هل امريكا تضرب الكاتيوشا ام الكاتيوشا تضرب امريكا

475

بين فترة واخرى نسمع أن القاعدة الامريكية تعرضت للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل مجهولين, لكن ما يستغرب ان هذه الصواريخ دائما تسقط بعيدة عن الثكنات العسكرية الامريكية, وما أصابت يوما هدفها.

لا نعلم سبب عدم دقة الصاروخ, هل هو بسبب خوف الرامي, ام ان الامريكان ابناء الرب, يحميهم ويبعد عنهم كل سوء؟التطور الكبير في تصنيع الاسلحة, جعل نسبة اصابة الهدف عالية جدا, لكن صواريخ “المقاومة” لغاية الان لا يمكنها الا أن تشعل صفارة الانذار في السفارة الامريكية, بالرغم من مساحتها الكبيرة وعلو بنائها

قصف السفارة او المواقع العسكرية التابعة دون اي خسائر تذكر في مصلحة من؟وهل يعجل بخروج الامريكان “المحتلين” من العراق ؟ هل يقبل ترامب بالانسحاب قبل الانتخابات بسبب صاروخ يقع بعيدا من جنوده ؟علمنا حكماؤنا اننا إن قررنا القتال ودخلنا المعركة, فيجب ان نضرب بكل قوتنا, وفي الاماكن الموجعة والقاتلة للخصم, ولا نفكر بأننا إن ضربناه بقوة, ربما سيرد علينا بضربة اقوى منها ويوجعنا

الصواريخ البعيدة عن اهدافه تحقق مصلحة امريكا قطعا, بل وتفتح الباب واسعا للتكهن بان من يضرب تلك الصواريخ هم اشخاص متواطئون مع الامريكان ليطول بقائهم في العراق..

ترامب او اي من قياداته لن يفكر بالخروج من العراق وصواريخ الكاتيوشا تضرب جنوده “مثلما تقول المقاومة” فيحسب نصرا لهم وهزيمة له, يستغلها خصومه ضده في الانتخابات القادمة.

البعض يقول ان ايران هي من تدفع جهات تابعة لها لضرب أمريكا.. فهل هذا يبدوا واقعيا على الأرض ؟منذ مقتل الجنرال سليماني والجارة الاسلامية تسعى لتجاوز فقدان هذه الشخصية المهمة, لذا هي غير مستعدة لمواجهة اخرى في الوقت الراهن، بالمقابل امريكا دائما تحاول بعث رسائل اطمئنان لإيران, بأنها لا تريد الدخول بحرب معها على الأقل حاليا، وتغاضيها عن عبور ناقلات النفط الإيرانية عرض البحر دون أي إعتراض، خير دليل

من يطلق الصواريخ حقا؟من خلال ما تقدم نصل الى نتيجة, ربما يعترض عليها كثيرون, او يراها غير مطابقة لما يحدث, لكن لو راجعنا تسلسل الأحداث بواقعية, سيجد أن ما يحدث لا يمكن ان يتجاوز عما نقوله.. بأن من يطلق الصواريخ جهات تريد أن يطول بقاء القوات الامريكية في العراق لعدة أسباب ومن تلك الأسباب أن بقاء القوات الامريكية, يعني إبقاء إيران قلقة من التواجد الامريكي, وبالتالي ستكون مضطرة لتوفير الدعم المادي لهؤلاء, بالرغم من الضائقة المالية التي تعيشها

ان الجهات التي تضرب الصواريخ ليس لها ثقل سياسي في الشارع او لنقل وجودها مرتبط بحملها السلاح فهي لا تجيد غيره, اي لا تحمل مشروعا سياسيا, وبالتالي خروج الامريكان يعني موتها سريريا, وهذا ما لا تريده او ترضاه.

بقاء ضرب الصواريخ, يعني بقاء فكرة المقاومة ولو شكليا, وما تعنيه هذه الكلمة من رمزية لدى الشعب, حتى وان كانت هذه الصواريخ تقع بشكل متعمد خارج أهدافها.

بغض النظر عمن هو المستفيد الأول من تلك الصواريخ أصابت أهدافها أو لم تفعل، فهي أكيدا لا تحقق مصلحة حقيقية للشعب العراقي.

اختلفت الأهداف التي وُجهت لها قذائف الكاتيوشا هذه المرة عن سابقاتها. فقد سقطت على معسكرات للجيش والقوات الأمنية العراقية في معسكر التاجي القريب من بغداد, بينما كانت توجه سابقاً الى معسكرات مشتركة تتواجد فيها قوات امريكية الى جانب العراقية, او المجمع الدبلوماسي في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد, بدعوى مقاومة الأحتلال. وهذا يعني حسب القانون العراقي بأن مرتكب هذا الفعل سيخضع لقانون 4 أرهاب.

