وزير الثقافة يسرح الفرقة السمفونية

465

وزير الثقافة يسرح الفرقة السمفونية
وليد الطائي
تكريما لمجاهد ابو الهيل وعارف الساعدي ولمواقفهما الداعمة لوزير الثقافة من خلال تجييش صبية من ناشطي التواصل الاجتماعي لدعمه لتدمير ثقافة العراق والتستر على تهريب آثاره لاسيما بعد صفقة هوبي لوبي المشبوهة؛ وبعد فضيحة حسن ناظم حين طالب بإطلاق سراح الجاسوسة هيلا ميوس لكونها صديقة الثقافة في العراق؛ ثم تخليه بعد ذلك وإنكاره علاقته بها، حين انتشرت معلومات تؤكد أنه قام بتسهيل دخولها للجامعات ايام كان مستشارا لوزير التعليم العالي؛ حيث أنكر حسن ناظم علاقته الشخصية جدا بها وأنكر معرفته بها متناسيا مناشدته لإطلاق سراح المخطوفة – كما يزعم – صديقة الثقافة العراقية؛ تكريما لكل ذلك فقد وهب الوزير ما لا يملك للسيد مجاهد ابو الهيل ومنظمته المريبة نخيل عراقي التي خرجت من صميم الثقافة إلى النشاط الجوكرية.
حيث قرر السيد وزير الثقافة طرد الفرقة السمفونية من مقرها ومنحه لمنظمة نخيل عراقي المشبوهة؛ وهنا لنا أن نتساءل، فالفرقة السمفونية عمرها ثمانون عاما وهي أكبر من عمري مجاهد ابو الهيل وعارف الساعدي مجتمعين؛ بل أقدم من ثلاثة اعلام عراقية وثلاثة اناشيد وطنية.
مقر الفرقة السمفونية تم استئجاره من دائرة الآثار لمدة خمسة أعوام وهو بيت رشيد عالي الكيلاني وحركة مايس في القرن المنصرم؛ فكيف تمت تسوية عقد الاستئجار، وما أهمية منظمة جوكرية إعلامية داعمة لحسن ناظم، مقابل الفرقة السمفونية العراقية التي تمثل آخر هوية للفن العراقي بعد خرابه وانهيار المسرح على يد عزيز خيون وعواطف نعيم التي حصلت على شهادة الدكتوراه من دون المرور بالدراسة المتوسطة لأن الطاغية المقبور قرر قبولها في معهد الفنون الجميلة بشهادة السادس الابتدائي ثم تدرجت من المعهد إلى كلية الفنون الجميلة إلى الماجستير ثم هي الآن الدكتورة عواطف نعيم.
يبدو أن المزورين أخوة، فمجاهد ابو الهيل طرد من شبكة الاعلام العراقي بعد ثبوت تزويره شهادتي المتوسطة والإعدادية؛ لكن أين مصلحة الثقافة في طرد الفرقة السمفونية من مكانها المستأجر لها ومنحه لمجموعة ناشطين فيسبوكيين؟ لم يكن هذا أول تكريم لمؤسسة نخيل عراقي وهي غير حكومية وعليها دفع ما يترتب عليها من إشغال المكان لأنه من ممتلكات دولة كما لا يجب عليها انتقاء مكان الفرقة السمفونية؛ فلايقوم نجاح على خيبة، وعمل جهة على تعطيل جهة أهم واعرق منها ؛ أقول : لم يكن هذا أول تكريم لهذه ( الشلة) فقد سبقه تكريم لعارف الساعدي بتكليفه رئيسا لتحرير مجلة الأقلام التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية؛ مع ان تكليف كهذا من صلاحيات مدير عام الشؤون الثقافية العامة فلماذا ينزل الوزير لصلاحيات تكليف رئيس تحرير مجلة ويمنح أعرق مجلة في الدار لشخص كان يعتاش على مدح الطاغية المقبور؛ فهذه قصيدة كتبها الشاعر المرتزق عارف الساعدي يمدح فيها الطاغية صدام عنوانها ( زحفوا اليك وبايعوا كفا تدافع ثم تبني ) وفيها استخفاف واضح لمشاعر العراقيين المغلوبين على امرهم وايضا يمجد بالديكتاتور تأليها وعبادة .
في هذه القصيدة كان عارف الساعدي صداميا اكثر من الطاغية وبعثيا اكثر من عفلق نفسه .
لذا نحن كمثقفين عراقيين نطالب باتخاذ مايلزم ضد هذا المنافق ووضع حد لاستهتاره على قناة الحرة التي تعبر عن الحرية والفكر الديقراطي وليس الترويج لمرتزقة صدام.
واليكم مقاطع من قصيدة عارف الساعدي المنشورة في جريدة الجمهورية يوم الاثنين المصادف 7/ 10 / 2002

يا هامة الدنيا وصوت الطين لو يوما يغني
مولاي جئتك فانتظرني تعب الضحى وانسل مني
واتيت نحوك سيدي يا من اعدت دمي ولوني
الكل جاءك من اقاصي الصوت من جزر التمني
زحفوا اليك وبايعوا كفا تدافع ثم تبني
يا ما حملت الماء والاشجار من متن لمتن
احلام هذي الناس في عينيك يا سكني وامني
يا واحدا حشدوا عليه الكون من انس وجن
لم يرتجف دمه ولم يحفل بما زرع التجني
ويتيه هذا الكون لم يترك سوى شجر مسن
يا تملقت البقاع وانت صحت اليك عني
أما مجاهد ابو الهيل فيبدو أنه يشعر بالامتنان للطاغية المقبور الذي قتل أباه؛ لأنه لولا استشهاد ابيه لما اتكأ على شيء؛ لكنه بدلا من أن يفتخر بشهادة أبيه راح يصفق لخراب البلاد على يد المدعومين من الخارج.
فإلى ماذا يريد الوصول حسن ناظم؟ وماذا بعد ذلك؟ وأين ستمارس الفرقة السمفونية تمارينها؟

المصدر