ناشطون يغادرون البصرة بسبب تهديدات.. وإعلام جماعات الكاتيوشا يقود حملة تشويه ضد متظاهري الجنوب

754

غادر عشرات الناشطين والاعضاء البارزين في الاحتجاجات مدن الجنوب على خلفية تزايد عمليات الاغتيال، التي تتهم فيها اطراف محلية مرتبطة بايران.

وقتل مسلحون مجهولون الاسبوع الماضي، ناشطة في البصرة في رابع هجوم من نوعه خلال اسبوع ضد ناشطين في المدينة.

وفتحت الحكومة تحقيقا بالحادث على مستوى مسؤولين رفيعين، فيما تصاعدت عمليات حرق مقرات رسمية في الجنوب، تنديدًا بعمليات القتل.

وبحسب مسؤول حكومي تحدث لـ(المدى) فان “20 ناشطا في البصرة قد غادروا المدينة في اعقاب تصاعد عمليات الاغتيال وتلقي تهديدات”.

وكشفت (المدى) الاسبوع الماضي، عن وجود “قوائم اغتيالات” لدى جماعات مسلحة في الجنوب، يتم اعطاء كل ناشط رقما معينا في القائمة، وبحسب تسلسله يتم استهدافه.

واكد المسؤول الذي يشرف على متابعة احداث البصرة، وطلب عدم ذكر اسمه، ان “من بين المغادرين الناشطين الثلاثة الذين تعرضوا مؤخرا لمحاولة اغتيال فاشلة”. وفتح مسلحون الاربعاء الماضي، النار على الناشطة رهام يعقوب، حين كانت تقود سيارتها في البصرة ما ادى الى وفاتها على الفور.

ونزل مئات المتظاهرين في البصرة حزنًا على مقتلها وللمطالبة بالعدالة، فيما اتهموا وسائل اعلام ايرانية بالتحريض على قتل يعقوب.

وهاجم مسلحون، قبل يوم من مقتل يعقوب، سيارة تضم الناشطين في البصرة (فهد الزبيدي وعباس صبحي ولوديا ريمون)، فيما اصيب اثنان منهم بجروح. وكانت “لوديا” قد تعرضت الى اصابة في قدمها، بينما عباس اصيب في صدره، فيما لم يصب الناشط الثالث الذي كان يقود السيارة.

كما اطلق مسلحون الرصاص، في نفس اليوم الاخير، على الناشطة والمهندسة رقية الدوسري في البصرة، ولم تتعرض لأي اصابات.

وكان مسلحون مجهولون اقتحموا الجمعة الماضية، مكتب عمل الناشط تحسين الشحماني، وسط البصرة وأطلقوا عليه اكثر من 20 رصاصة ما أدى إلى مقتله على الفور.

ووجه الشحماني، وهو احد ابرز المحتجين في البصرة، انتقادات لاذعة الى جهات مسلحة، ومسؤولين وقادة عسكريين في البصرة قبل مقتله بأيام.

العيداني من جديد

وأحرق محتجون مساء الجمعة، مقر مجلس النواب في البصرة، غضبا على استمرار عمليات اغتيال الناشطين في المحافظة، قبل ان يغلقوا المبنى بشكل نهائي.

وكانت الحكومة قد اقالت قائد شرطة البصرة رشيد فليح ورئيس جهاز الامن الوطني في المحافظة، عقب احتجاجات غاضبة لمقتل الشحماني، إلا ان عمليات القتل لم تتوقف.

وقال احمد المالكي ناشط في البصرة لـ(المدى): “امهلنا محافظ البصرة 48 ساعة، وسنعود الى الشارع اليوم الاحد اذا لم يستقل الاخير من منصبه”.

ويثير العيداني جدلًا واسعًا منذ 3 سنوات بسبب تمسكه بمنصبه، على الرغم من تسجيل نحو 18 تظاهرة ضده، 11 مرة منها تمت محاصرة ومهاجمة منزله.

ونفى المالكي، ان يكون المتظاهرون وراء عمليات الحرق. وقال ان “مندسين من اتباع العيداني هم من قاموا بعملية حرق مقر مجلس النواب في البصرة”.

ويتهم متظاهرون في البصرة المحافظ اسعد العيداني، بالتستر على قتلة المحتجين في المدينة، ومغازلة فصائل مسلحة.

حملات تشويه

وشنت صفحات تابعة لجماعات شيعية مسلحة في العراق، هجوما على الناشطة رهام يعقوب، قبل يوم واحد من مقتلها. ونشرت تلك الصفحات، صورا للناشطة داخل القنصلية الاميركية في البصرة، التي اغلقت قبل عامين بسبب “تهديدات ايرانية”- بحسب وزارة الخارجية الاميركية. واعادت تلك الصفحات، التي تنشر عمليات استهداف المصالح الاميركية والارتال اللوجستية، بث الاتهامات السابقة للناشطة، بالتحريض على حرق السفارة الايرانية في البصرة في 2018 بأوامر من واشنطن.

ونشرت وكالة مهر الإيرانية عام 2018 قائمة بأسماء ناشطين عراقيين – بينهم رهام يعقوب- قالت إنهم يندرجون ضمن شبكة تم “استقطابها من قبل القنصلية الأميركية في البصرة” لتنفيذ مصالح أميركا في المنطقة، ومن بينها “استهداف إيران”.

ومنذ عامين تلاحق فصائل مسلحة في البصرة، ناشطين عبر رفع قضايا كيدية، تنازلت عن البعض منها مقابل 25 مليون لكل قضية، بحسب ناشطين في البصرة.

ويبرز حزب “ثأر الله” كأحد تلك الجهات التي لاحقت العام الماضي، 16 ناشطا بتهم مختلفة، فيما كانت قد اغلقت الحكومة مقره في البصرة في نيسان الماضي، عقب اتهام بإطلاق النار على متظاهرين، قبل ان يعود الحزب للمقر بعد اسبوع واحد من الاغلاق وسط اجواء احتفالية.

وشارك سياسيون ورجال دين معروفون بحملة التشويه عقب مقتل الناشطة يعقوب. وقال النائب كاظم الصيادي، تعليقا على الحادث ان “الناشطة متروح (لا تذهب) الى السفير الاميركي…انها عمالة”.

واعتبر الصيادي في تصريح تلفزيوني لاحدى المحطات المقربة من الحشد، ان عمليات القتل التي تحدث في التظاهرات “تصفيات سياسية”، متهما بعض المتظاهرين بالعمالة لدول خليجية.

وحاولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لجماعات “الكاتيوشيا”، ان تصور حادث اغتيال يعقوب، بانه ضمن حملات تقوم بها الولايات المتحدة واسرائيل للتخلص من اتباعها في العراق.

واتهم رجل الدين والقيادي في المجلس الاعلى جلال الدين الصغير من اسماهم بـ”حزب السفارات” بتخريب البلاد.

ونشر مدونون، فيديو للصغير ينتقد فيه المتظاهرين الذين اتهمهم بالانتماء الى “السفارة الامريكية”، ويقول بانهم يريدون “شكلا جديدا للعراق يشبه شكل التظاهرات التي تسببت بإيقاف التعليم والعمل”.

المصدر