كريم العراقي: «لا تشكُ للناس»

621

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

ارتبط اسم وإبداع الشاعر القدير كريم العراقي بالإمارات.. هنا يقيم منذ أكثر من 22 عاماً.. احتضنه «وطن التسامح» منذ قرر الاستقرار به، شعر بالأمن والأمان، عاش مع أولاده الذين ولدوا في الإمارات، ودرسوا في مدارسها وجامعاتها.. حقق الكثير من الإنجازات الفنية، وشارك في العديد من المناسبات الوطنية الإماراتية.
وتقديراً لمكانته الفنية وإبداعه المتجدد، يتلقى كريم حالياً العلاج من مرض سرطان الأمعاء، برعاية خاصة من الإمارات، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، التي تحرص على رعاية كل المثقفين والفنانين والأدباء، ولكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
الاتحاد الأسبوعي، حاور العراقي هاتفياً في مستشفى «كليفلاند أبوظبي» ليطمئن على صحته، ويطمئن جمهوره في الإمارات والوطن العربي، حيث أوضح أنه خضع حتى الآن إلى 5 جلسات علاج كيميائي، وسوف يستمر في العلاج لمدة شهر تقريباً، ونصحه الأطباء بعد الانتهاء من جلسات العلاج الكيميائي، أن يدخل في مرحلة إجراء الإشاعات لقياس نسبة استجابة الجسم للعلاج، كاشفاً أن القصيدة المسيطرة عليه في فترة مرضه، هي قصيدته «لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه» وأهداها لكل من يمر بظروف صعبة. العراقي وجه، في حواره مع «الاتحاد الأسبوعي»، شكره وتقديره إلى دولة الإمارات، على الرعاية والاهتمام الكبيرين من قبل قيادتها الرشيدة، وقال: ليس غريباً على الإمارات رعايتها ودعمها للمثقفين والفنانين والأدباء، وكل من يعيش على أرضها الطيبة.

شكر وتقدير
يقول العراقي: بفضل الدعم الكبير من القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، والاهتمام الراقي الذي يعبر عن مدى التقدير والاحترام، ارتفعت معنوياتي بدرجة عالية، ودفعتني لمحاربة المرض الخبيث، وجعلتني كمن يمتلك جيشاً من المناعة والمقاومة، يسير معي في كل مكان ليدافع عن جسدي ووجودي في الحياة، وهذا ليس بغريب على هذا البلد المعطاء الذي يقدم كل الدعم لكل مقيم على أرضها، فما أروع هذا الوطن، الذي يعتبر قدوة لكل الأوطان، فنفتخر جميعاً أن هناك دولة عربية مثل الإمارات، يضرب بها أروع الأمثال، ونجتمع تحت ظلالها في أمن وسلام ورخاء.
ويضيف: كتبت قصيدة شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعنوان «معلقة الذهب – معلقة آل نهيان – المجد العربي والإنساني»، وهي قصيدة مكونة من 100 بيت، وخطت بماء الذهب، ونفذت على نسق وخطى المعلقات العربية السبع التي علقت على ستار الكعبة أيام الجاهلية، هي معلقات لشعراء كبار، أبرزهم الأعشى، وامرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وعنترة بن شداد، والحارث بن حلزة اليشكري، وغيرهم.

أمل وتفاؤل
وصف العراقي علاقته مع جمهوره بعلاقة يملؤها الأمل والتفاؤل، خصوصاً بعد أن انتبه مؤخراً لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي في هذا العصر، التي أتاحت لكل مبدع التواصل مع جمهوره، وقال: في بداية الأمر وجدت أن مواقع التواصل تهدر الوقت، ولم ألحظ بها إلا الأشياء السلبية، منها إطلاق الشائعات والنيل من الآخرين والحقد والشتائم وبث السموم، لكنني بعد فترة وجدت الجانب المشرق لها، وأن لها فوائد كثيرة، إذا تم استغلالها بشكل إنساني وبهدف مفيد، لذلك طوعت حساباتي على هذه المواقع، للتواصل مع الجمهور، بنشر الأمل والتفاؤل، واكتشاف الذات، والتأكيد على أهمية التسامح والمحبة، ونشر رسالة الفن والأدب.