الميليشيات التي اطلقت هذه القذائف معروفة لدى الأجهزة الامنية, ولو لم تكن تعرفها فان ابسط مواطن يستطيع ان يدلها على مقراتها واعطاء اسماء قادتها… فهي ذاتها التي دأبت على دفع الأوضاع العامة, في حالات سابقة, الى التأزيم عندما تستدعي مصالحها ذلك

ان مافيات الفساد واذرعتها المسلحة تستشعر مكامن الخطر التي تحيطها بعد الأدانة الشعبية لجرائمها ضد شباب انتفاضة تشرين / اكتوبر المجيدة التي قوضت نفوذها وقضت على عصمتها وكشفت ولاءاتها وكسرت اصنامها, وهي تحصد اليوم نتائج ما زرعته من عداء للشعب, من خلال اجبار ميليشياتها على غلق مقراتها في محافظات عديدة, كانت حاضنة شعبية لها, كما ان مقراتها في مناطق اخرى في البلاد لا تحضى بالقبول شعبياً… ثم اختفاء واختباء الصف الأول من قادتها, واستقالة رموز لها من مراكز مهمة في الدولة, وكذلك تجرؤ أهالي شهداء انتفاضة تشرين 2019, لأول مرة, على تقديم دعاوى قانونية ضد قيادات هذه الميليشيات من قتلة المتظاهرين, وغالباً ما اصبحت تصريحات قياداتها عرضة للتندر والأستهزاء والأستهجان من قبل جمهور واسع من العراقيين, وقد كان مجرد الدعوة لأخضاعها للقوانين وتنظيم ادوارها كفراً صراحاً

اضافة الى ما سبق, فأن مستجدات لاحقة عززت من مشاعر قلقها حول مستقبل وجودها, تمثلت بفرض شخصية السيد مصطفى الكاظمي كرئيس للوزراء ضمن صفقة أمريكية – ايرانية, واستدعاءه لقادة عسكريين مرموقين كان لهم دورهم المشرف في دحر داعش وتحرير المدن العراقية من تحت برائنها, تحضى بأحترام شعبي واسع, ترى فيهم مصدر خطر على حرية نشاطاتها, ثم سعيه للسيطرة على المنافذ الحدودية وقطع شريان حياتهم الأقتصادي.

لهذا فأنها تستجدي صداماً مسلحاً مع اجهزة الدولة العسكرية والأمنية بقصفها لمنشآت تابعة للدولة , لتعقيد الأوضاع وربما توجيه الأمور نحو قتال داخلي.

ان التعرض الأخير لمواقع القوات الوطنية المسلحة بالصواريخ, وكذلك لمرفق حيوي مثل مطار بغداد الدولي يطلق بالونات اختبار لعدة جهات رسمية ودينية وكذلك اجنبية يفترض اسنادها لبناء دولة مؤسسات عراقية رصينة :

– اختبار لجدية رئيس الوزراء الكاظمي وتحدي له بنفس الوقت بشأن وعوده بحصر السلاح بيد الدولة.

– اختبار لهيئة الحشد الشعبي, كمؤسسة تخضع لأمرة القائد العام للقوات المسلحة, وموقفها من وجود اطراف فيها تعادي الدولة واجهزتها الدستورية الشرعية.

– اختبار لموقف المرجعية الدينية من هذه الممارسات المناهضة للدولة, بأعتبارها الأب الروحي لهذه الجهات التي لازالت تربط وجودها بفتوى المرجعية.

– اختبار لمدى صبر الأمريكان على ضرب سفارتها بالعاصمة, بعد انسحابها من معسكرات مشتركة والتمركز في مواقع محددة متفق عليها مع الحكومات المتعاقبة السابقة.

مصلحة شعبنا تتطلب تفادي اي صراعات مسلحة يكون وقودها الشباب العراقي, لذا يجب عدم تبليغ هذه الميليشيات مرادها والأنجرار لقتال داخلي معها, وانما التعامل معها على اساس القانون وقطع شرايينها الأقتصادية ومصادر نفوذها, ثم وضع المرجعية الدينية وهيئة الحشد الشعبي امام مسؤولياتها التاريخية اتجاه الشعب والوطن

جدول رمي صاروخ الكاتيوشا 107 بالدرجات وبالملييم صاروخ “107” ملم هو صاروخ من النوع السابح، يمكن رمايته فرديا بسبطانة واحدة، كما أنه يأتي على شكل راجمة (12 صاروخا). وهو روسي الصنع، وتصنّعه دول أخرى كذلك. … ويوجد منه نموذجان: تدميري- ويكون لون الصاروخ بالكامل أخضر وطوله 79 سم، وحارق- ويأتي فيه خط أحمر دائري، وطوله 85 سم.

يمكن رمايته فردياً بسبطانة واحدة , أو من منصات أرضية أو متنقلة تحملها عربات بيك آب

يعد صاروخ كاتيوشا أو 107 من أكثر الصواريخ إستخداما في الشرق الأوسط ويدخل حاليا في جميع النزاعات في الشرق وتستخدمه عدة جيوش و مجموعات مسلحة و فصائل مقاومة .

– مميزات السلاح:

سهل الحمل والتنقل. سهل التمويه. سلاح مؤثر خاصة في التجمعات والمعسكرات.

