مدل ايست آي: الكاظمي يمسك خلية الصقور بعد إزاحة مديرها

130

ترجمة/ حامد احمد

تعتبر خلية الصقور من اكثر اجهزة العراق الاستخبارية قوة وحرفية، فقد حققت المئات من العمليات الناجحة ضد عناصر مسلحة وهي تنافس اجهزة الاستخبارات العراقية الاخرى في مهامها واسلوبها الاستخباري، مع ذلك وبإجراء عاجل غير رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مسؤول قيادة الخلية أبو علي البصري مما اثار انتقادات بعض الكتل السياسية.

هذه الخلية المدمجة ضمن تشكيلات وكالة الاستخبارات والتحقيقات التابعة لوزارة الداخلية قد حظيت بالتدريب والتجهيز الافضل على نطاق المنطقة .

مسؤولون أمنيون وسياسيون ذكروا لموقع مدل ايست آي، انه “بسيطرة الكاظمي على خلية الصقور فانه سيكون باستطاعته الاطلاع على اهم منظومة عمل استخباري تجسسي حكومي تجري في البلد”.

تغيير المناصب جاء عقب تفجير انتحاري مأساوي وقع في 21 كانون الثاني الماضي وسط بغداد في ساحة الطيران ادى الى مقتل 32 شخصا مع جرح 110 آخرين. وبعد اقل من 24 ساعة تبنى تنظيم داعش مسؤولية الهجوم .

واشارت معلومات استخبارية الى ان هجمات اخرى كان مخطط لها في بغداد، وكذلك في البصرة ومدن اخرى ذات غالبية شيعية.

تحرك رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي حينها، لتهدئة الوضع ومعالجة الخروقات الامنية باقالة خمسة قادة كبار من الاجهزة الامنية والعسكرية، من بين هؤلاء كان مدير خلية الصقور عبد الكريم عبد الفاضل، المعروف بكنية ابو علي البصري .

من بين جميع إجراءات الاقالة، كانت اقالة البصري حالة مفاجئة وغير متوقعة بين مؤيدي الكاظمي ومناوئيه ايضا.

فقد ذكر مسؤولون لمدل ايست آي، ان “رئيس الوزراء كان يصفي حسابات مستغلا حادث الطيران لتنفيذ هذا الاجراء”، وكان معظم السياسيين من الكتل الشيعية يعتبرون البصري كشخصية ناجحة.

هذه الصفات كانت بعيدة عن الصورة التي قدمها الكاظمي عند تقديمه الاسباب لقراره امام مجلس الامن الوطني بعد ساعات من هجوم يوم الخميس .

عضو من المجلس طلب عدم ذكر اسمه، قال لموقع مدل ايست آي، “الكاظمي قال بوضوح بان اجهزة مخابرات دول اجنبية تعرف ما يقوم به البصري، ولكن الحكومة العراقية ليس لها فكرة عما يقوم به البصري”. واكد المصدر ان “البصري لم يكن يرفع تقاريره الى وزير الداخلية الحالي ولا نائب وزير الداخلية لشؤون المخابرات، الذين من المفترض ان يكون هو تحت اشرافهم وان الاثنين لهما تقييم سلبي عن ادائه”.

ويضيف المصدر: “قال الكاظمي ان جهاز المخابرات كان يراقب تحركات ضابط مخابرات اجنبي وكشف بان البصري كان يلتقي به .”

من جانبه اكد البصري لمدل ايست آي ان جميع انشطته وأنشطة منتسبيه مع وكلاء اجانب، كالتحالف الدولي لمحاربة داعش او ممثلي السفارات، كانت تجري بعلم الحكومة بشكل كلي.

ويشير الموقع البريطاني الى ان البصري نفى حقيقة ان يلجأ الكاظمي الى اتهامه بالتواطؤ مع وكيل مخابرات اجنبية .

وقال البصري لمدل ايست آي “باي حال من الاحوال، من غير المحتمل ان يقول الكاظمي هذا الشيء عني .”

واضاف البصري بقوله: “انا لا اعمل لأي جهة فقط للعراق. لقد احبطت تنفيذ المئات من السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية، هذا يعني اني ادخلت السرور على آلاف الاطفال بحماية آبائهم. ووفرت الحماية ايضا لمئات من بناتنا في الجامعات اللائي تعرضن للابتزاز عبر الانترنيت .”

واكد بقوله “لم اقم بأي مقابلة مع اي جهة دولية بدون علم الحكومة.”

وكانت خلية الصقور قد تم تشكيلها عقب احداث الفوضى التي وقعت في العراق عام 2009، إذ كان الوضع الامني متدهورا في ذلك الوقت بينما كان تنظيم القاعدة ومجاميع مسلحة اخرى تنفذ هجمات مميتة في بغداد وحولها على نحو يومي تقريبا وغالبا ما يذهب ضحيتها العشرات من القتلى .

وكان البصري من بين 12 مسؤولا عراقيا آخر من اسس الخلية وذلك بالتنسيق مع اجهزة المخابرات الاميركية والبريطانية. في البداية كان تعداد منتسبيها ما بين 100 الى 160 شخصا. ولكن استنادا لمسؤول امني رفيع المستوى قال انه بحلول عام 2021 تضخم عدد منتسبيها ليصل الى 1800، اي ما يقارب نسبة 10% من منتسبي وكالة الاستخبارات والتحقيقات الفيدرالية التي هي جزء منها. مهام الخلية وهيكلتها تتمتع بسرية عالية وتمتلك احدث تقنيات التجسس والمراقبة والاستطلاع.

وقال مسؤول امني سابق اعتاد ان يشرف على اداء الخلية “خلية الصقور هي واحدة من اهم اجهزة المخابرات في البلاد وأخطرها. فهي تعتبر من تنظيمات النخبة المتخصصة بمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة على مدى 10 سنوات، ولديهم معدات وخبرة وشبكة مصادر بين يديها عدة اضابير بامكانها تدمير اي شخص او قوة سياسية او مسلحة في البلد .” وبرز اسم خلية الصقور اثناء بدء ظهور تنظيم داعش، وفي شباط 2014 كانت اول من يطلق اسمها عبر وسائل الاعلام عندما كشفت وزارة الداخلية بانها احبطت هجوما انتحاريا قرب سجن الطوبجي غربي بغداد.

الظهور الثاني للخلية بعد ذلك بعشرة اشهر عندما افصحت عن تمكنها من الحصول على معلومات استخبارية استخدمت في تنفيذ ضربة جوية اسفرت عن مقتل 14 مسلحا داعشيا كانوا من المقربين لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي جرح هو نفسه في تلك الغارة .

المصدر