ماض دموي .. والقادم كارثي

224

محمد علي مزهر شعبان

ماذا تريد السعوديه منا ؟ بعد ان لعبت كل وسائل غيلها، وتلونت وسائل تدميرها، من تحريض صدام على حرب استنزفت وطن وشعب، دمار وخراب ويباب . ثم أضحت قاعدة امريكية، تنطلق منها صواريخ الابادة، حتى جاءت الفرصة لنذوق ويلات الحصار. بعد السقوط تلاقفتنا المتفجرات والمفخخات، لينثرونا اشلاءا وحصادا في هشيم الاجساد . توغلوا من خلال شباب طالب بحقوقه، فحولوه الى اداة للحرق والتمرد، وسطوا على مطالبه المشروعه

وحين صابر وكابر الشعب، وأفشل كل مخططاته، جاؤونا ببدعة جديده في ان يقدموا ابنة الطاغيه الى الواجهة. مستغلين شبابا، لم تعرف من هو ذلك المجرم الاول في تاريخ البشرية، وليتحرك يتامى ذلك العهد، ممن أورثوا الحقد في اولادهم وممن بقى من رجالهم، وما بات في خوالجهم من غل طائفي مقيت .

هذه المملكة، التي لعبت وممن التحق في ديدنها، الى اين تريد تصل بنا ؟ وهي تقدم لنا ” انديرا غاندي ” ام تلك المراءة الحديديه ” تاتشر” او السيده التي سيدت ألمانيا” ميركل” شابة شربت الدماء التي تقطر من يد ابيها وزوجها . اين ساسة الوطن وممن يدعون رجال أحرار ؟ علام نمهد الطريق لممالك الخيانة، الاردن والسعودية، لنمنحهم الحرية في ان يفعلوا ما يشاؤون ؟ تسهيلات كمركيه، ونفوط مجانيه، وتعاقدات مع دول منبطحة ذليله لسيدتها اسرائيل .

علام تستغل العقول والافكار والاقلام الواهنة والفاسده، ان تنشر اوساخها على حبال الغير ؟ والسؤال ما مفاد هذه الحرية في اختراق حرمة وسيادة بلدنا ؟ أهو الانفلات دون ضوابط قيميه واخلاقيه ايها القنوات ؟ قنواتنا ممن تسمى عراقيه، كالشرقيه ودجلة والرشيد من جهة، والحدث والعربية وما شاكلهم، ان يروجوا لهذه الفتن والاثارة . نعم حين تفك القيود تمنح الايدي واليراع حرية الأفكار، وحين تفك عقدة اللسان ينطلق من تحت مخبئه، الحسن والقبيح، ولكن اي يراع تكتب، واي لسان يتفوه ؟ هل يفقه سجينوا التخرصات يوما ان يحمدوا قدرهم الرحيم ؟

ان من قرع الاجراس في حرية التعبير، الملزم باخلاقية، والمدعم باسانيد، والموثق بدعائم لا تغشيه تشويهات من سخروا المواقع لانتهاك الحرمات والافتراءات الكذوب ؟ ماهي ثقافة الطرح الجديد ما نوعيته ؟ هل ادركت العقول طبيعة التحول الذي بدا من الصفر، من دثار وانهيار، من العدم الى الوجود ؟ هل ادركت هذه الافواه وهي تتقيأ بكل غث وقذع ولذع معنى التحول تحت لافتات تغطت بجلاليب ؟ هل هذه الافواه والاقلام ينطقها عقل ادرك ما يعقب المتغيرات الكبار في رؤى الناس واحتجابها عن الانتخاب لساسة لا يحموا وطنهم ولو بادانه، ام انها تتخيل ان فوانيس سحرية يحملها القادمون الجدد اذا لم تكن مدعومة بصوت الشعب الناهض من عبأ الوعود واكذوبة صناعها، لخلق عالم سحري خلاب ؟

نعم انا أدرك ان القلم تحركه الانفس وما ملكت من ميول وانتماء، وان الافواه لسان حال الطبيعة المختزلة في الاذهان، بين رضى وقبول، وممانعة وعدول، وهو حق مشروع في التعبير اذا امتلك دعائمه القانونية والاخلاقية . ومابين متراخ متمني محض حالم، وما بين داع لمشروع تغيير ومطالبة تحقيق،وهو جزء فاعل في عملية البناء وليس من ينظر الى الوادي من القمة ليجده كم عميقا ومرعبا . لو وضعنا هذين المشروعين بين ناقد غير فاعل، حالم غيرعامل، سنجدهم يملؤن الساحة ابعادا ، تقولا وانتهاكا لكل ما هو قائم .

في دوامة الذهول، وما يتحرك على ارض وطن، وما يحمل ساسته من غايات، الخبيئة منها والمعلنة . قدر لهذا الشعب ان يقرأ ما أنزوى في اعماق احتفظت بغايات ومبتغيات، تخيلوا انها اؤجلت حتى لسانحة كشف غطائها، فتساقطت أوراق التوت في عصف خريفي وأينعت اخرى كانت ترتبط بعضد رفيع في تعلقه، حتى أخذتهم العزة بالنفس، وتغول التصور، بأنه قادر على تحريك بيادقه، وكأنه الوحيد المتمكن من تلوين وتعاقب خلق الازمات، وانه اللاعب المقتدر في تواجده . هذا اللاعب السعودي وغيره، الكرة في ساحته، حين تواجد في بلد الصراع، مشتد بين ممن يسمى الحيتان والاذرع الممتده، والحكومة العميقه والقدرات المالية، التي تزخ إنفاقا كرشى، وعمق تغلغله في المؤسسات الحكومية، وبين حركة شعب، ينادي بحقوقه، وتوزيع ما احباه الله من ثروة بشكل عادل، وبنى تحتية تشغل المورد البشري . التفتوا الى الوراء ستجدونها كوارث والقادم نوازل .

المصدر