مسؤولون أميركيون: داعش يعتمد على تحويلات مالية من متعاطفين في العراق وتركيا

362

ترجمة / حامد احمد

رغم تعرض تنظيم داعش الارهابي لضربات قاصمة شلت حركته على نحو كبير بفضل عمليات عسكرية منسقة بين التحالف الدولي وقوات عسكرية شريكة في المنطقة، فانه على ما يبدو ان شبكته ماتزال، وفقا لمسؤولين لدى الرقابة المالية في وزارة الخزانة الاميركية، تتمتع بالوسائل المتاحة للحصول على احتياطيات مبالغ نقدية تقدر بحدود 100 مليون دولار مدخرة في مناطق عبر الشرق الاوسط .

يذكر ان الاحتياطيات النقدية لداعش قد تقلصت كثيرا بعد ان كان يسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا عام 2014 وفقدانه لموارد جباية الضرائب والابتزازات وموارد حقول و مصافي النفط المالية .

واستنادا لبيانات مذكرة الخزانة الاميركية التي اصدرتها مؤخرا فان بقايا تنظيم داعش في سوريا ما يزالون يتلقون سيلا من الاموال النقدية من أتباع لهم متمركزين في البلد المجاور تركيا ومن مهربين مقيمين في العراق .

قسم من تلك التحويلات المالية تمر عبر حوالات محلية في معسكر الاعتقال الحول المثير للجدل، الذي يأوي ما يقارب من 50,000 عائلة من عوائل مسلحي داعش . وتشير المعلومات ايضا الى ان شحنات نقدية اخرى يتم تسليمها عبر مسالك ومعابر حدودية منتشرة عبر المساحة الصحراوية الشاسعة المفتوحة بين العراق و سوريا .

وجاء في مذكرة مسؤول الرقابة المالية في الخزانة الاميركية “في داخل سوريا ما يزال التنظيم يجني أموالا عبر شبكات تهريب نفط منهوب في شرقي سوريا ومن خلال عمليات خطف مقابل فدية مالية تستهدف رجال اعمال وسكان مدنيين ومن السرقة وكذلك عمليات تجرى من شركات تعمل كواجهات .”

الوثيقة تكشف عن نافذة محدودة لواجهة منسية من الحرب ضد دولة الخلافة المزعومة، الحرب ضد داعش التي بدأت تختفي على نحو كبير من واجهات عناوين الصحف العالمية. رغم ذلك فان شبكات مسلحي تنظيم داعش ما تزال نشطة هناك، وان التفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب بغداد الاسبوع الماضي يؤكد بان التنظيم ما يزال يشكل تهديدا مميتا .

ديفد آشر، زميل معهد هودسون للخارجية الاميركية المخصص لمحاربة داعش اقتصاديا في العام 2014 – 2015، يقول انه بينما تنظر ادارة الرئيس جو بايدن الجديدة في اعادة تقييم توجهات واشنطن تجاه الشرق الاوسط بعد اربع سنوات من ادارة دونالد ترامب، فان مسؤولين قد ينظرون في طرق ووسائل قطع منابع تمويل التنظيم .

وقال آشر في حديث للمونيتر “تساهل تركيا إزاء عمليات تمويل داعش يكاد يكون تساهلا كبيرا بشكل غير اعتيادي. لا اعتقد بانه كان هناك اي جهد كاف مبذول داخل تركيا لقطع وسائل تمويل داعش وايقاف شبكات تمويله اللوجستية .”

ويستذكر، آشر، قائلا انه خلال الايام الاولى من تشكيل الخلافة المزعومة ادعى اعضاء من مسلحي داعش في افادات لهم امام محققين أميركان بانهم كانوا يستخدمون الجانب التركي من الحدود مع سوريا “كماكنة التصريف الآلي ATM بالنسبة لهم ”

واضاف آشر بقوله “كانت هناك محاولات مشتركة تجري بين الحين والآخر لمنعهم ولكن ليس بشكل متواصل. سيكون مهما جدا اذا قامت ادارة بايدن بتقديم مزيد من التعاون في هذا المجال.”

ربما المسؤول الاميركي الاكثر انتقادا لموقف تركيا المتراخي ازاء تنظيم داعش هو المبعوث السابق للشرق الاوسط، بريت ماكغورك، الذي اعاده بايدن الى البيت الابيض مؤخرا كمنسق مجلس الامن الوطني لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وكان ماكغورك الذي خدم كمبعوث الحكومة الاميركية للتحالف الدولي ضد داعش تحت ادارتي الرئيسين السابقين باراك اوباما وترامب، قد استقال احتجاجا على قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الاميركية من سوريا في كانون الاول 2018 .

وذكرت وزارة الخزانة الاميركية العام الماضي بان هذا الانسحاب قلل من متابعة الحكومة الاميركية لانشطة داعش المالية في المنطقة. واستنادا الى تقرير للامم المتحدة صدر في آب فان تنظيم داعش ما يزال لديه 10,000 شخص تقريبا من مسلحين موالين له في العراق وسوريا . وكانت الولايات المتحدة قد ساعدت العراق ايضا ببناء ابراج مراقبة متفرقة مزودة بمعدات حديثة على طول الحدود مع سوريا التي كان يمر من خلالها وعلى مدى عقود مسلحون ومهربو مخدرات واموال .

في هذه الاثناء فان ادارة بايدن من المحتمل ان تستمر بملاحقة المتبقين من مسلحي داعش. الاسبوع الماضي قامت قوة مشتركة من الاجهزة الامنية العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بتنفيذ عملية ضد مخبأ لعناصر داعش تم خلالها قتل القيادي الأول للتنظيم في العراق، ابو ياسر العيساوي، مع تسعة مسلحين آخرين من داعش .

 عن المونيتر

المصدر