بغداد: أحمد عبد ربه
لم تبقَ سوى ساعات ويودِّع العراق 2020 وسط ذكريات قاسية واحداث مؤلمة رافقتها مشكلات سياسية واقتصادية وامنية، ووعود حكومية تنتظر التنفيذ لمستقبل أفضل وآمال بتحقيق الرفاه. 2020 عام استثنائي عاش العراقيون فيه مخاوف كورونا وما رافقها من تداعيات اقتصادية .
وعلى الرغم من الأمل الموجود لدى أغلب العراقيين، الا ان المؤشرات ترجح ان تكون 2021 سنة مالية صعبة في ظل تخفيض سعر الدينار أمام الدولار والحديث عن الاستقطاعات في رواتب الموظفين. ودخل العراق 2020 بغارة جوية أميركية منسقة قرب مطار بغداد الدولي استهدفت الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني في الثالت من كانون الاول، وبعد خمسة أيام، وبينما كان جثمانا الشهيدين يطوفان على المدن العراقية والايرانية ردت ايران، كما كان متوقعاً، عبر اطلاق صواريخ بعيدة المدى على قواعد عسكرية أميركية في العراق. في الثاني عشر من الشهر نفسه، احتج مئات العراقيين على استشهاد اثنين من الصحفيين في البصرة، بينما شهد يوم 21 من الشهر استشهاد متظاهرة عراقية بالرصاص تعمل في فريق طبي لتقديم المساعدة للمتظاهرين الجرحى تم إطلاق النار عليها في منتصف الليل في ميناء البصرة. من جهة اخرى، كان العراقيون يكافحون فيروس كورونا ،ففي 24 شباط سجلت النجف الاشرف اول اصابة وبعد ايام من ارتفاع الاصابات، اعلنت الحكومة حظرا للتجوال في محاولة لاحتواء الوباء ومنعه من الانتشار . المخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية المتسارعة وبعد فشل التكليف لمرشحين اثنين ، نال مصطفى الكاظمي الثقة ليكون رئيساً للحكومة العراقية في آيار حيث أرادت القوى السياسية بالتحديد من الكاظمي تنظيم انتخابات. وظل الكاظمي محط الاخبار والاهتمام الاعلامي، عندما اعلن في تموز موعد الانتخابات المبكرة التي كانت من ابرز مطالب الحركة الاحتجاجية، وذلك في حزيران 2021. ومن بين الاحداث الاخرى المهمة التي وسمت السنة العراقية هذه، الاغتيالات العديدة التي طالت ناشطين ومعارضين مشاركين في الحراك الشعبي، لكن الجريمة التي اثارت الصدمة الاكبر داخل العراق وخارجه تمثلت باغتيال الباحث الاعلامي هشام الهاشمي في السادس من تموز. تطور آخر عد بمثابة حدث كبير على المستوى العراقي، تمثل بالإعلان في تشرين الاول عن “اتفاق سنجار” الذي وقعه ممثلان عن الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والذي يقضي بتطبيع الوضع في سنجار وخروج كل المجموعات المسلحة، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني، وعودة النازحين. وخلال الاسابيع الاخيرة التي سبقت نهاية العام 2020، شهد العراق حراكاً سياسياً لافتاً، تمثل بمحاولات، من جانب كتلة الجبهة العراقية بزعامة اسامة النجيفي، لاقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وفي الشهرين الاخيرين من السنة، شهدت بعض مدن وبلدات اقليم كردستان خروج تظاهرات، خاصة في السليمانية، وذلك بسبب تأخر وانقطاع الرواتب، وشهدت سقوط ضحايا واعمال عنف وحرق مبان حزبية، بينما فرضت الحكومة حظر التجول وتم قطع خدمة الانترنت. وفي السابع من كانون الاول اعلن البابا فرانسيس انه سيزور العراق في الخامس من آذار المقبل في زيارة بابوية تاريخية ولحظة مفصلية من تاريخ العراق والمسيحيين فيه وفي المنطقة، بعد موجة سنوات الارهاب الداعشي والقاعدي الذي استهدف الأقليات ويأمل الفاتيكان والعراقيون أن تكون زيارة فرانسيس صفحة جديدة من الغفران والتسامح والتعايش، وتأكيد ارتباط المسيحيين بوجودهم في المنطقة. وقبل نهاية العام، دفعت الازمة الاقتصادية وضخامة العجز المالي الحكومة إلى تخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار في إجراء أول من نوعه منذ سنوات، الأمر الذي يخلق تصوراً ان 2021 ستكون سنة مالية عاصفة قد ينتظرها العراق.المصدر