما من المفيد ان نؤشر في هذا السياق الى ان الكثير والمتنوع من المدلولات يمكن استنباطها من اشارات الجواهري، ومخاطباته، لذلك الجمع من الشعراء، وتبجيله لبعضهم، ورثائه لبعض آخر، وغير ذلك من اشكال واغراض. ونظن بأن من المهم في هذا الشأن حسبان الزمان والمكان التي قيلت فيه القصيدة او تطرقت له الابيات، ومكانة ذلكم الشاعر وغيره عند الجواهري، والبواطن في مثل تلكم الاشارة أو الاستشهاد او الاستذكار…

كما تجدر الاشارة ايضا الى ان الجواهري، وكعادته، قد خلط قصائده أو ابياته الشعرية التى نعنى بها في هذا الاستقصاء: الخاص بالعام في عدد منها، وربط ماضيا بحاضر، وراهناً بمستقبل، وفلسفة بواقع في عدد آخر. فضلا عن لجوئه في الى اتخاذه في بعض تلكم القصائد او الابيات منافذ للوصول الى غايات بعينها ارتضاها الشاعر او اراد أشاعتها..

أخيرا، وقبيل الدخول الى صلب التوثيق نشير الى هذا الجزء ، الثالث- الاخير، يشمل ثلاثة عشر شاعرا من المعنيين الذي نوثق لهم، وعنهم، ووفق التسلسل الزمني لنشر القصائد الجواهرية ذات العلاقة، وهم: 1- عروة ابن الورد. 2- لبيد ابن ربيعة. 3- امرؤ القيس. 4- صابر فلحوط. 5- مصطفى طلاس. 6- سلطان العويس. 7- يوهان غوته. 8- الفونس دو لامرتين. 9- فرانسوا ماري-فولتير.. الى جانب الموثق عنهم ادناه:

1/ ابو تمام، حبيب ابن أوس الطائي (الحبيب) في قصيدة “لبنان يا خمري وطيبي” التكريمية – السياسية عام 1961:

جئت العراق فعاش فيك عهود “احمد” و”الحبيبِ”

– وايضاً في قصيدة “أبا الفرسان” الوجدانية عام 1967:

“أبا الفرسان” ان عُقت ديارٌ، عقدتُ بها شبابي بالمشيب ِ

فلا عجبٌ فقبلي ضقنَ ذرعا ، بخير الناس ِ “أحمد” و”الحبيب”

2/ طرفة ابن العبد، الشاعر الجاهلي، في قصيدة “رسالة مملحة” عام 1969:

آهٍ على “آبن العبد ِ” اذ يتبرضَ اللهوَ اشتفافا..

لو عاد لأختصر المسافا، لدنا وحيّا وأستضافا

لرأى له وسط الجبال الخُضر من ثلــج قطافا

3/ ابن زريق البغدادي، الشاعر العباسي في قصيدة “آهات” الوجدانية،

عام 1973:

قف على براها وجب ارباضها، وسل المصطاف، والمرتبعا

أعلى الحسنِ إزداهاءً وقعت، أم عليّها الحسن زهواً وقعا..

رحمتا لـ “ابن زريق” لو رَأى، فلك الازرار ماذا اطلعـــا

4/ شكسبير، وليم، المبدع الانجليزي، في قصيدة “المحرقة” عام 1931:

وكان “شكسبير” خويّدم شعره، وكانت لُغى الاكوان تخدمه نثـرا

———————————- * رواء الجصاني / براغ – ايلول 2020

1/ وثقنا بعض تلك الاطاريح ورسائل الماجستر في توثيقنا الموسوم ” الجواهـري في تسع اطروحات دكتوراه، وثماني رسائل ماجستير” والمنشور بذلك العنوان عام 2019 على شبكة الانترنيت وصحف ووسائل اعلام اخرى عديدة .

2/ لمزيد من التفاصيل، ثمة استقصاء وبحث موسع، للكاتب، موسوم بـ ” مشاهير وشخصيات وأسماء في شعر الجواهري” منشور بذلك العنوان عام 2017 على شبكة الانترنيت وصحف ووسائل اعلام اخرى عديدة .

Image preview

المصدر