هل ينتهي مصير ترمب إلى خلف القضبان ؟
بقلم مهدي قاسم
حسب الأخبار المؤكدة أنه بلغ عدد ضحايا الحركة الانقلابية لرعاع ترمب خمس ضحايا ، آخرهم أحد رجال الشرطة المدافعين عن مقر الكونغرس والذي توفي البارحة متأثرا بجروحه البليغة التي تعرض لها أثناء تصديه للهجوم على مقر الكونغرس ..
وضمن هذا السياق تقدم عدد من الديمقراطيين من أعضاء الكونغرس بمقترح مشروع قانون يقتضي بمحاكمة ترمب بسبب تحريضه لأتباعه ومناصريه على التظاهر والاحتجاج عند مقر الكونغرس بعد قوله أو تأكيده المتكرر على حدوث أعمال غش وتزوير في الانتخابات ، حيث اندلعت أثناء التظاهرة الآنفة الذكر أعمال عنف واقتحام مقر الكونغرس ، وسقوط ضحايا بسبب ذلك ، وهي سابقة تاريخية خطيرة في تاريخ أمريكا المعاصر على صعيد تدنيس ” محراب “الديمقراطية الأمريكية ” المقدسة ” نعني لمقر المشرعين وممثلي الشعب ، والتي أشارت بدلالة واضحة إلى هشاشة الديمقراطية الأمريكية واحتمالات سقوطها وانهيارها في أية لحظة تاريخية وممكنة رغم عراقتها الطويلة ، فضلا عن أنها ستكون بمثابة مثال ونموذج سيئين ربما سيُحتذي بهما أنصار الديمقراطيات الهشة و المشوّهة في العالم الثالث ..
إلا أنه ينبغي القول ليس من السهل حبس ترمب بكل هذه البساطة ، لكونه يتمتع بشعبية وأنصار واتباع كثيرين جدا ، وفوق ذلك ، بين أوساط اليمين المحافظ المتطرف والمتشدد والذي قسم منه نازي النزعة وبشكل علني وصريح وميّال نحو أعمال شغب وعنف دموية ..
ففي النهاية أن أكثر من سبعين مليون ناخبا أمريكيا قد صوّت لصالح ترمب ، وهذا عدد هائل فعلا ، بالرغم من خسارته للانتخابات بمجملها ، وبالتالي فأن إجراءات حبسه ربما قد تُعد بمثابة استفزاز لمشاعر عشرات ملايين من هؤلاء وقد تؤدي إلى فوضى عارمة ، وربما إلى احتمالات حرب أهلية أيضا ، إذ أن قسما متطرفا وعنيفا من أنصاره الغاضبين ـــ بسبب هذا الغش المزعوم في الانتخابات ــ يبحثون عن حجة وذريعة لينزلوا إلى الشارع مجددا ليقوموا بأعمال عربدة وشغب وأضطراب أكثر عنفا ودموية مما هي الآن ..