بغداد/ محمد صباح
طالبت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، رئاسة مجلس النواب ولجنة الثقافة والسياحة والآثار النيابية بتغيير تاريخ العيد الوطني الذي اقترحته حكومة مصطفى الكاظمي في الثالث من شهر تشرين الأول. وتسبب هذا الاعتراض بإرجاء القراءة الثانية لمسودة مشروع العيد الوطني لجمهورية العراق خلال جلسة أمس الأحد إلى إشعار آخر.
وتعلل الكتلة اعتراضها على تاريخ العيد الوطني كونه يتزامن مع ذكرى وفاة الرئيس الأسبق لجمهورية العراق جلال الطالباني، مطالبة الاطراف والكتل البرلمانية بتثبيت تاريخ جديد.
ويقول علي جاسم الحميداوي، عضو لجنة الثقافة في مجلس النواب في تصريح لـ(المدى) إن “سبب تأجيل القراءة الثانية لمشروع قانون العيد الوطني لجمهورية العراق والاتفاق على عرضه في جلسات برلمانية أخرى جاء بناء على طلب تقدمت به بعض القوى الكردستانية”.
وصوتت الحكومة على المقترح الذي تقدم به وزير الثقافة حسن ناظم لاختيار الثالث من تشرين الأول من كل عام يوما وطنيا لجمهورية العراق، وهو تاريخ استقلال العراق من الانتداب البريطاني في العام 1932، وانضمامه إلى الأمم المتحدة.
ويضيف الحميداوي أن “لجنة الثقافة النيابية أرجأت القراءة الثانية لقانون العيد الوطني لجمهورية العراق إلى إشعار آخر لإعطاء الوقت المناسب للمناقشة مع القوى الكردستانية لاجل التفاهم حول هذا الموعد”.
وكان أول اختيار لاعتبار هذا اليوم عيدا وطنيا في شباط من عام 2008 من قبل حكومة نوري المالكي الأولى، ولكن لم يمرر البرلمان هذا القانون بسبب الخلافات بين الكتل السياسية التي طالبت بتغيير هذا التاريخ.
ويؤكد الحميداوي، وهو نائب عن كتلة تيار الحكمة أن “الكتل السياسية المتبقية لم تبدِ أي اعتراض على تمرير الموعد المقترح من قبل الحكومة”.
وتتكون مسودة مشروع قانون العيد الوطني لجمهورية العراق والمرسلة من قبل الحكومة إلى مجلس النواب من أربع مواد، الأولى حددت تاريخ الثالث من شهر تشرين الأول من كل عام عيدا وطنيا لجمهورية العراق.
وكان النظام السابق يحتفي بذكرى تسلمه للسلطة في انقلاب 17 تموز 1968 يوما وطنيا، مما دفع مجلس الحكم الذي تولى السلطة بعد عام 2003 إلى اعتبار يوم سقوط نظام السابق في 9 نيسان يوما وطنيا للعراق، لكن اعتراضات أدت إلى إلغاء الاحتفال بهذا اليوم.
ويقول النائب عن محافظة بغداد إن “العراق منذ عام 2003 لم يكن له عيد وطني”، مؤكدا أن “لجنة الثقافة وضعت قانون العيد الوطني من الأولويات، وكانت مصممة على التصويت على هذا القانون في الثالث من شهر تشرين الأول المقبل لكن الخلافات ستدفعنا إلى اختيار موعد جديد لإكمال هذا التشريع”.
من جانبها، تؤكد النائبة جوان إحسان فوزي، وهي رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان أن “تاريخ الثالث من شهر تشرين الأول يتزامن مع ذكرى وفاة رئيس الجمهورية الأسبق جلال الطالباني التي تمثل لنا حدثا وذكرى حزينة، وبالتالي لا يمكن لنا الاحتفال في هذا اليوم على اعتباره عيدا وطينا لنا نحن العراقيون”.
وتوفي الرئيس العراقي السابق والزعيم المخضرم جلال طالباني عن 84 عاما، في يوم الثلاثاء الثالث من شهر تشرين الاول من العام 2017.
وكان مام جلال أول رئيس كردي للعراق، وانتخب عام 2005 بعدما أطاح بنظام صدام حسين من قبل القوات الاميركية التي دخلت العراق بعد العام 2003.
وتوضح فوزي في تصريح لـ(المدى): “اليوم الوطني لجمهورية العراق هو عيد لكل العراقيين يشعرون بالانتماء لهذا التاريخ ويحتفلون به”، مؤكدة أن “العيد الوطني يجب أن يكون عيدا للكل وليس لجهة أو طبقة أو فئة محددة على حساب الجهات وطبقات المجتمع الأخرى”.
وتضيف أن “كتلة الاتحاد الوطني قدمت طلبا إلى رئاسة مجلس النواب ولجنة الثقافة والسياحة والآثار النيابية تعترض على اعتبار يوم الثالث من شهر تشرين الأول في كل عام عيدا وطنيا”، مؤكدة أن “كتلها طالبت الجهات المعنية (السلطة التشريعية) بضرورة تغيير هذا التاريخ”.
وتؤكد النائبة عن محافظة السليمانية أن “طلبنا المقدم اقتصر على تغيير موعد تاريخ العيد الوطني إلى مواعيد جديدة، ولم نقدم تواريخ بديلة”، مشددة على ان “الطلب كان مدعوما من باقي الكتل الكردستانية وباقي الكتل في مجلس النواب”.