– بعض المميزات العددية للسلاح:

وزن الصاروخ (18) كغم. يحوي رأسه الحربي (3) كغم من المتفجرات. المدى الأقصى: (8500) م. غيّرت الفصائل المسلّحة استراتيجياتها للضغط على القوات الأمريكية للخروج من العراق، إذ بدأت عمليات متتالية تضرب قوافل عسكرية أمريكية محمّلة بالعتاد والدعم اللوجستي والأغذية في وسط وجنوب العراق. وأفادت خلية الإعلام الأمني بأن تفجيرا استهدف رتلا ينقل معدات للتحالف الدولي في محافظة ذي قار، جنوبي العراق. وأوضحت الخلية، في بيان تلقى (عراقي ٢٤) نسخة منه، أن التفجير جاء عبر عبوة ناسفة استهدفت رتلا مدنيا ينقل معدات للتحالف الدولي على الطريق الدولي في محافظة ذي قار. وأضافت الخلية، أن الحادث أسفر عن وقوع أضرار بسيطة بإحدى العجلات. ومنذ اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بطائرة أمريكية مسيرة مطلع العام الحالي قرب مطار بغداد، أخذ التحالف الدولي يعيد توزيع جنوده في العراق. وانسحب التحالف الدولي من أغلب القواعد القريبة من المدن. وتتحدث الصحافة الأمريكية أن التحالف ينوي التمركز في قاعدة “حرير” بمحافظة أربيل في إقليم كردستان، وقاعدة “عين الأسد” في محافظة الانبار، والتي أثارت إعجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيارته لها. بالمقابل، فإن فصائل مسلحّة برزت إلى العلن قالت إن مهمتها استهداف الوجود الأمريكي في العراق وهي “عصبة الثائرين”، و”أصحاب الكهف”، و”قبضة المهدي”، وأخيراً “لواء منتقمون”. وتبنّت “عصبة الثائرين” عدداً من العمليات ضد القواعد الأمريكية، فيما نشرت مقاطع فيديو أكدت من خلالها أنها تراقب بطائرات مسيّرة السفارة الأمريكية في بغداد. ولا يُعرف على وجه التحديد من يقف وراء هذه الفصائل. ومع إعادة توزيع التحالف الدولي لجنوده في العراق، فإن هذه الفصائل طوّرت عمليات استهداف المصالح الأمريكية. وتتمثّل الاستراتيجية الجديدة لهذه الفصائل بضرب الأرتال التي تحمل المواد اللوجستية للقوات الأمريكية. وتترصد الفصائل الأرتال على الطرق السريعة في محافظات الوسط والجنوب. وسبق أن استُهدف رتل يحمل مواد لوجستية تعود للقوات الأمريكية على الطريق الدولي السريع في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد. ويعود الرتل، الذي استهدف بعبوة صوتية، لإحدى الشركات المتعاقدة مع الجيش الأمريكي، ضمن التحالف الدولي. ووفقاً لمصادر فإن الرتل كان قادماً من الجنوب ومتوجهاً صوب مدن الوسط، مؤكدة عدم إحداث أضرار تُذكر بالرتل – الذي أكمل طريقه – باستثناء إصابة إحدى العجلات. وفي 11 تموز، كشفت مصادر أمنية عن استهداف رتلٍ بين مدينتي الديوانية والسماوة، مكوّن من ثلاث شاحنات تحمل عجلات وأثاثا تعود للقوات الأمريكية، بعد أن أقدم مسلحون مجهولون على إجبار السائقين على النزول من شاحناتهم وإحراقها، قبل الفرار لجهة مجهولة. وبعد أربعة أيام من ذلك الحادث، أفادت أنباء باستهداف رتلٍ آخر بعبوات ناسفة، يعود لشركة أمنية ويحمل معدات للقوات الامريكية في منطقة مكيشيفة قرب سامراء بصلاح الدين. ونشرت فيديوهات تُظهر نشوب نيران في شاحنات كبيرة على الطرق السريعة. ولم تعلّق الحكومة العراقيّة، بدورها، على الاستهدافات المتكررة حتى الآن. وترافق ضرب الأرتال التي تحمل المواد اللوجستية للقوات الأمريكية مع بروز انتقادات لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالسماح للتحالف الدولي باستعمال معبر حدودي بين العراق والكويت. وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان بدر الزيادي دخول مئات العجلات الأمريكية العسكرية الكبيرة الى البلاد دون علم ومراقبة الحكومة العراقية. وقال الزيادي، إن “منفذ جريشان الحدودي الذي يربط العراق بالكويت، تم افتتاحه من قبل التحالف الدولي”، مبيناً أن “هذا المنفذ ليس تحت سيطرة الدولة العراقية ولا يوجد فيه أي جمرك أو أي اشخاص يمثلون الحكومة العراقية لمتابعته ومراقبته”. وأضاف أن “هناك مئات العجلات العسكرية الكبيرة تمر عن طريق هذا المنفذ داخلة من الكويت، وتذهب الى القواعد العسكرية او اماكن اخرى، دون علم ومراقبة الجهات العراقية المختصة

أ.د.سلمان لطيف الياسري

المصدر