علاء هادي الحطاب
بعد كلِّ ما مرَّ بنا العام الماضي وحتى اليوم من تجارب ومحن تمثلت في اصابة الالاف من المواطنين ووفاة كثير من اهلنا واحبائنا وذوينا، ومن حظر صحي اجلسنا في بيوتنا لايام كانت طويلة وشاقة ومحفوفة بالمخاطر فضلا عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية وشح الدواء وارتفاع اسعاره وفي احيان كثيرة ندرته، كذلك البحث عن الهواء في قناني الاوكسجين وغيرها من المحن الخاصة لكل فرد منا، ومع ذلك ما زال من يكذّب بشأن وجود فيروس كورونا وخطره الشديد على الانسان في العدوى والاصابة، بل اصبح هذا الفيروس الخطير الذي اغلق العالم جميعا محل تندر وسخرية لدى الكثير من المواطنين.
اليوم وبعد ارتفاع عدد الاصابات من جديد مع حديث عن دخول الفيروس المحور الجديد الاكثر انتشارا لبلادنا نجد الكثير من المشككين به، بل والمعاندين في تقبل فكرة ان الفرد لا يملك حرية حركته وتجمعه مع الاخرين اذ ان هذا التجمع بات قرار المجتمع بأسره وليس للافراد الحق الشرعي والقانوني والاخلاقي في كسر حظر التجمعات وعدم الالتزام بالوصايا الصحية لان ضرر عدم الالتزام لا يقع على الفرد المصاب نفسه بل يلحق بالاخرين وهنا يكمن تحد من نوع اخر يتمثل في كيفية الارتقاء بوعينا لفهم معادلة ان الفرد محكوم في خروجه ولقاءاته مع الاخرين بما يقرره الوضع الصحي لا وفق رغباته وارتجالاته.
الارتقاء بوعينا في دفع مخاطر هذه الازمة بات حاجة ملحة وليس ترفا فكريا ومعرفيا، فلا مجال لمن لا يود الارتقاء بوعيه ان يُترك على هواه وجهله، فلو تُرك الخيار لكل شخص في ما يفعل ويقرر سنصبح عندها بلادا منهكة بهذا المرض الخطير وما يستتبعه من ازمات تبدأ بالبحث عن قناني الاوكسجين للمصابين ولا تنتهي بالبحث عن الدواء والغذاء.
الامر لم يعد خاضعا للتجربة او الافتاء او الرأي بل خاضع لسلامتنا جميعا في تجاوز هذه المحنة ولن يتحقق ذلك ما لم نرتق بوعينا جميعا في عدم الاختلاط مع الاخرين والابتعاد قدر الامكان عن التجمعات والمناسبات والالتزام بالتوصيات الصحية حتى تجاوز الازمة، ومسؤولية تحقق وإنجاح هذا التحدي منوطة بنا جميعا افرادا ومؤسسات رسمية وغير رسمية، كلٌ من موقعه ومساحة اشتغاله فهل سنكون على قدر هذا التحدي؟.