رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يمكن أن يواجه صعوبات في التعامل مع طهران، ومع حكومات كانت تأمل في إعادة انتخاب منافسه الجمهوري دونالد ترامب، مثل: إسرائيل والسعودية، اللتين تشتركان مع ترامب في الكراهية الشديدة لإيران.
وقالت الصحيفة في تقرير نشر الأحد، إن ”ماضي بايدن والخبرة التي اكتسبها كرئيس للجنة العلاقات الخارجية، ونائب للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، منحته دراية كاملة بالشؤون الدولية، وهو ما يمكن أن يكون ميزة في صالحه، وفقا لتوقعات خبراء مقربين منه في السياسة الخارجية“.
وأضافت أن ”بايدن تعهد بإصلاح ما سمّاه الفشل الخطير في سياسة ترامب تجاه إيران، حيث انسحب الرئيس الحالي من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ ما تسبب في أضرار اقتصادية شديدة بالنسبة لطهران، وأدى إلى عزل الولايات المتحدة فيما يتعلق بهذا التوجّه“، لافتة إلى أن ”بايدن عرض العودة للاتفاق النووي الذي يقيد القدرات النووية الإيرانية، إذا التزمت إيران ببنود الاتفاق، ووافقت على الدخول بمفاوضات جديدة، كما تعهد بإلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على إيران وعدد من الدول الإسلامية الأخرى“.
وأردفت أنه ”ليس من الواضح ما إذا كان نظام الملالي الإيراني سيوافق على نهج بايدن، وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، إن الولايات المتحدة ليست جديرة بالثقة أيا كان المسؤول في البيت الأبيض، إلا أن طهران تسعى بشدة للوصول إلى اتفاق، بحسب ما أكده كليف كوبشان، رئيس مجموعة أوراسيا جروب“.
ورأى كوبشان أن ”بايدن سيواجه سلسلة من الصعوبات في التفاوض مع إيران، خاصة فيما يخص تعزيز القيود المفروضة على أنشطتها النووية، وهي نقاط الضعف التي استشهد بها ترامب في تبرير الانسحاب من الاتفاق النووي“، مؤكدا أن ”جوهر المفاوضات سيكون شاقا، فقد شاهدنا مثل هذا السيناريو من قبل، ولم تكن الأمور سهلة على الإطلاق، إلا أن التحدي الذي يواجه بايدن هو أن يكون ملمّا بجميع الاحتمالات التي يمكن أن تسفر عنها إستراتيجيته تجاه إيران“.
وختمت ”نيويورك تايمز“ تقريرها بالقول إنه ”يمكن أن تثير سياسة بايدن غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استغل التأثير الإيجابي للنهج المتشدد الذي اتبعه ترامب مع إيران في تعزيز علاقات إسرائيل مع دول في الخليج العربي، والوصول إلى اتفاقيات سلام مع الإمارات والبحرين، كما أن الطريقة التي سيدير بها بايدن العلاقات مع السعودية، التي تنظر إلى إيران بوصفها عدوا، ستكون -أيضا- تحديا بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتخب“.