اساليب الدكتاتور القمعية, غير المرئية:
د عبدالحميد العباسي
في مقالتي * الى المطلومين من شعب العراق, (صوت العراق 15 ايلول 2020 ) عرَّ جتُ على بيت شعر للمتنبي يقول: *إحتمال الاذى ورؤية جانيه + غذاء تُسلى (تبلى) به الاجسام* وذكرتُ ان عالمين هولنديين اجريا مؤخرا تجربة اثبتت ما ذهب اليه المتنبي قبل اكثرَ من الف عام. والان نريد ان نعرف ما اذا كان بالامكان سحب نتائج تلك التجربة على البشر والمجتمع الذي نعيشه وصواب ما قاله المتنبي. التجربة وباختصار شديد تتلجص بوضع *بن عرس* بموطن بن عرس آخر, فنشب بينهما عراك اسفر عن إندحار احدهما ولنسميه *المقهور او المغلوب* فيكون الآخر *القاهر او الغالب*. يسير الغالب بخيلاء وغرور, لايكترث
بالمغلوب, يزداد وزنه ويرتفع مستوى هورمون الذُكار (الفحولة) وينخفض مستوى هورمون الانوثة في دمه فهو اذن قد استفحل وطغى. اما المغلوب فيقبع جانبا بيلعق جراحه ولا ينفك يلاحق قاهرّه بنظراته, تلتأم جراحُه تماما ويهزل جسده ولا يعود يبدوا عليه عير الهزال والهزال فقط ( وهو عين ما اشار اليه المتنبي) حتى يموت بعد اسبوعين او ثلانه ويُظهر تشريحه تنخراَ واسعا في احشائه وبخاصة في قلبه وكليتيه. والان لو وضعنا حاجزا شفافا بينه وبين قاهره (عدوه) ولا يكون هناك احتمال ان عدوه قد يهاجمه, لكن المغلوب يظل يتابع عدوه بنظراته ويَمُر بما سبق ويموت بعد اسبوعين او ثلاثة. اما اذا
وضعنا حاجزا معتما بين المقهور وعدوه بحيث لا يرى المقهرُ قاهرَه الجاني عليه, فان المقهور يتشافي وتقوى شكيمته ويرغب في معاودة المنازلة. فالمشكلة اذن في أن ترى الجاني عليك ولا تقدر عليه. والان تعالوا الى الميدان وشاهدوا الدكتاتور, بعد ان ساد على خصومه وقد زاد غرورا وعدوانية, زاد وزنه (تلغدت رقبته وتدلى كرشه) وربا تزوج بإخرى وكل تلك معروف انها من آثار ارتفاع نسبة هورمون الفحولة (الذُكورة) عند المنتصر (العرُبي لو غِنَم لو يتجوز لو يشري بندقية (وكلها مظاهر عدوانية وحب سيطرة وطغيان) واما المغلوب المقهور فيتخنث ويستكين. وكلها من ’ثار هبوط مستوى هورمون الفحولة الى العدم وارتفاع مستوى هورمون الانوثة, في جسده , هكذا قالت التجربة ولم يفت العرب حالة التخنث تلك فقالوا ( الزِلم لِبسَت عِبي, زي الاناث سابقاإإ و يا جماعه تره خُصاهم ويقول فرويد عنهم: Castrated them ). وينشر الدكفاتور صورَه وجدارياته في كل مكان و يظهر على شاشة التلفزيون ساعات وصوره في وسائل الاعلام, فهو لا يغيب عن ناظري المواطن الذي يظل الالم يأكله ولا يبقى امامه الا الفناء او الانصياع. تذكرون ان اول ما فعله رجال النظام بعد انهيار الانتفاضة الشعبانية, كان اعادة ترميم الجداريات إإ. وتذكرون كيف استعاد المغلوب في التجربة اياها, كيف استعاد ثقته ونزع الى التصدي عندما وضع بينه وبين عدوه جاجز معتم يحول بينه وبين رؤية الجاني عليه. لم يفت الدكتاتور هذا, فتراه يمنع السفر الى الخارج فيظل امظلوم يراه امامه, مذكراً اياه بالاذى. هكذا يعاني المظلوم ويسلى كما قال المتنبي. ويقول التاس مات كمدا ويقولون *كَلبه اخترك لو كَلبه إنخب (تنخر) ويَذكُر الطبيب البريطاني الشهير *وليم ابردين* من اطباء القرن السابع عشر, يذكر *ان احدهم كان يعاني من نوبات *ذبحة صدرية* كلما رأى عدوه مزهواً ولا يقدر عليه, حتى اماتته احدى تلك النوبات.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
القادم بوست