معهد واشنطن: داعش يستأنف جهود استقطاب مجندين جدد في العراق وسوريا

569

ترجمة/ حامد احمد

أشار تقرير جديد لمعهد الشرق الاوسط في واشنطن Middle East Institute الى انه في الوقت الذي تقوم فيه ادارة الرئيس ترامب بتقليص تواجدها في العراق وتحتفظ باعداد اقل من القوات في سوريا، فان تنظيم داعش من جانب آخر يسعى لاعادة تنظيم صفوفه من جديد، وذلك في وقت يواجه فيه العراق تحديات اقتصادية وسياسية فضلا عن اعباء مواجهة تفشي وباء كورونا .

ويذكر المعهد الاميركي انه مع اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، فان على هيئة السياسة الخارجية في البلد ان تستمر بجهود كيفية منع ظهور داعش من جديد بغض النظر عن من يفوز بالانتخابات ان كان دونالد ترامب أم جو بايدن. ليس من المحتمل ان تكون هذه القضية ذات اهمية خلال الاسابيع الاخيرة من الحملة، ولكن الفشل في معالجة ومواجهة هذه العودة لداعش قد يكون لها تأثير كارثي على جهود احتواء التنظيم من تنفيذ هجمات نوعية، وتأثير عكسي على المكاسب التي حققها التحالف لالحاق الهزيمة بداعش .

في العراق يواجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عددا من التحديات فضلا عن تحد امني متمثل بتهديدات خلايا نائمة لمسلحي داعش. وفي الوقت الذي لا يمكن لداعش ان يصل بتهديداته حاليا الى مستوى عامي 2012 و 2013 الذي ترتب عليه ظهور التنظيم، فانه بالتأكيد لديه مقومات التنامي وخطورة ظهوره من جديد. واذا تُرك هذا الموضوع بدون متابعة فان الظروف قد تخرج عن السيطرة.

على الرغم من ان داعش قد لا يمكنه حاليا تنفيذ هجمات نوعية خارج العراق وسوريا، فان هناك معلومات تشير الى انه يوسع من وجوده ويزيد من هجماته في كلا البلدين. واشار التقرير الى ان داعش يستمر بجهود مكثفة لكسب مجندين جدد عبر الانترنيت وما يزال يتمتع بتمويل جيد حيث تقدر احتياطياته المالية ما بين 50 الى 300 مليون دولار. وقدر تقرير أخير للامم المتحدة ان الملاك العسكري لداعش بأكثر من 10000 مسلح، في حين قدر المفتش العام للبنتاغون عدد مسلحي داعش ما بين 14 الى 18000 مسلح .

ويقول المعهد الاميركي انه على الرغم من ان الظروف التي تسببت بظهور داعش عام 2014 تعاد نفسها الان فانه ليس من المحتمل ان يعود التنظيم من جديد، فانه يتوجب على التحالف ان يستمر بتصديه لداعش باكبر قد ممكن وان يواصل جهود التدريب والمشورة لدعم الشركاء العراقيين.

وأشار الى ان الرئيس الاميركي ترامب من غير المحتمل، اذا تمت اعادة انتخابه، ان يتابع السياسة السابقة لمواجهة داعش، اما منافسه بايدن فانه على النقيض منه يدعم ابقاء تواجد محدود للقوات مع وحدة عمليات في كل من العراق وسوريا للمساعدة في محاربة ما تبقى من مسلحي داعش وضمان عدم عودته من جديد .

بينما سعت السياسة الاميركية في العراق مؤخرا الى التركيز على انشطة ايران وكذلك تخفيض تواجدها العسكري في البلد فان تنظيم داعش بدأ يعمل على اعادة ترتيب صفوفه بهدوء. وفي الربع الاول من عام 2020 لوحده وقع هناك ما يقارب من 566 هجوما لداعش في العراق.

واكد تقرير جديد لهيئة الابحاث والتحليل لشؤون الارهاب TRAC ان تنظيم داعش نفذ في شهر آب 100 هجوم عبر مناطق مختلفة من العراق وهي زيادة بنسبة 25% عن مجموع هجمات شهر تموز. وهناك أدلة متزايدة على ان الهجمات اصبحت اكثر دقة ونوعية في استهداف نقاط تفتيش ووحدات عسكرية .

واشار التقرير الى ان هذه الاحصائيات ترسم صورة قاتمة عما ستبدو عليه امكانية عودة ظهور داعش في العراق خلال الاشهر القادمة بدون اعادة توجيه في سياسة الولايات المتحدة او التحالف. اذا استمرت الولايات المتحدة بالنأي عن نفسها في وقت يعاني فيه العراق من ازمة اقتصادية ووباء كورونا مع تحديات اخرى، فان داعش من المحتمل ان يقتنص فرصة لتنفيذ عمليات هروب من سجون واعادة بناء صفوفه وتهديد بالسيطرة على مناطق تخلت عنها قوات الجيش او التحالف. ولهذا فان على الولايات المتحدة ان تضع في اولويات سياستها ملاحقة بقايا تنظيم داعش قبل ان تتسع هذه القوة وتتحول الى تهديد ارهابي كبير، وهذه العودة سوف لن تهدد مصالح الولايات المتحدة والتحالف فقط ولكنها ستلحق الضرر باعداد كبيرة من العراقيين والسوريين الذين تحرروا منذ فترة قريبة من داعش .

وخلص التقرير الى انه بغض النظر عن من سيفوز بالانتخابات فانه امر حيوي بالنسبة للحكومة الاميركية وجهاز سياستها الخارجية ان يبدآ باعادة صياغة توجهاتهما ويدعما الشركاء العراقيين والسوريين على الارض. حيث ان كلا المرشحين ابديا مواقفهما بشكل واضح حول هذه القضية .

المصدر