مسيرة شعرية
بدأ الشاعر كريم العراقي كتابة الأغنية، عام 1974 حينما قدم أغنيتين للأطفال، هما «الشمسية»، ويا خالة يالخياطة»، ثم قدم العديد من الأعمال الناجحة وهي «تهانينا يا أيام» لصلاح عبد الغفور، و«جنة جنة» لرضا الخياط، و«عمي يبو مركب» لفؤاد سالم، و«وي هلة» لأنوار عبد الوهاب، و«عرفت روحي أنا» لرياض أحمد، و«يا أمي» لسعدون جابر.
واستمرت رحلته الفنية منذ عام 1987 وحتى الآن مع صديقه ورفيق دربه الفنان كاظم الساهر الذي كتب له نحو 70 أغنية منها: «ناس وناس» و«معلم على الصدمات قلبي» و«افرح ولا تحرموني منه»، وتعاون خلال مسيرته مع عدد من أبرز مطربي العالم العربي، أبرزهم: ديانا حداد وعمر العبدللات، وسميرة سعيد، ومحمد منير، وهاني شاكر، وأصالة نصري، وصابر الرباعي، وماجد المهندس، ورضا العبد الله، وفي عام 2005 أصدر ألبوماً بصوته بعنوان «دللول» الذي يضم أبرز قصائد الحب للعرق.

قصيدة إنسانية
يستعد كريم العراقي لكتابة العديد من القصائد، منها قصيدة إنسانية استلهمها من صديق له كان شقيقه يعاني السرطان، كاشفاً أنه كتب مؤخراً عملين جديدين، الأول سيؤديه كاظم الساهر بعنوان «عراقنا يا قرة العيون»، والثاني قصيدة بعنوان «المعطف»، سيؤديها صابر الرباعي، ومن المقرر أن تخرج إلى النور هذا الأسبوع.

إقامة ذهبية
العراقي أكد أن الرعاية التي يلقاها من الإمارات، تخفف من آلامه، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى حكومة دبي التي منحته الإقامة الذهبية، وقال: بعد 22 عاماً إقامة في الإمارات، توجت هذه المسيرة الطويلة بالإقامة الذهبية لدولة الإمارات، وأعتبرها مبادرة رائعة وتقديراً كبيراً وعظيماً، ووساماً جديداً على صدري، وهي في الوقت نفسه تقدير لكل الأدباء والفنانين، موضحاً أنه قد تم منحه الإقامة الذهبية منذ شهر تقريباً، ويستعد في بعد أيام لإنهاء إجراءاتها.

أمن وأمان
العراقي لفت إلى أن الإمارات احتضنته منذ أن قرر الاستقرار بها، حيث شعر بالأمان، وعاش مع أولاده الذين ولدوا فيها، ودرسوا في مدارسها وجامعاتها بكل الحب والتقدير والاعتزاز، مشيراً إلى أنه حقق الكثير من الإنجازات الفنية في الإمارات.
ويتذكر الشهور الأولى من وجوده في الإمارات، حيث تعاون مع مركز راشد لأصحاب الهمم، وإلى الآن لا يمر عام إلا إذا قدم أوبريتاً فنياً، أو شارك في فعالية، أو مناسبة خاصة بهم، منوهاً بأنه شارك في الكثير من الأعمال والمناسبات الوطنية الخاصة بالإمارات، والتي قدمها بكل فخر واعتزاز، أبرزها أوبريتات اليوم الوطني، إلى جانب مشاركته في مسرحيات هادفة على مسرح الشارقة، بعضها مع المخرج مرعي الحليان، والمخرج خالد البناي، إلى جانب تنفيذه أوبريت «التسامح» الذي أداه كل من حسين الجسمي وبلقيس، وأغنية «الوفاء» التي غناها حسين الجسمي وكاظم الساهر.

قوة وإرادة
كريم العراقي أعرب عن سعادته الكبيرة بتلقيه العديد من الاتصالات من الزملاء والمحبين، للاطمئنان على حالته الصحية، ما يمنحه القوة والإرادة للانتصار على المرض الخبيث، لافتاً إلى أن هناك الكثير الفنانين يتواصلون معه باستمرار وعلى رأسهم، رفيق الدرب كاظم الساهر، وصابر الرباعي، والموسيقار والملحن وعازف الكمان جهاد عقل، وأصدقاء كثر من الموسيقيين والأدباء.

المصدر