مسلم وزمزم مصدر إلهامي.. قصة مؤثرة لاعتناق ديف شابيل الإسلام

488

هل أنت مسلم؟ هكذا فاجأ الكوميدي الأميركي المعروف ديفيد ليترمان ضيفه الكوميدي ديف شابيل، الذي كان يحاوره في برنامجه “ضيفي القادم لا يحتاج تعريفا” (My Next Guest Needs No Introduction)، الذي يعرض موسمه الثالث على شبكة نتفليكس (Netflix) الأميركية.

“نعم أنا مسلم”

ربما لا يعرف الكثيرون عن اعتناق الكوميدي الأميركي شابيل (47 عاما) الإسلام، فهذا الفنان يحيط حياته الشخصية بالكتمان، ولا يوافق إلا نادرا على الحوارات الصحفية.

وكشف شابيل عن الظروف التي قادته للتعرف على الدين الإسلامي ومن ثم اعتناقه، قائلا “كنت أتردد على مطعم للبيتزا في مدينة واشنطن عندما كنت في 17 عاما من العمر، وهناك تعرفت على أفكار الإسلام من مسلمين كانوا يعملون في المطعم. أعجبتني تلك الأفكار والوجهات التي تقود إليها، حيث كنت أبحث حينها عن معنى روحي لحياتي”.

أدى شابيل -الذي يعد اليوم من أشهر وأفضل الممثلين الكوميديين في أميركا- فريضة الحج، وفي مكة المكرمة تعرف على ماء زمزم الذي وصفه بأنه مصدر إلهام دائم له، حيث روى الرواية التي يعرفها عن بئر زمزم.

ويقول -بتأثر واضح- “ظهر بئر زمزم للسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم وابنها إسماعيل عليهما السلام بعد ضياعهما في الصحراء، واقترابهما من الموت بسبب العطش، هكذا ظهرت البئر بمائها الذي لا ينضب ليروي ظمأ العطشى”.

وشدد شابيل على الجوانب الإنسانية والروحية في الدين الإسلامي، وعلى المشتركات مع الديانات الإبراهيمية الأخرى.

وعندما سئل شابيل عن رأيه في سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه المسلمين، وبالخصوص قراره الأخير منع مسلمين من دول إسلامية عدة من دخول الولايات المتحدة، رد الكوميدي الأميركي بأن هذا الشيء متوقع من رجل بأخلاق ترامب التي يعرفها العالم، حسب قوله. وأضاف أن “الكرسي نفسه -أي كرسي الرئاسة- لم يكن قط في تاريخه كله بعيدا عن العنصرية”.

شدد شابيل على الجوانب الإنسانية والروحية في الدين الإسلامي والمشتركات مع الديانات الإبراهيمية الأخرى

كوميديا القضايا الحساسة

ويعرف عن الاستعراضات الكوميدية (الستاند أب) التي يقدمها شابيل ملامستها وتصديها للقضايا الحساسة التي تشغل المجتمع الأميركي، والتي لا يجرؤ الكثيرون من زملائه الكوميديين على الاقتراب منها.

ويسخر شابيل من العنصرية المغلفة والرياء الاجتماعي في المجتمع الأميركي. ويوجه أحيانا نقده المغلف بالكوميديا إلى جمهور عروضه نفسه، كما فعل في واحد من العروض الأخيرة التي أنتجتها له منصة نتفليكس، عندما انتقد الفوضى التي تسببها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تغذيها آراء الناس العاديين.

ولا توجد الكثير من القضايا التي لا يجرؤ شابيل على الدخول فيها وتحليلها في عروضه الكوميدية، وهذا هو أحد الأسباب التي حولته إلى أيقونة للفن الحر، وسبب لبقاء فن “الستاند أب” الكوميدي حيا، كما وصف الكوميدي ديفيد ليترمان في حواره مع شابيل.

مسيرة طويلة على المسرح

ورغم أن المسرح كان منذ البداية المجال الذي برع فيه شابيل، فإن التلفزيون سيكون الوسيط الذي سيرفعه ليكون واحدا من أشهر الكوميديين الأميركيين المعاصرين، إذ كان مسلسل “استعراض شابيل” الذي عرض على قناة “كوميدي سنتر” بين عامي 2003 و2006، البوابة التي أوصلته للشهرة في بلده.

ولعب شابيل أدوارا ثانوية وأحيانا البطولة في 19 فيلما، إلا أنه لم يصل حتى الآن ليكون نجم شباك سينمائيا. كما حصل على الكثير من الجوائز الرفيعة لأعماله التلفزيونية المسرحية، منها “غرامي” و”إيمي”.

ونال أيضا في العام الماضي جائزة “مارك توين” للكوميديا الأميركية، التي تعد أرفع الجوائز في مجال الكوميديا في الولايات المتحدة.

Original Article