كندا تناقش إنهاء مهمة قواتها في العراق: الجيش يواجه داعش والخارجين عن القانون

409

بعد مرور اكثر من ست سنوات على قيام كندا بنشر قواتها في العراق ضمن جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش ما تزال هناك عدة مئات من القوات منتشرة في المنطقة في وقت تناقش فيه الحكومة الكندية وقادتها العسكريين كم من القوات ستتركها في البلد بعد انتهاء المهمة في العراق نهاية آذار القادم .

وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان لم يبين في مقبلة مع موقع كندا برس الاخباري فيما اذا سيتم تمديد المهمة في العراق، ولكنه اكد بدلا من ذلك بقوله ان كندا “ستستمر بكونها شريكا يعتمد عليه” لحلفائه في العراق والمنطقة .

وقال ساجان ان الحكومة ستستند في قرارها على ضمان “الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بصعوبة” خلال السنوات الماضية في الحرب على داعش في العراق .

ومضى بقوله “ولهذا فستكون هناك قرارات لتضمن ان العراق يكون قادرا في الوقوف على قدميه ليمنع تكرار ما حصل له مع داعش مرة اخرى .”

وكانت كندا قد نشرت قواتها لاول مرة في العراق في تشرين الاول عام 2014 كجزء من جهود التحالف الدولي لايقاف داعش من التوسع باحتلاله للاراضي في العراق وسوريا وتحويلها الى خلافة مزعومة .

واشتملت الدفعة الاولى من المهمة على ارسال العشرات من قوات العمليات الخاصة وكذلك طائرات مقاتلة للمساعدة في ايقاف زحف مسلحي تنظيم داعش .

وشهدت المهمة في السنوات القليلة الاخرى التي تلت عام 2014 فقدان داعش لمعظم الاراضي التي كان يحتلها في العراق وتحولت الحرب الى ما يسمى بحوادث ارهابية متقطعة بعد ان لجأ مسلحو داعش للمخابئ والمناطق النائية لشن هجمات على نطاق ضيق في البلاد . المهمة الحالية التي تتولاها القوات الكندية في العراق تشتمل على عدد غير معروف من القوات الخاصة الكندية والتي ذكر بعض قادتها العسكريين بان مهمتها الرئيسة هي مساعدة العراقيين للعثور على خلايا داعش وازالتها .

وتشتمل المهمة ايضا على مواصلة المدربين العسكريين الكنديين بالعمل مع نظرائهم العراقيين على تدريب الجنود العراقيين لكسب مهارات القتال الاساسية والتدريب على التخطيط الستراتيجي عالي المستوى.

ويقول خبراء عسكريون انه على الرغم من خساراته الفادحة فان تنظيم داعش سيبقى يشكل تهديدا اذا لم يكن هناك ضغط مستمر عليه . وقال توماس جينو، خبير من جامعة اوتاوا بشؤون الشرق الأوسط: “بقدر ما يكون تنظيم داعش ضعيفا الان، فليس هناك شك من ان عوامل احيائه من جديد ما تزال قائمة .” وكان محللون قد القوا باللائمة على الانسحاب الاميركي المتسرع من العراق عام 2011 لتسببه بحصول فراغ امني تمكن داعش من استغلاله. ومن ثم هب المجتمع الدولي من جديد لمساعدة العراق في مواجهة التنظيم .

في الوقت الحالي يواجه العراق تحديات جديدة تهدد السلم والاستقرار القليل المتحقق في البلد، ومن ضمن هذه التحديات الانقسامات المزمنة في البلد وتحوله الى خط جبهوي لمناوشات بين الولايات المتحدة وايران . وتقول بسمة موماني، خبيرة من جامعة ووترلو بشؤون الشرق الاوسط، ان كندا قد تبقي بعض القوات في العراق لتعمل على الحد من تنامي نفوذ ايران في البلد والحيلولة دوت تفككه .

واضافت موماني “من بين اكبر التحديات التي يواجهها الجيش العراقي الان هو وحدات الفصائل المسلحة الخارجة على القانون الموالية لايران. ولذلك نحن هناك لمساعدة الجيش العراقي في حربه ضد داعش ونجعله اكثر مهنية لكي لا يخضع لهذه الفصائل .”

وتسعى كندا الى تقليص تواجدها في المنطقة من 800 جندي الى 500 خلال هذا الصيف حسب ما يراه القادة في مهام التدريب . وحول ما سيتخذه الرئيس الأميركي القادم جو بايدن من موقف في سياسته الخارجية تجاه العراق والمنطقة فان الخبيران جينو وموماني يذكران بان الرئيس بايدن سيستمر بالتزام الولايات المتحدة تجاه العراق في الحرب ضد داعش مع حث الدول المتحالفة الاخرى لفعل نفس الشيء بضمنها كندا .

عن: موقع كندا برس الاخباري

المصدر