موقع بريطاني: تشظي قوى تشرين يسهل مهمة الأحزاب الحالية بتحسين شعبيتها المتراجعة

106

ترجمة/ حامد احمد

كثير من العراقيين تراودهم شكوك متزايدة حول الانتخابات المبكرة المرتقبة التي من المتوقع إقامتها في تشرين الاول من هذا العام، التي لا ينظرون اليها كوسيلة فعالة لتغيير أوضاع البلاد المتدهورة .

ويشير الكاتب البريطاني جو أوليفر، في تقرير له، الى ان هذا الشعور بالشك وعدم الثقة هو حصيلة مؤشرات متعاقبة لركود سياسي ادى الى نفس البيئة والظروف التي أفرزت انتخابات سابقة والتي سمحت بدورها لنفس القوى السياسية التي حكمت العراق منذ الغزو الاميركي ان تعود للسلطة وتحتفظ بها. يعتقد عراقيون بان هذه القوى قد استأثرت بالسلطة واحتكرتها رغم فشلها الذريع باصلاح مؤسسات الدولة وقيادتها .

خلال الاسابيع الاخيرة بدأ شبح التدخل الخارجي يتردد كثيرا على الانتخابات المرتقبة، في وقت شهد فيه التسارع في تشكيل عشرات الاحزاب السياسية والتحالفات، بدون برامج واضحة أو اسس قانونية للشراكة .

الاحزاب والتحالفات المشكلة حديثا كانت تهرع بالتسجيل للانتخابات، مما أعطت للرأي العام الانطباع بانها غير مهنية. هذه النزعة قد شعبت التصويت ايضا، مما سيفتح الباب مرة اخرى للاحزاب الكبيرة وتحالفاتها بان تفوز بغالبية الاصوات كما هو الحال في الانتخابات الاربعة السابقة .

المشاورات التي عقدتها المبعوثة الخاصة للامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، مع مستشار المرشد الايراني في طهران علي اكبر ولايتي، بخصوص الانتخابات العراقية المقبلة قد عكست رسالة سلبية للشعب العراقي .

رغم ان الامم المتحدة ذكرت بان اتصالاتها كانت تهدف لمساعدة العراق في اداء انتخابات عادلة شفافة، فان العراقيين قد نظروا للمشاورات على انها إقرار من الأمم المتحدة بدور إيران في العراق كشريك بمصيره .

وجاء في بيان صدر عن الموقع الرسمي لمكتب ولايتي، ما نصه: “تباحث الطرفان بالتطورات الاخيرة في العراق، وكذلك الانتخابات التي سيشهدها العراق عند نهاية هذا العام. ليس هناك حاجة لتدخل اي دولة بالشؤون الداخلية للعراق.. وان الشعب وحكومته هما من يتخذ القرارات”. في حين ركزت بلاسخارت على “أهمية إجراء انتخابات حرة وعادلة في العراق .”

عضو البرلمان العراقي ظافر العاني، علق في تغريدة له على مباحثات بلاسخارت مع ولايتي بالقول “لا يوجد طرف يضاهي يونامي بالطريقة التي تؤيد فيها الخداع والفساد والتدخل بالانتخابات العراقية .”

واضاف قائلا “ازاحة الامم المتحدة من الانتخابات العراقية يجعلها أكثر عدالة .”

وعلى النقيض من تصريح العاني، فان قسما آخر من العراقيين يرون اتصالات الامم المتحدة مع ايران بخصوص الانتخابات على انها واقعية ومبررة.

هؤلاء العراقيون لهم رأي بان الامم المتحدة تعي مدى نفوذ الكتل الشيعية والمجاميع المسلحة المنضوية معها على الانتخابات وقدرتهم في السيطرة على النتائج .

لهذه الاسباب، يقول المؤيدون لزيارة بلاسخارت ان الامم المتحدة تحاول تحميل ايران المسؤولية عن أي مشكلة محتملة واقناعها بان تمنع المجاميع المسلحة من التدخل في الانتخابات العراقية القادمة .

وفي الوقت الذي اصبح فيه عدد الاحزاب المسجلة للمشاركة في الانتخابات مرتفع جدا، فانه لم يتم طرح اي برنامج حزبي.

ويقول خبراء ان هذا الوضع قد خلق ارباكا لدى الناخبين العراقيين الذين سيجدون صعوبة في التفريق ما بين التشكيلات السياسية لتكوين رؤية واضحة عن من هو الافضل.

ويحذر خبراء من ان هذا العامل سيكون في صالح لاعبين سياسيين كبار، رغم الحقيقة في ان هذه الانتخابات المبكرة جاءت أصلا حصيلة ضغوط من مجاميع شعبية غاضبة ضد هؤلاء اللاعبين.

مفوضية الانتخابات كانت قد أعلنت الاثنين بانه تم تسجيل 27 ائتلافا انتخابيا يمثل 235 حزبا للمشاركة في الانتخابات المبكرة المقررة في 10 تشرين الاول .

وقالت المفوضية في بيان انها تراجع الان طلبات رفعت لها من قبل خمسة ائتلافات جديدة، وهي ام الربيعين وائتلاف الآباء وائتلاف سلامة الوطن وائتلاف التوازن الوطني والصقور .

من جانب آخر قالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي “هناك 25 حزبا آخر اعربوا عن رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات .”

ويحذر مراقبون من ان عددا كبيرا من الاحزاب التي تدعي تمثيلها لحركة الاحتجاجات العامة التي بدأت في تشرين الاول 2019 واستمرت لعدة أشهر ستسمح لتشكيلات اسلامية بمراجعة ستراتيجيتها وايجاد حل لشعبيتها المتراجعة . مخاوف التلاعب والتزوير بنتائج الانتخابات ما تزال تشكل القلق الرئيس لدى العراقيين واحد الاسباب التي تفقدهم الثقة في ان صناديق الاقتراع بامكانها ان تجلب تغييرا.

ويحذر خبراء من ان جميع هذه العوامل ستنعكس على المشاركة الضئيلة في عملية التصويت . السلطات العراقية ترى ان الحل لهذه المشكلة يكمن في تكثيف المراقبة الدولية.

وكانت مفوضية الانتخابات قد اعلنت بانها ارسلت دعوات لـ 71 دولة ومنظمة لمراقبة الانتخابات . وقالت الغلاي ان المفوضية شكلت لجنة من مراقبين دوليين برئاسة رئيس الادارة الانتخابية القاضي عباس فرحان حسن.

واضافت الغلاي انه بالتنسيق مع وزارة الخارجية سيتم ارسال دعوات لبلدان من آسيا وأوروبا ودول عربية ومنظمات لمراقبة الانتخابات .

ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية بيانا ذكرت فيه بانها فاتحت مجلس الامن التابع للامم المتحدة لضمان ان تكون الانتخابات مراقبة دوليا.

عن: موقع آراب ويكلي البريطاني

المصدر