بدعوة كريمة من تجمع القوى المدنية الوطنية وبالتعاون مع السفارة الفلسطينية في العراق شارك وفد مدرسة الإمام الخالصي في مؤتمر (رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني)، كما وضم الوفد اعضاء الهيئة العلمية والوفد المرافق لهم، والذي اقيم على قاعة (كلكامش) في فندق بابل، بتاريخ يوم السبت 15 صفر الخير 1442هـ الموافق لـ 3 تشرين الاول 2020م.
وكانت الكلمة المركزية هي لجناب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) القاها الشيخ رافد العبيدي نيابةً عنه، وإليكم نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وصلى الله تعالى على نبيه محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى الداعين بدعوته الى قيام يوم الدين..
فقد قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) هود:113.
من ارض العراق التي مثلت عبر تاريخها الطويل عنوان العدالة الإنسانية التي حملها الأنبياء والرسل ومعهم الاوصياء والاولياء ومن سار على نهجهم واقتدى بهديهم، ارتفعت أصوات الرفض لمشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والتي تقودها حكومات محكومة خارجة عن إرادة الأمة، ومتجاهلة كل الدعوات الرافضة للتطبيع من قبل شعوبها.
فان التطبيع مع هذا الكيان الغاصب لا يُعد من الناحية القانونية والشرعية مقبولاً، كون هذا الكيان قد أُنشئ بصورة غير قانونية، من خلال وعد قطعته الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود ظلماً وعدواناً في فلسطين.
كما ان دعوى التطبيع هذه لم تكن بالأصل مع أصحاب الحق الشرعيين، وهم أبناء الشعب الفلسطيني، فعلى أي أساس تحركت بعض الحكومات للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب؟ مع كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، فأصحاب القضية رفضوا التطبيع وأسقطوه، فلماذا هذا التسابق على امر لا خير فيه لا لهم ولا لشعوبهم؟.
ان من واجبنا الشرعي والوطني الوقوف مع الشعب الفلسطيني، وان نتحرك لإسقاط مشاريع التطبيع أو ما يسمونه بصفقة القرن، وندعو الحكومات التي تسعى إليه للعودة الى الأمة ومشروعها، والمطالبة بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني في تحرير ارضه والخلاص من اعداءه.
أننا منذ ان تحملنا واجب الدفاع عن حقوق امتنا وحرياتها وخلاصها من براثين المعتدين والمحتلين، ووقفنا مع شعبنا الفلسطيني ودعم مقاومته والدفاع عن المقدسات وكل الأرض، حذرنا من المساومة فيما لا مساومة فيه ورفعنا شعارنا المعهود (ثلاثة لا تقبل المساومة.. القدس والعودة والمقاومة).
ان قضية فلسطين هي قضية الأمة المقدسة، وان الحل الوحيد هو فلسطين دولة واحدة وعاصمتها القدس، واهل فلسطين هم اهل الحق في المطالبة بها ممثلين للأمة كلها بهذا الموقف، فهي (فلسطين) حق مطلق من تمسك بها أعتز ومن تخلى عنها اهتز.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مدرسة الإمام الخالصي
15 صفر الخير 1442هـ
3 تشرين الاول 2020م